الأمم المتحدة: تحديات جديدة تواجه جهود نزع الألغام في مناطق الحروب

08 ابريل 2021
باتت الألغام تزرع في المناطق المأهولة بالسكان (Getty)
+ الخط -

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه وعلى الرغم من تحقيق الأمم المتحدة عبر وكالاتها وشراكاتها تقدما كبيرا في نزع الألغام وتطهير مناطق واسعة من مخلفات الحروب، كالقنابل والذخائر غير المنفجرة، فإن هذا التقدم يظل نسبياً وبطيئاً، وذلك بسبب وجود تلك الألغام في مساحات واسعة في المناطق التي انتهت الحروب فيها، وفي ظل استمرار النزاعات في مناطق أخرى.

وجاءت تصريحات غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك خلال اجتماع رفيع المستوى ترأسه وزير خارجية فيتنام، التي تترأس المجلس لهذا الشهر، وعقد عن بعد بسبب إجراءات كورونا.

وتحدث غوتيريس عن تمكن الأمم المتحدة وشركائها من تطهير قرابة 560 كم متر مربع بين الأعوام 2018 و2020، في مناطق عدة، من بينها العراق وأفغانستان وكمبوديا وكولومبيا وغيرها. وأكد أن استخدام الألغام ومخلفات الحرب لا يهدد المدنيين بعد انتهاء تلك الحروب فحسب، بل يهدد بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وحول التطور التكنولوجي الذي تم تحقيقه في الكشف عنها، قال "الأمم المتحدة من خلال دائرتها المعنية بنزع الألغام تدعم 13 بعثة لحفظ السلام في عملياتها. وفي مالي، على سبيل المثال، تمكنت البعثة عام 2014 من الكشف عن 11 بالمئة من الذخائر غير المنفجرة قبل انفجارها، واليوم يمكن الكشف عن 50 بالمئة منها".

وأضاف غوتيريس "على الرغم من التقدم الذي أحرزناه، لكن الكثير من النزاعات اليوم تقع في مناطق حضرية، والجماعات المسلحة تستخدم هذه النوعية من المخلفات سواء المرتجلة أو العبوات الناسفة". ولفت الانتباه إلى أن ذلك يعقد جهود مكافحة انتشارها وتطهير المناطق منها.

وسلط غوتيريس الضوء على ثلاث نقاط، هي التهديد الذي تشكله مخلفات الحرب، والدور الأساسي لعمليات إزالة الألغام، والإرادة السياسية الدولية لمكافحة استخدام تلك الألغام والأجهزة غير المنفجرة.

ولفت الانتباه إلى عمليات دمج مقاتلين سابقين في عدد من المناطق، ككولومبيا مثلا، في عمليات إزالة تلك الألغام، ما يقدم لهم مسارا نحو إعادة تأهيلهم ودمجهم في الحياة المدنية.

وحول الدور الإيجابي الذي تلعبه النساء في عدد من الدول، قال غوتيريس "إن النساء في أفغانستان والعراق وجنوب السودان على سبيل المثال، كسرن الصور النمطية بطريقة الحفاظ على أمن مجتمعاتهن عن طريق عملهن في مجال إزالة الألغام، وكعاملات في مجال التوعية بشأن المخاطر والوقاية منها، كما ساهمن في تنفيذ جدول أعمال إدماج المرأة في عمليات حفظ السلام".

يشار إلى أن الكثير من تلك الألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب تبقى في الأراضي التي نشرت أو زرعت فيها لعقود أحيانا. فعلى سبيل المثال، ما زالت أراض واسعة من فيتنام ملوثة بها حتى بعد انتهاء الحرب فيها عام 1976. وأشارت ميشيل يو، وهي سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خلال مداخلتها في الجلسة، إلى أنه "وبحسب الأرقام الرسمية لحكومة فيتنام، فإن البلد ما زال فيه قرابة 6.10 ملايين هكتار من المناطق الملوثة بالألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة، أي حوالي عشرين بالمئة من مساحة البلاد". 

ومن جهته، لفت ستيفانو توسكانو، مدير "مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية"، إلى تحديات جديدة، تتمثل بكون الصراعات الحالية تتميز بطول أمدها وكثرة الأطراف المتصارعة والأجندات. وأشار إلى أن الكثير من الصراعات الدائرة حاليا تتميز بكون حلبات الصراع هي مراكز المدن والمناطق السكنية، وقال إن أغلفة بعض العبوات تختلف بحيث قد تظهر على شكل علب مشروبات غازية أو أكياس بلاستيكية أو طناجر ضغط أو علب أحذية وغيرها".

ويشير تقرير لمنظمة "مرصد الألغام الأرضية" إلى أنه في العام 2019 قتل وجرح أكثر من 5500 مدني حول العالم بسبب انفجار الألغام ومخلفات الحروب، والأغلبية الساحقة منهم من المدنيين، وقرابة نصفهم من الأطفال.

المساهمون