"الإدارة الذاتية" ترفع علم الثورة شرقي سورية و"قسد" تطلق النار على متظاهرين

12 ديسمبر 2024
عنصر من "قسد" في مطار القامشلي بعد إسقاط الأسد، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" عن رفع علم الثورة السورية على مؤسساتها، تعبيراً عن تطلعات الشعب نحو الحرية والوحدة الوطنية، مع التزامها بتمثيل الشعب في إطار سوريا ديمقراطية.

- شهدت مدينة الرقة توتراً بعد فرار بشار الأسد، حيث وقعت صدامات بين الأهالي و"قوات سوريا الديمقراطية"، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، مع مطالبات بخروج "قسد".

- سيطرت فصائل الجيش الوطني السوري على منبج، مع تحضيرات لعملية عسكرية في عين العرب، بينما وصل وفد كردي للتفاهم مع "قسد" حول موقف موحد، وسط دعم أمريكي وتصنيف تركي لـ"قسد" كمنظمة إرهابية.

أعلنت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" (الذراع المدنية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"(قسد))، اليوم الخميس، عن رفع علم الاستقلال (علم الثورة السورية) على مؤسساتها ومجالسها والمرافق التابعة لها في مناطق سيطرتها، شمال شرق سورية، فيما أطلقت "قسد" النار على متظاهرين كانوا يحتفلون بإسقاط نظام بشار الأسد في مدينة الرقة. وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان إن "مجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أعلن رفع العلم السوري (الثورة السورية) على جميع المجالس والمؤسسات والإدارات والمرافق التابعة للإدارة الذاتية في مقاطعات الإقليم كافة".

وأشارت إلى أن ذلك يأتي "بمناسبة انتهاء حقبة القمع والتسلط التي فرضها النظام السوري على الشعب لأكثر من نصف قرن، والتي عانى خلالها السوريون من الظلم والتهميش والإقصاء، يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر". وأكدت أن قرار رفع العلم جاء "في ظل هذا التحول التاريخي، ويأتي علم الاستقلال بألوانه الثلاثة: الأخضر والأبيض والأسود مع النجمات الحمراء الثلاث، رمزاً للمرحلة الجديدة، حيث يعبر عن تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والوحدة الوطنية".

وأكد المجلس التابع للإدارة الذاتية "التزامه بتمثيل تطلعات الشعب السوري ومكوناته كافة، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في إطار سوريا ديمقراطية تقوم على أسس العدالة والمساواة بين جميع مكوناتها". وجاء قرار "الإدارة الذاتية" برفع علم الثورة على مؤسساتها بعد خلع بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، واقتراب إدارة العمليات العسكرية من مناطق سيطرتها بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرق سورية.

من جهة أخرى، قُتل شخص على الأقل وأصيب ستة آخرون بإطلاق نار مساء اليوم الخميس من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية"، استهدف متظاهرين في مدينة الرقة شمال سورية. وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن الأهالي في الرقة كانوا في حالة احتفال، يرفعون الأعلام السورية في ساحات المدينة ويهتفون فرحاً بسقوط النظام، ومع حلول الليل، بدأت بعض المشاحنات مع الأمن الداخلي، مما تسبب بردة فعل من الأهالي تجاه الأمن الداخلي التابع لـ"قسد"، حيث بدأوا برمي الحجارة، ليرد عناصر الأمن بإطلاق النار على الأهالي، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين في حصيلة أولية. وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن انتشار الأهالي انتهى مع بدء سريان حظر التجوال داخل المدينة، حيث جرت الاحتفالات في كل من دوار النعيم والدلة، تخللها رفع الأهالي علم الثورة السورية.

وتشهد مدينة الرقة منذ يوم الأحد توتراً أمنياً شديداً، بعد فرار بشار الأسد إلى روسيا. ودفعهم الفرح، كسائر السوريين، للخروج إلى الشوارع والاحتفال بهذه المناسبة، إلا أن القوات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، حاولت منعهم الأحد الماضي، واعتقلت العديد من الشباب. لكن اندفاع السوريين وخروجهم بالآلاف مكنهم من النزول إلى الشوارع والوصول إلى ساحات النعيم والحرية ودوار الساعة في المدينة للاحتفال، بعد انسحاب القوات الأمنية.

وجرى بعد ذلك صدام بين العديد من المتظاهرين والقوات الأمنية، مما أدى إلى مقتل أربعة متظاهرين وإصابة آخرين. كما تطورت الأحداث وامتدت إلى العديد من قرى وبلدات ريف الرقة ومناطق الكرامة، والحمرات، والجديدات، وكامل ريف الرقة الشرقي. ويطالب سكان المدينة، وفق ما رصده "العربي الجديد"، بخروج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من المدينة، ودخول مقاتلي "ردع العدوان" العاملين ضمن غرفة العمليات المشتركة.

وسيطرت فصائل الجيش الوطني السوري العامل ضمن غرفة عمليات "فجر الحرية" على مدينة منبج، أبرز معاقل "قوات سوريا الديمقراطية" بريف حلب الشرقي، وسط تحضيرات لشن عملية عسكرية أخرى تهدف إلى إبعاد "قسد" من مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، شمال سورية. وأفاد مراسل "العربي الجديد" في الحسكة بوصول وفد "المجلس الوطني الكردي" عبر إقليم كردستان العراق إلى القامشلي، للتفاهم مع قيادة "قسد" حول بلورة موقف كردي موحد إزاء التطورات الأخيرة في سورية.

وتدعم الولايات المتحدة الأميركية منذ انطلاق الثورة، "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، والتي شكّلت بالنسبة لواشنطن ذراعها العسكرية في سورية، أو "حليف الميدان" لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي. وبينما ظلّت "قسد" تسيطر منذ سنوات على ما يسمى "سورية المفيدة"، شرقاً، حيث الثروات الاقتصادية لهذا البلد، فإن أي سلطة قادرة ومتمكنة في دمشق، لن يكون بإمكانها العمل، وإعادة الروح لاقتصاد البلاد المتهالك، دون تلك المناطق.

المساهمون