استمع إلى الملخص
- يشير إلى التحديات في تقديم المساعدات بسبب القيود على إدخال الإمدادات، مع تقدم محدود في إدخال شاحنات الدقيق وانتقاد لعدم استجابة إسرائيل لطلبات إدخال مواد تعليمية وترفيهية للأطفال.
- يسلط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة مع حاجة تسعة من كل عشرة أشخاص لمساعدات، نقص حاد في الأمن الغذائي، والمياه، والوقود، وتدهور الخدمات الأساسية، مع نقص تمويل صندوق المساعدات الإنسانية.
قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أندريا دو مينيكو، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في غزة فريد من نوعه، فهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يستطيع الناس فيه العثور على ملاذ آمن ومغادرة خطوط أو جبهة القتال"، مضيفاً أنه "في أي حرب أخرى نتخذ إجراءات تسمح لنا بالذهاب إلى جبهات القتال، لكن في غزة كل مكان هو خط قتال أمامي ولا توجد أي مساحة آمنة فيه".
وأضاف مدير مكتب الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية أن "كل مكان في غزة هو جبهة قتال، ولا يستطيع السكان المدنيون الذهاب إلى أي مكان للعثور على الأمان، لأنه حتى داخل المنطقة الآمنة هناك قصف، هذه واحدة من السمات الرئيسية للوضع في غزة (...) ولهذا السبب قال الأمين العام للأمم المتحدة مراراً وتكراراً إننا سنبقى في غزة وسنستمر كأمم متحدة في تقديم خدماتنا (...) إذا انسحبنا ماذا سيحدث للمدنيين؟ لا مكان آمن لهم ولا مكان يذهبون إليه، منظمات المساعدات الإنسانية لن تغادر غزة".
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحافي عقده من القدس المحتلة، عبر تقنية الفيديو، مع الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وأضاف قائلاً في سياق رده على عدد من الأسئلة الإضافية لمراسلة "العربي الجديد"، حول حجم أو نسبة المساعدات التي تدخل مقارنة بتلك التي تحتاجها الأمم المتحدة، إنّه "على الرغم من أننا تمكنّا خلال الأشهر التسعة من توسيع نطاق أعمالنا تدريجياً، بما في ذلك عدد الموظفين الدوليين وغير ذلك، لكن لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه".
وشرح في هذا السياق قائلاً إن الأمم المتحدة "تحرز تقدماً في مجال ما، على سبيل المثال فيما يتعلق بإدخال عدد أكبر من شاحنات الدقيق، حيث نحتاج مثلاً إلى 60 شاحنة يومياً، لكن إذا نظرنا إلى عدد الشاحنات التي تدخل فإننا لم نصل إلى المستوى المطلوب بعد". وأضاف المسؤول الأممي كذلك أن "هناك مساعدات أو أدوات قد لا تبدو للوهلة الأولى منقذة للحياة، ولكنها حيوية ومهمة للنسيج الاجتماعي، حيث تطالب الأمم المتحدة منذ أشهر بأن يُسمح لها بإدخال مواد تعليمية وترفيهية للأطفال دون أن تستجيب السلطات الإسرائيلية لذلك حتى الآن".
ولفت المتحدث الانتباه إلى وجود أكثر من 600 ألف طفل خارج المدارس، و60% من سكان غزة، وهم من القاصرين، يحتاجون إلى خدمات وعناية لا يحصلون عليها. وحذر من تبعات كل ذلك على الأطفال والشباب في غزة. وشدد على أن ما يجري السماح بإدخاله هو "قطرة في بحر"، مؤكداً أنه جرى السماح في الوقت ذاته بإدخال بعض المواد الضرورية للاحتياجات الأساسية التي لم يسمح بإدخالها بالماضي.
وضع إنساني كارثي في غزة
ولفت الانتباه إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص في غزة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، مع نزوح الأغلبية الساحقة من سكان غزة داخل القطاع لأكثر من مرة. وأشار كذلك إلى مغادرة أكثر من 110 آلاف فلسطيني للقطاع منذ أكتوبر/ تشرين الثاني، ناهيك عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني، من أصل حوالي 2.3 مليون نسمة قبل الحرب الأخيرة. وقدر وجود قرابة 350 ألف فلسطيني في شمال القطاع لا يمكنهم الوصول إلى مناطق أخرى بما فيها الجنوب. وأكد أن "قرابة 96% من السكان في غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة، أو يعانون من نقص في الأمن الغذائي أو النقص الحاد، وهذا غير مقبول وكارثي. ولا يتعلق هذا بإدخال الغذاء فحسب، بل بإدخال المياه والوقود ومشاكل الصرف الصحي والقمامة وغيرها".
ولفت الانتباه كذلك إلى أن صندوق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الذي يحتاج إلى 3.4 مليارات دولار للعالم الحالي لتقديم المساعدات الإنسانية، لم يحصل حتى الآن إلا على 35% من التمويل. وحذر من أن نقص التمويل يزيد من التحديات الموجودة أصلاً على أرض الواقع، قائلاً إنّ هذا ضروري "كي نتمكن من تقديم ورفع مستوى المساعدات بشكل سريع وخاصة عندما يسمح لنا بذلك".