استمع إلى الملخص
- أزمة الجوع والنزوح: السودان يواجه أكبر أزمة جوع في العالم، مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص منذ إبريل 2023. تسعى الأمم المتحدة لجمع 2.7 مليار دولار لمساعدة 14.7 مليون شخص، لكنها مولت بأقل من 50%.
- مداخلات الدول المشاركة: مصر استقبلت مليون ومئتي ألف سوداني، وأكدت الولايات المتحدة على أن الكارثة من صنع البشر، مطالبة بضرورة قبول هدن إنسانية لحماية المدنيين وتدفق المساعدات.
عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، اجتماعٌ رفيع المستوى لمناقشة الوضع الإنساني الكارثي في السودان، بمبادرة وتنسيق من عدد من منظمات الأمم المتحدة ودول مؤثرة مثل الولايات المتحدة والسعودية ومصر والاتحاد الأوروبي.
وافتتحت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة بالإنابة، جويس ميسويا، الاجتماع بتصريحات حول معاناة السودانيين، قائلةً: "تستمر معاناة السودانيين منذ 17 شهراً". ووصفت الوضع في السودان بأنه "جحيم"، مشيرةً إلى أن "الآلاف من المدنيين قُتلوا، وشُردت مجتمعات بأكملها، وحُرمت من الغذاء، وتشتتت الأسر، وأصيب الأطفال بالصدمة، واغتُصبت النساء وأُسيئت معاملتهن".
وشددت ميسويا على الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، داعيةً إلى "زيادة التمويل للاستجابة، والالتزامات الصارمة بحماية المدنيين". وأكدت أهمية "اتخاذ خطوات حقيقية وشاملة لإنهاء هذه الحرب المدمرة". كما أشارت إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يواجهون الجوع، مع اقتراب المجاعة من عدة مناطق.
ويواجه السودان أزمة إنسانية كارثية، إذ دعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى "اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وزيادة التمويل الإنساني، وإنهاء القتال مرة واحدة وإلى الأبد". وبحسب الأمم المتحدة، فإن "الأعمال العدائية المستمرة قد غمرت "جميع أنحاء البلاد في البؤس، وأدت إلى أسرع أزمة نزوح في العالم، فقد فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم منذ إبريل/نيسان 2023، نصفهم من الأطفال، بما في ذلك مليونا شخص لجأوا إلى الدول المجاورة".
علاوة على ذلك، يعاني السودان من "أكبر أزمة جوع في العالم"، إذ يواجه أكثر من نصف سكان البلاد، أي نحو 26 مليون شخص، مستويات متفاوتة من الجوع. وقد تأكد انتشار المجاعة في مخيم زمزم بشمال دارفور، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المعرضة للخطر. ويُعاني نحو 5 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد، بحسب الأمم المتحدة.
في إطار الاستجابة للأزمة، تهدف خطة الأمم المتحدة للعام الحالي إلى جمع 2.7 مليار دولار أميركي لمساعدة 14.7 مليون شخص حتى نهاية العام، لكن مولت بأقل من 50% من المطلوب. كما تسعى خطة الاستجابة الإقليمية لمساعدة اللاجئين على جمع 1.5 مليار دولار أميركي لدعم 3.3 ملايين لاجئ وعائد ومجتمعات مضيفة في سبع دول مجاورة للسودان، وهي حالياً ممولة بنسبة 25% فقط.
في مداخلته خلال الاجتماع، تحدث نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمم المتحدة، عبيدة الدندراوي، نيابة عن وزيرة خارجية مصر. وأشار إلى "استمرار الأزمة السودانية رغم المبادرات المطروحة"، مستعرضاً الأوضاع الإنسانية المتدهورة ونزوح الملايين داخلياً وإلى دول الجوار، بما في ذلك مصر.
وشدد الدندراوي على ضرورة أن يفي المجتمع الدولي بتعهداته المالية التي أعلن عنها سابقاً، مشيراً إلى فجوة في التمويل تصل إلى نحو 75%. كما أكد استقبال مصر "منذ اندلاع الحرب نحو مليون ومئتي ألف من الأشقاء السودانيين، لينضموا إلى قرابة خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون معنا".
ونبه إلى أهمية تقديم الدعم للدول المضيفة، مؤكداً أنه "من غير المعقول أن تتحمل دول الجوار وحدها وطأة الأزمة وعواقبها الإنسانية الوخيمة". وأكد ضرورة وجود تسوية سياسية شاملة وتوافق حول سبل بناء حل شامل عبر حوار وطني سوداني.
استهلت المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، مداخلتها بالتحدث عن الوضع الإنساني في السودان والملايين الذين يواجهون الجوع. وأكدت أن "هذه الكارثة الإنسانية من صنع البشر، فقد نجمت عن حرب لا معنى لها أسفرت عن عنف لا يوصف". كما أشارت إلى الحصار المفروض على بعض المناطق ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى الضحايا.
وأوضحت غرينفيلد أن "الاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي واستخدام الجوع كأداة حرب، كل ذلك غير مقبول على الإطلاق". وشددت على ضرورة أن "يبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لإسكات البنادق وزيادة المساعدات على نطاق واسع".
ولفتت الانتباه إلى أهمية إجبار المجتمع الدولي "الأطراف المتحاربة على قبول هدن إنسانية في الفاشر والخرطوم وغيرها من المناطق للسماح بتدفق المساعدات وخروج المدنيين". وطالبت بضرورة أن "توقف قوات الدعم السريع على الفور هجومها المميت على الفاشر"، مؤكدة أن "الطرفين يتحملان المسؤولية، وتتعين إزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية على جميع الطرق". وشددت على "أهمية فتح معبر أدري بشكل دائم، وضمان حماية وسلامة العاملين الإنسانيين الشجعان".