الاحتلال الإسرائيلي يجبر فلسطينياً على هدم منزله في القدس المحتلة واعتقالات تطاول أسرى محررين بالضفة
اضطر المواطن الفلسطيني فواز عبده من حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، الليلة الماضية، لهدم منزله بيديه، بعدما كان قد أمضى الأشهر الثلاثة الماضية مفترشاً الساحة الخارجية للمنزل لمنع بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس من هدمه، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية طاولت عدداً من الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون.
بيد أن ما ظهر للمواطن عبده في الأيام القليلة الماضية من اعتزام بلدية الاحتلال في القدس تنفيذ عملية الهدم غير آبهة بمعاناة أفراد عائلته في حال هدم المنزل؛ وتلافياً لتحذيرات تلك البلدية من تكبيده رسوم الهدم إن هي نفذته والبالغة نحو 100 ألف شيكل بالعملة الإسرائيلية، قام هو بنفسه بهدم المنزل، حيث لا يملك سعة الدفاع عن المنزل الذي كان رفض في السابق هدمه لتتحمل البلدية جريمة الهدم أمام العالم، كما أفاد في حديث لـ"العربي الجديد".
ووصف عبده قراره هدم المنزل بيديه بأنه أصعب قرار يتخذه في حياته، وكان يفضل أن تهدمه بلدية الاحتلال في القدس، لتسجل بحقها جريمة الهدم وما حل بأسرته التي باتت الليلة بلا مأوى وانتقل أفرادها إلى بيوت العائلة، إلى أن تجد العائلة مسكناً يؤوي أفرادها بالإيجار.
على صعيد منفصل، وفي ما يبدو أنه تمهيد لعملية هدم وإخلاء وشيك جداً للتجمع البدوي في قرية الخان الأحمر إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة، أنهت طواقم من الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال أمس، عملية مسح لسكان التجمع من العائلات البدوية المقيمة هناك، وسط توقعات بأن ينفذ الهدم في كل لحظة، بعد أن ردت محكمة الاحتلال العليا التماساً ضد عملية الهدم والإخلاء.
وقال الناطق باسم التجمعات البدوية في الخان الأحمر عيد خميس أبو غالية، لـ"العربي الجديد": "إن عملية المسح ركزت على عدد القاطنين في كل خيمة ومسكن؛ وكذلك الممتلكات داخل التجمع، وجمع معلومات شخصية عن جميع المقيمين فيه".
وأكد أبو غالية إصرار أهل التجمع في الخان الأحمر وغيره من التجمعات على عدم إخلاء مساكنهم، وقال: "لن نرحل من هنا، نحن باقون حيث نقيم، والبديل بالنسبة لنا عودتنا إلى ديارنا الأصلية في النقب بفلسطين المحتلة عام 1948".
وتقطن نحو 130 عائلة في مخيم عرب الجهالين بالخان الأحمر، كما توجد مدرسة بنيت من إطارات السيارات يتلقى التعليم فيها نحو 170 من أطفال التجمع.
يُذكر أن ملكية أراضي الخان الأحمر تعود إلى فلسطينيين من قرية عناتا القريبة التي تقع إلى الشمال الشرقي لمدينة القدس وتتبع محافظة القدس، وتعتبر مساحة أراضي القرية من الأكبر على مستوى الضفة الغربية، إلا أن معظمها صادره الاحتلال، بينما تملك "هيئة مقاومة الاستيطان الفلسطينية" سندات الملكية الخاصة بأراضي الخان الأحمر.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت، أمس الإثنين، ثلاث آبار مياه في قريتي الجلمة وعرانة شمال شرقي جنين شمالي الضفة الغربية بحجة عدم الترخيص، بينما هدمت جرافات الاحتلال، أمس الاثنين، بركسين قيد الإنشاء، بمدينة قلقيلية، بحجة "البناء من دون ترخيص"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ.
وفي سياق الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، الأسير المحرر بكر عويس والشاب منتصر بربر نجل الأسير مجد بربر، بعد اقتحام منزليهما في حي رأس العامود ببلدة سلوان جنوب القدس، بينما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً أثناء مروره على حاجز الزعيم المقام شمال شرق القدس.
إلى ذلك، جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، إبعاد الأسير المحرر عنان نجيب عن مدينة القدس لمدة 6 أشهر، بقرار ممّن يسمى قائد الجبهة الداخلية للاحتلال، وأبعدت شرطة الاحتلال الليلة الماضية المقدسي نضال صيام عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابل للتجديد بعد ساعات من اعتقاله.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، أربعة شبان من بلدتي قطنة وبدو شمال غربي القدس، فيما تم اعتقال الأسيرين المحررين معاذ الكعبي ونضال خلف حج محمد من مخيم بلاطة وقرية بيت دجن شرق نابلس شمالي الضفة الغربية، وجرى اعتقال شاب من مدينة سلفيت شمالي الضفة، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في الخربة الأثرية في بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم جنوبي الضفة.
الاحتلال يهدم منشآت ومنازل بالضفة الغربية والقدس
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، خمس منشآت في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس شمالي الضفة الغربية، وفي مسافر يطا جنوب الخليل في جنوب الضفة الغربية، واستولت على بيتين متنقلين "كرفانين".
وأوضح رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن دوريات للإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال اقتحمت وجرافاتها مدخل سبسطية، وهدمت ثلاث منشآت زراعية هناك بحجة وقوعها في منطقة مصنفة "ج" وبحجة عدم الترخيص.
وأشار عازم إلى أن كل منشأة من تلك المنشآت الثلاث تبلغ مساحتها حوالي 20 مترًا مربعًا وتقع كل منها على مساحة دونم، لافتاً إلى أن أصحابها شيدوها وسقفوها بالصفيح كمنزل ريفي، وكانت قوات الاحتلال قد أخطرتهم بهدمها قبل 3 أيام إلى أن تم هدمها اليوم الثلاثاء.
كذلك هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، معرشاً زراعياً في قرية تل زيف شمال يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، يعود لعائلة شتات، بحجة عدم الترخيص وقربه من الخط الالتفافي الاستيطاني، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد" منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي يتم فيها هدم المعرش.
وفي السياق، أوضح عازم أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة برقة المجاورة وهدمت استراحة سياحية بسيطة على مدخل البلدة بحجة عدم الترخيص ووقوعها في منطقة مصنفة "ج"، ثم عادت واقتحمت سبسطية وأخطرت بهدم الطابق الثاني لمنزل في البلدة يقع بالقرب من مستوطنة "شافي شمرون"، المقامة على أراضي سبسطية للأسباب ذاتها.
في شأن آخر، أشار عازم إلى أن المستوطنين أعلنوا على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن اقتحام واسع للموقع الأثري في بلدة سبسطية.
في سياق آخر، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مغارة ومعرشاً واستولت على بيتين متنقلين "كرفانين" في يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأفاد منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، لـ"العربي الجديد"، بأن جرافات الاحتلال هدمت معرشًا زراعيًا بالقرب من المنطقة الأثرية تل زيف شمال يطا، تعود لعائلة شتات؛ بحجة قربها من الخط الالتفافي الاستيطاني، وهي المرة الثانية التي يتم فيها هدم المعرش.
من جانبه، أوضح منسق اللجان الوطنية والشعبية في جنوب الخليل، راتب الجبور، في تصريح له، أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة زيف شمال شرق مدينة يطا، وهدمت "بركساً" وكهفاً للمواطن عزيز شتات، وفي نفس المنطقة تمت مصادرة "كرفان" للمواطن جمال القواسمي، وعلى مدخل قرية البويب بمسافر يطا تمت مصادرة "كرفان" للمزارعين محمود أبو صبيح ورامي المحتسب، وتم تخريب أرضهما الزراعية، وتخريب الأسلاك الشائكة وبوابة الأرض التابعة لهما.
كذلك هدمت طواقم من بلدية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، اليوم الثلاثاء، منزلاً في بلدة صور باهر بمدينة القدس المحتلة يعود للمواطن أيهم الخطيب، بحجة عدم الترخيص، وفق ما أفادت به مراكز إعلامية مقدسية.
في شأن منفصل، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على 8 شاحنات من بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، تُستخدم للنقل ونضح المياه العادمة وذلك من مكان عملها في البلدة، تعود لمواطنين من العيزرية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن رئيس بلدية العيزرية عصام فرعون.
على صعيد آخر، أفاد "نادي الأسير" الفلسطيني في بيان صحافي، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء (11) مواطناً فلسطينياً من الضفة الغربية، اثنان منهم من نابلس شمالي الضفة، وثمانية مواطنين من القدس وبلداتها، إضافة لمواطن من سلفيت شمالي الضفة.
إلى ذلك، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بوجود عدد كبير من جنود الاحتلال في معسكر عرابة المقام على أراضي بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، وأن جنود الاحتلال يقومون بوضع الأعلام الإسرائيلية ونصب الخيام، ويخلون مزارعاً فلسطينياً كان موجوداً داخل المعسكر.
في سياق منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن اقتحاماتها اليومية التي تتم بالقوة على فترتين صباحية وبعد الظهيرة.
بدورها، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في تقرير صادر عنها، أنه تم تنفيذ أكثر من 23 اقتحاماً للمسجد الأقصى المبارك، وتم منع رفع الأذان في 47 وقتاً بالحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل خلال الشهر الماضي.
وفي تطورات أخرى، أصيب عشرات الفلسطينيين، مساء اليوم الثلاثاء، بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، عقب اقتحام تلك القوات منطقة "عصيدة" ببلدة بيت أمر شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وفق تصريحات للناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض، مشيراً إلى أن المصابين تم علاجهم ميدانياً.
من جهة أخرى، أتلفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، كميات من الخضار لمزارعين في منطقة الهجري الزراعية، قرب مخيم الفوار جنوبي الخليل، بعد أن منعتهم من بيعها، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.
وفي سياق آخر، اعتصم مقدسيون، اليوم الثلاثاء، في حوش النرسات وسط باب السلسلة بالقدس القديمة، بدعوة من لجنة أهالي حوش النرسات، احتجاجاً على إجراءات بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالقدس، وشركة مياه جيحون الإسرائيلية، المتسببتين في تضرر مباني الحوش وتصدعها.
وفي غضون ذلك، أعلنت بلدية سلفيت، اليوم الثلاثاء، عن البدء بشق طرق زراعية في منطقة "المراحات" غرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية لحماية الأراضي من الاستيطان واستصلاحها، وذلك بعد أن كان الاحتلال قد شق طريقاً استيطانية تصل مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي المدينة بمنطقة "الرأس" التي يجري التجريف بها منذ أيام، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
ويوم أمس الإثنين، قمع المستوطنون فعالية سلمية ضد إقامة تلك البؤرة في سلفيت، واعتدى المستوطنون وبحماية قوات الاحتلال، على المشاركين بتلك الفعالية وعلى الصحافيين ورشقوهم بالحجارة وحاولوا إطلاق كلابهم البوليسية باتجاههم.
وأكد رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم زبيدي، في تصريح صحافي، أن تلك الطرق الزراعية التي تصل المدينة بالمنطقة المهددة، مهمتها تسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم، وأن البلدية ستقوم بالعديد من الفعاليات لدعم المزارعين وتعزيز صمودهم في أراضيهم.
وأشار زبيدي إلى أن الاحتلال قام صباح اليوم، بنقل "كرفانات" للمستوطنين لمحاولة الاستيلاء على الأرض في المنطقة، بدعم وتسهيل من حكومة الاحتلال لتنفيذ خطط الضم.
وعلى صعيد آخر، فككت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، معسكراً في شارع الشهداء المغلق أمام المواطنين في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، حيث أفاد الناشط في "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان"، عماد أبو شمسية، في تصريح له، بأن الاحتلال شرع بتفكيك المعسكر في شارع الشهداء بمدينة الخليل المغلق منذ 23 عاماً، عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي.
وعبر أبو شمسية، عن مخاوفه من إقامة مستوطنة جديدة في المكان، خاصة بعد عدة زيارات متعاقبة لقادة المستوطنين، وأعضاء من الكنيست الإسرائيلي، وهو ما أعلنت عنه سلطات الاحتلال الاسرائيلي سابقاً.
وفي سياق منفصل، اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، القسم السادس في سجن النقب، وأجرت عمليات تفتيش واسعة فيه، حيث أوضح "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان صحافي، مساء اليوم الثلاثاء، أن إدارة السجن أخرجت 80 أسيراً يحتجزون في القسم المذكور، ونقلتهم إلى أقسام أخرى داخله.