أغلقت قوات الأمن الأردنية، اليوم الجمعة، الطريق المؤدي إلى جسر الشيخ حسين في الأغوار الشمالية، ومنعت آلاف الأردنيين من الوصول إلى الجسر، والذين توافدوا للمشاركة في الفعالية المركزية التي دعا إليها "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، احتجاجاً على الجسر البري الذي يمرّ عبر الأردن باتجاه دولة الاحتلال، ورفضاً لتصدير الخضار من الأردن إليها.
ونتيجة الإجراءات الأمنية التي حالت دون وصول المحتجين إلى الجسر في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، اضطر المشاركون للاعتصام قرب مجمّع الأغوار الشمالية الجديد.
ومنذ الليلة الماضية، أقامت قوات الأمن عدداً من حواجز التفتيش للمركبات التي حاولت الوصول إلى جسر الشيخ حسين، وطريق العارضة في السلط، وطريق عجلون، والطريق المؤدية للشونة الشمالية في محافظة إربد شمال المملكة، وطريق وادي شعيب المؤدية إلى الأغوار والوسطى.
وأكد المحتشدون أن "الشعب الأردني يرفض مد الاحتلال بجسر بري"، مستهجنين السماح بمرور شاحنات الغذاء والبضائع القادمة من دول خليجية عبر الحدود الأردنية باتجاه دولة الاحتلال، في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال شاحنات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأهل في قطاع غزة.
ودعا المحتجون الحكومة إلى "قطع ذلك الجسر البري الممتد من دول خليجية، ومنع تصدير الخضار والفواكه الأردنية إلى الاحتلال، وإلغاء معاهدات السلام واتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال، ووقف أي علاقات اقتصادية وتجارية معها".
وكان "الملتقى الوطني لدعم المقاومة" و"الحركة الإسلامية" قد دعوا في الأيام الماضية إلى المشاركة في الفعالية "انتصاراً لغزة في وجه حرب الإبادة، ورفضاً لإقامة جسر بري يمر من خلال الأردن إلى دولة الاحتلال، في ظل الحرب الوحشية التي يتعرض لها القطاع".
بالفيديو : رغم المنع .. فعاليات شعبية حاشدة قرب الحدود رفضا للعلاقة مع الاحتلال pic.twitter.com/JcwnXUBGH2
— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) February 9, 2024
فعاليات تضامنية
وفي وسط العاصمة عمّان، انطلقت من المسجد الحسيني، بعد صلاة الجمعة وصلاة الغائب على أروح شهداء الشعب الفلسطيني، مسيرة حاشدة نددت بالعدوان الإسرائيلي على غزة وجرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها الاحتلال.
واعتبر المشاركون أن "العدوان الإسرائيلي لم يكن ليستمر لولا مباركة الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن، الذي أعلن دعمه الواضح والصريح للجرائم التي ترتكب ضد قطاع غزة"، مطالبين بفتح الحدود مع فلسطين المحتلة "من أجل نصرة المقاومين، ودعم صمودهم".
وفي السياق، نظمت الفعاليات الشعبية بالعقبة مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مسجد أبو حويلة الخطاب بمنطقة العاشرة، وجالت شوارع المدينة تنديداً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ودعما للمقاومة الفلسطينية.
وحيّا المشاركون في المسيرة، والتي جاء تحت شعار "وقف الحرب ورفع الحصار"، المقاومة الفلسطينية، وطالبوا بإدخال الغذاء والدواء للقطاع المحاصر، داعين إلى "تقديم قادة الكيان المحتل للمحاكم الدولية"، وأدانوا في الوقت ذاته قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويشهد الشارع الأردني غضباً شعبياً متواصلاً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ يطالب الأردنيون الحكومة بـ"اتخاذ موقف رسمي حاسم لنصرة غزة والمسجد الأقصى، ووقف المجازر الإسرائيلية، خلال وقفات واعتصامات في مختلف المحافظات، نصرة للمقاومة ودعماً لقطاع غزة، وتنديداً بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال".