الاحتلال الإسرائيلي يصدّق على "سلسلة عمليات" للحرب ضدّ لبنان

19 سبتمبر 2024
هليفي يصدّق على خطط جديدة للحرب في الشمال 19/9/2024 (عن صفحة جيش الاحتلال)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصديق على خطط عسكرية للجبهة الشمالية**: صدّق المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي على سلسلة عمليات لإعادة سكان الشمال بأمان، مع استمرار حالة التأهب القصوى في شعبة الاستخبارات وسلاح الجو والقيادة الشمالية.

- **تفجيرات أجهزة الاتصالات وتأثيرها**: يُعتقد أن إسرائيل وراء تفجير أجهزة اتصالات حزب الله، مما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف، بهدف الضغط على نصر الله للتوصل لتسوية دون حرب إقليمية.

- **تحويل مركز الثقل إلى الشمال**: وزير الأمن الإسرائيلي أعلن تحويل القوات والموارد نحو الشمال، مع تأكيد رئيس الأركان على قدرات لم تُستخدم بعد، بهدف إعادة سكان الشمال بأمان.

الصحيفة الإسرائيلية لم تشر إلى طبيعة العمليات التي أُقِرَّت

إسرائيل لا تزال تترك لنصر الله إمكانية التوصّل إلى تسوية

الخياران هما إما حرب إقليمية وإما مواصلة معادلة جباية الثمن

صدّق المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي، اليوم الخميس، على "سلسلة عمليات" بشأن الجبهة الشمالية، تهدف إلى تمكين إسرائيل من تحقيق الهدف الذي حددته لنفسها رسمياً في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

وأفاد جيش الاحتلال بأن رئيس الأركان صدّق على الخطط العسكرية لمواصلة الحرب. وأضاف البيان: "أنهى رئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي قبل قليل جلسة للتصديق على الخطط للجبهة الشمالية".

من جانبها، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية اليوم الخميس، عن مصادر مطّلعة لم تسمها، تصديق المستوى السياسي على "سلسلة عمليات" بشأن الجبهة الشمالية، لكنّ الصحيفة لم تشر إلى طبيعة العمليات التي أُقِرَّت.

في غضون ذلك، تستمر حالة التأهب القصوى في شعبة الاستخبارات، وسلاح الجو في جيش الاحتلال، وكذلك في القيادة الشمالية ولدى جهات أمنية أخرى، وتتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يأتي بالتزامن مع تصديق الاحتلال على هذه الخطط العسكرية. ويتحدث نصر الله لأول مرة منذ تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصالات التي يستخدمها الحزب خلال اليومين الماضيين، ما أوقع مئات الضحايا بين شهيد وجريح.

وذكرت ذات الصحيفة العبرية، أنه إذا كانت إسرائيل بالفعل هي التي نفذت العمليات المنسوبة إليها (ذلك أن إسرائيل لم تعترف رسمياً بمسؤوليتها) وفجرت آلاف الأجهزة دفعة واحدة، "يبدو أنها لا تزال تترك لنصر الله إمكانية التوصّل إلى تسوية دون الانجرار إلى حرب إقليمية"، وتأمل أن يساهم في ذلك "الضغط عليه، الناجم عن مقتل وجرح الآلاف من العناصر، وتعطيل شبكة اتصالات منظمته".

وتفترض الصحيفة أنه قد يكون في جعبة إسرائيل بعض المفاجآت الأخرى، ولكن إذا لم تؤدِّ سلسلة العمليات التي وافق عليها المستوى السياسي في النهاية إلى النتيجة المرجوّة، فقد لا يكون هناك مفرّ من الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي حرب شاملة على حزب الله، التي، لا أحد يعرف كيف يمكن أن تنتهي.

