الأمن الجزائري يعلن عن وقوف "شبكة إرهابية" وراء مقتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل

17 اغسطس 2021
جريمة قتل الشاب جمال أثارت صدمة عارمة (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر عن القبض على شبكة إجرامية تعمل ضمن حركة انفصالية تنشط في منطقة القبائل، ومصنفة منظمةً إرهابيةً، كانت وراء مقتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل، الأربعاء الماضي.
وقامت مجموعة من الشباب بانتزاع الشاب جمال بن إسماعيل من داخل سيارة شرطة، بعد أن اشتبه بتورطه في حرائق الغابات في منطقة جنوب تيزي وزو، ثم قتله بطريقة وحشية، ما أثار استياء كبيراً بسبب التصرف الهمجي.

وانتشرت صور وفيديوهات تظهر الفنان والرسام جمال بن إسماعيل في الجزائر وهو يتعرض للحرق، بعد مزاعم بضلوعه في الحرائق التي اندلعت في البلاد.
وأقام جمال في مدينة خميس مليانة ولا يتكلم اللغة الأمازيغية المنتشرة في منطقة ناث إيراثن التي قتل فيها. وكان من المتطوعين الذين قدموا لإخماد الحرائق.
وأوضحت المديرية، اليوم الثلاثاء، في بيان لها، أن مصالحها المختصة تمكنت، وباستعمال التقنيات الحديثة، من استرجاع الهاتف النقال للضحية وتوقيف 25 مشتبهاً بهم جدداً.
كما جاء في البيان أن التحقيق توصل إلى اكتشاف شبكة مختصة في الإجرام، كانت وراء المخطط الشنيع، مصنفة منظمة إرهابية، وذلك باعترافات عناصرها الموقوفين.
وفي 18 مايو/أيار الماضي، كان مجلس الأمن القومي في الجزائر قد قرر تصنيف حركة استقلال منطقة القبائل، التي يقودها المغني والمعارض السياسي فرحات مهني، منظمة إرهابية، بسبب دعوته إلى المساس بالوحدة الوطنية وانفصال منطقة القبائل.

وتتمركز قيادة الحركة الانفصالية في باريس، حيث تحظى بدعم من فرنسا وإسرائيل، إذ زار رئيس الحركة تل أبيب أكثر من مرة.
وكشف البيان أن مصالح الأمن قامت، من خلال عملية استغلال الهاتف النقال الخاص بالضحية، باكتشاف حقائق حول الأسباب الحقيقية لقتل الشاب جمال بن إسماعيل، والتي ستفصح عنها العدالة لاحقاً، نظراً لسرية التحقيق.
كما أشار البيان إلى أن المصالح المختصة للأمن الوطني تمكنت في وقت قياسي من إلقاء القبض كذلك على الـ25 شخصا مشتبه فيهم المتبقين، كانوا في حالة فرار على مستوى عدة ولايات من الوطن، من بينهم شخصان مشتبه فيهما، تم إلقاء القبض عليهما من قبل مصالح أمن ولاية وهران، كانا يتأهبان لمغادرة التراب الوطني.
وأضاف أنه اكتمالاً لمجريات التحقيق الابتدائي الذي أنجزته المصالح المختصة للأمن الوطني، بلغ العدد الإجمالي للموقوفين في ارتكاب هذه الجريمة البشعة 61 شخصا يشتبه فيهم، عليهم المسؤولية بدرجات مختلفة في قتل وحرق وتنكيل بجثة، وتحطيم أملاك وانتهاك حرمة مقر أمني.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد كشفت أنها ستنشر اعترافات ثلاثة موقوفين جدد يشتبه في تورطهم في قتل وحرق الشاب جمال.
وأكدت المديرية أنها مواصلة للتحقيق في قضية مقتل جمال بن إسماعيل، وسيتم بث تسجيلات تتضمن اعترافات جديدة وهامة لموقوفين مشتبه فيهم رئيسيين جدد جاءت خلال 48 ساعة بعد الندوة الصحافية المنعقدة الأحد الماضي.
وفي السياق، أوفد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مستشاره الخاص عبد الحفيظ علاهم، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة مليانة، 120 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية، لتقديم واجب العزاء لعائلة الشاب جمال بن إسماعيل.
وقدم عبد الحفيظ علاهم للعائلة واجب العزاء ومنحة مالية كإعانة للعائلة بقيمة ستة آلاف يورو، كان قررها الرئيس تبون، أمس، خلال تنصيبه لجنة التعويضات لضحايا الحرائق الأخيرة.
وقال عبد الحفيظ علاهم، خلال حديثه مع والد الشاب الضحية، إن فعلة من وصفهم بـ"المجرمين" لا تسمية لها، ولن يعوض روحه أيا كان، وقدم شكره للوالد على موقفه الوطني النبيل الداعم للوحدة والتضامن بين الشعب الجزائري. 
من جهته، التمس والد الشاب جمال، من موفد الرئيس الجزائري، تسمية ساحة وسط مدينة مليانة باسم نجله، وتعهد عبد الحفيظ علاهم بنقل طلبه إلى السلطات.

دلالات