الاحتجاجات تربك انفصاليي اليمن: حالة طوارئ بعدن إثر مقتل 3 متظاهرين

15 سبتمبر 2021
أقدم العشرات من المحتجين على قطع الشوارع الرئيسية (زكي اليوسفي)
+ الخط -

 أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في عدن إثر توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية في عدد من مدن العاصمة المؤقتة عدن، وتحديداً في كريتر والمنصورة والشيخ عثمان، فيما سقط 3 قتلى أثناء قمع احتجاجات ليلية في عدن والمكلا جنوبي اليمن. 

وأقدم العشرات من المحتجين على قطع الشوارع الرئيسية بالإطارات المشتعلة، وفقاً لما قاله شهود عيان لـ"العربي الجديد".

وقال الشهود إن المتظاهرين رددوا هتافات مناوئة للتحالف السعودي والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، الذي يحكم عدن كسلطة أمر واقع، وسط انتشار أمني مكثف للمليشيات الانفصالية. 

وذكرت المصادر أن عناصر الحزام الأمني في محيط البنك المركزي بمدينة كريتر أطلقت الرصاص الحي بكثافة في محاولة منها لتفريق المتظاهرين الذي دائماً ما يستغلون غروب الشمس في المدينة الحارة لتدشين جولة احتجاجات ليلية تستمر حتى منتصف الليل. 

 

وبعد أيام من الاحتجاجات الغاضبة، خرج المجلس الانتقالي يتوعد المتظاهرين من تجيير الفعاليات السلمية لأهداف غير وطنية أو لتصفية حسابات سياسية. 

وخلال اجتماع رفيع مع القيادات العسكرية والأمنية في عدن توعد رئيس المجلس، عيدروس الزُبيدي، الذي ظهر ببزة عسكرية بـ"التعامل الحازم مع من وصفها بالعناصر المندسة التي تحاول إخراج المظاهرات عن المسار السلمي"، رغم محاولته مغازلة المحتجين عندما أشار إلى أن ما يحدث يدل على "حيوية وثورية الشعب".   

وأشار رئيس المجلس، عيدروس الزُبيدي، في كلمة متلفزة، إن حالة الطوارئ، الهادفة لقمع الاحتجاجات الشعبية المنددة بتردي الأوضاع المعيشية، ستشمل كافة محافظات جنوبي اليمن، ولن تكون محصورة في مدينة عدن، معقله الرئيسي والذي يشهد تظاهرات لليوم الثالث على التوالي.  

 

https://twitter.com/AIChdtv/status/1438203941129445378 

وفيما لم يكشف عن موعد زمني لحالة الطوارئ، منح زعيم الانفصاليين قواته الضوء الأخضر لقمع الاحتجاجات و"الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة البلبلة والقلاقل".  

واعتبر الزُبيدي، التظاهرات الاحتجاجية بأنها "جزء من مؤامرة لقوى الإرهاب والتطرف" تستهدف شعب الجنوب، لافتا إلى أنها "لا تقل خطورة عن عدوان مليشيات الحوثي الإرهابية".  

وبعد أيام من محاولته التنصل مما يجري وتحميل الحكومة الشرعية مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية، وجّه الزُبيدي جميع الأُطر القيادية للمجلس الانتقالي وقيادات السلطة المحلية في كافة محافظات الجنوب "البقاء في حالة انعقاد دائم وحشد الجهود اللازمة لتأمين الخدمات العامة لحياة المواطنين". 

ويحاول المجلس الانتقالي، رفع شعار القتال ضد الحوثيين كلافتة لحالة الطوارئ التي أعلنها، حيث دعا عناصر المقاومة الجنوبية إلى "التعبئة العامة والاستعداد لرفد الجبهات القتالية بالرجال والمال والعتاد للتصدي للميليشيات الغازية"، وذلك بعد أنباء عن تحركات حوثية لمهاجمة مديرية لودر في محافظة أبين.  

وفي حضرموت، ظهر المحافظ فرج البحسني، لتهدئة الشارع المحتقن، وذلك في أول اجتماع باللجنة الأمنية عقب الاحتجاجات وأعمال الشغب التي شهدتها المحافظة النفطية منذ مطلع الأسبوع الجاري. 

وفيما طالب زعماء القبائل بالوقوف ضد أي أعمال تخريبية تطاول مؤسسات الدولة أو الممتلكات الخاصة، وعد البحسني بتحقيق الاستقرار في المحافظة، من خلال تنفيذ بعض المشاريع بعد الاتفاق مع البنك الدولي، لمنح حضرموت قرضاً يساعدها على إنشاء محطة جديدة لتوليد الكهرباء.

 

 

وامتدت الاحتجاجات في هذه الليلة إلى مديرية التواهي، معقل المجلس الانتقالي، كما خرجت احتجاجات شعبية غاضبة في كل من المنصورة وكريتر والشيخ عثمان ودار سعد والقلوعة ومنطقة القاهرة، فضلاً عن مدينتي البريقة وخور مكسر.

وأطلقت قوات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الرصاص الحي لفتح الطرقات وإنهاء الاحتجاجات في الشيخ عثمان وكريتر والتواهي، وأوقفت قوات أخرى محاولة نهب سوق تجاري في الشيخ عثمان.

وفشلت قيادات في المجلس الانتقالي في إقناع المحتجين ومخاطبتهم وجهاً لوجه خلال نزول ميداني إلى مناطق الاحتجاجات، وتعرضوا لهجوم بألفاظ وصفت بالعنصرية. وكان الانتقالي قد أكد اليوم ضرورة سلامة الاحتجاجات، مشيراً إلى أن قوات الأمن التابعة له ستقوم بحماية المؤسسات والمرافق الحكومية ووقف كل المخربين.

وتتزامن هذه التطورات مع شن قوات تابعة للمجلس حملة اعتقالات سابقة بحق بعض المحتجين ومداهمة منازلهم مساء اليوم.

المساهمون