وفي مقال تحليلي في موقع القناة 12 العبرية، كتب عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، أنه "إذا كانت إسرائيل مسؤولة بالفعل عن الانفجارات في لبنان، كما يدعي حزب الله، يبدو أن الهدف مفاقمة معضلة التنظيم، في ما يتعلق بإصراره على ربط نفسه بغزة، وترك مجال لنصر الله للمناورة". وتوضح الأحداث للدولة اللبنانية برأيه، أن "حزب الله يجرّها مرة أخرى بالقوة إلى كارثة". وفي ذات الوقت يرى الكاتب أن صفقة بين إسرائيل وحركة حماس تعيد المحتجزين الاسرائيليين لا تزال المخرج الأفضل لإسرائيل، على المستوى الأخلاقي والاستراتيجي، الذي لا بدّ منه.

ويعتقد يدلين أنه إن كانت إسرائيل هي التي تقف وراء التفجيرات، فإن هذه الهجمة ونتائجها الصعبة توضح لحزب الله أن إطلاق النار نحو الجليل أو العمليات داخل إسرائيل، مثل الحالات التي كشف عنها جهاز "الشاباك" في الأيام الأخيرة، لن تمر دون أن يدفع ثمناً باهظاً.

وأضاف أن ثمة شيئاً يتغيّر في إسرائيل ويتعزز رأي الجمهور في أن الواقع غير المحتمل في الشمال لا يمكن أن يستمر. وعليه، يتزايد الضغط على الحكومة، رغم اعتقاده أن إسرائيل لا تتجه نحو حرب واسعة النطاق في لبنان في هذه المرحلة، ولكنها توضح أنها عازمة على زيادة الضغط على حزب الله، وأن هذا الخيار مطروح على الطاولة في حال مواصلة الحزب ربط نفسه بغزة.

ومع هذا يرى يدلين أنه يجب على إسرائيل عدم الشروع في الحرب واسعة قبل استنفاد الإمكانات الدبلوماسية والسياسية، كذلك يجب عدم الخروج إليها دون تخطيط مفصّل لأهدافها واستراتيجية تحقيقها وآليات الإنهاء، وبالطبع وجود جهوزية عسكرية في أعلى المستويات.

ويقول المسؤول الإسرائيلي السابق إن السيناريوهات المتاحة واضحة، إن كان التصعيد من طرف إسرائيل أو في رد من قبل حزب الله وإيران يؤدي إلى حرب قد تكون إقليمية، فيما الخيار الآخر العودة لمعادلة مواصلة جباية ثمن متبادل (بين إسرائيل وحزب الله) ولكن مع قوة أكبر، فيما الخيار الثالث تسوية بشأن صفقة مع حركة حماس في غزة، تتيح لإسرائيل فحص الخيار الدبلوماسي أمام لبنان، والاستعداد على نحو أفضل للحرب في حال غياب أي مخرج آخر.

رئيس بلدية كفركلا يشاهد القصف الإسرائيلي 8 أغسطس 2024 (Getty)
رئيس بلدية كفركلا يتابع آثار القصف الإسرائيلي 8 أغسطس 2024 (Getty)

ويوم أمس الأربعاء، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إنّ الحرب تنتقل الآن إلى مرحلة جديدة، حيث سيكون مركز الثقل في الشمال. وأوضح مخاطبًا الجنود والقيادات: "مركز الثقل ينتقل إلى الشمال، وهذا معناه أننا نقوم بتحويل القوات، والموارد، والطاقة نحو الشمال، ولم ننسَ المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) ولا مهماتنا في الجنوب، هذا واجبنا ونحن نقوم به في ذات الوقت".

بدوره، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، خلال وجوده في مقر القيادة الشمالية أمس: "لدينا قدرات كثيرة لم نستخدمها بعد، ويجري إعداد الخطط للمضي قدمًا". وصدّق هليفي خلال تقييم للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية برفقة أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، على الخطط الهجومية والدفاعية للجبهة الشمالية.

ولاحقاً، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمة مصوّرة قصيرة جداً: "لقد قلت سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، وهذا ما سنفعله بالضبط".

المساهمون