استمع إلى الملخص
- البيان يشدد على ضرورة حل سياسي يضمن عودة كريمة للسوريين، الإفراج عن المعتقلين، والانسحاب من الأراضي المحتلة، مع الدعوة لوحدة سورية والحوار الوطني.
- الباحث رشيد حوراني يرى أن "قسد" تخشى من تقارب تركي-سوري قد يؤدي لتحرك عسكري تركي وتعديل اتفاقية أضنة، مما يهدد وجودها.
جددت "الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية" رفضها للتقارب التركي مع حكومة النظام السوري، معتبرة أنه يتضمن دوافع تركية "عدائية" ضد سورية، داعية للحفاظ على وحدة البلاد. وذكرت "الإدارة الذاتية" في بيان صدر عنها اليوم الخميس أن التقارب بين أنقرة ودمشق يلوح في الأفق من جديد، مضيفة "هذه المصالحة التي جاءت بعد أكثر من عقد من الزمن لعبت فيها تركيا دورًا سلبيًا من خلال دعمها لمجموعات إرهابية ومرتزقة على حساب سورية وقضية شعبها، وإفراغ المعارضة من مضمونها الجوهري وحرفها عن مسارها الحقيقي"، وفق تعبيرها.
وهاجمت "الإدارة الذاتية" التوجه التركي لتطبيع العلاقات مع النظام، معتبراً أن لدى تركيا أهدافاً في "خلق حجج وذرائع للتغطية على أزماتها الداخلية وفشل سياساتها في حل قضاياها الداخلية، وأنها تسعى لإيهام الرأي العام التركي بأنها تسير في طريق حل أزمة اللاجئين السوريين، خاصة بعد تصاعد النعرة العنصرية ضدهم". ورأى بيان "الإدارة الذاتية" أنّ "أي اتفاق أو تفاهم بين أي طرف من الأطراف ما لم يشمل حلًا سياسيًا جذريًا يضمن العودة الآمنة الكريمة للسوريين، ويضمن الاستقرار المبني على تغيير السياسات تجاه القضايا القومية وحقوق كل أطياف الشعب السوري والإفراج عن المعتقلين والانسحاب من الأراضي المحتلة، يعتبر خطوة عدائية ضد سورية والسوريين".
ودعا البيان لتحكيم ما سماها "لغة العقل والعودة للذاكرة القريبة لعدم نسيان المآرب التركية وأهدافها العدائية ضد سورية". وحث على وحدة سورية والحوار الوطني السوري، باعتبارهما "الأساس الصحيح والسليم لبناء سورية الديمقراطية الموحدة شعبًا وجغرافيةً وتحقيق ما يضمن كرامة سورية ويصون سيادتها".
بدوره، رأى الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ البيان يدل على أنّ العمر الزمني لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) "مرتبط بالتفاهمات الدولية أو الإقليمية، وهي تلمست الخوف من الخطوة التركية الهادفة إلى التقارب مع النظام، إذ يمكن أن تقود إلى تحرك عسكري على غرار ما قام به الجيش التركي في العراق بعدما عقد تفاهمات بشأن ملاحقة حزب العمال الكردستاني مع حكومتي بغداد وكردستان". وأضاف أنّ "قسد تتخوف من تقارب تركي مع النظام يقود الى تعديل اتفاقية أضنة والتنازل عن مطالب الأتراك، للسماح لهم بالتوغل لمسافة 35 كيلومتراً ضمن الأراضي السورية، وعلى كامل الشريط الحدودي السوري التركي، وهو اتفاق إن تم فإنه يقضي على قسد"، وفق رأيه.
وجدد النظام السوري، الأسبوع الماضي، التأكيد على "شروطه" ومطالبه من أجل تطبيع العلاقات مع تركيا دون أن يقدم أجوبة واضحة حول التصريحات المتكررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد. وذكرت وزارة خارجية النظام، في بيان، السبت الماضي، أن "عودة العلاقة الطبيعية مع تركيا تقوم على عودة الوضع الذي كان سائدًا قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين"، معتبرة أن "مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة في ما بينها، وليس على التصادم أو العدائية".