ردت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، اليوم الإثنين، على تصريحات زعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير، التي هدد خلالها الأسرى بإجراءاتٍ استثنائية تمس جوهر حياتهم وتفاصيلها اليومية، وذلك بصفته مرشح اليمين الإسرائيلي لوزارة داخلية الاحتلال المسؤولة عن الإشراف على إدارة السجون.
وذكر بيان صادر عن الحركة الأسيرة: "من الواضح أن بن غفير أصدر هذه التصريحات وهو غير مدرِك لتجارب سابقيه... الذين حاولوا المساس بحقوقنا ومنجزاتنا التي حصلنا عليها بعد أن قدمنا عشرات الشهداء من الحركة الأسيرة وآلاف الأطنان من اللحوم البشرية في الإضرابات عن الطعام، لنصل إلى حياة تتصف بالكرامة والاستقرار المقبول على النفس البشرية الكريمة، إلى حين تحقيق حريتنا المنظورة والموعودة".
وخاطب الأسرى الاحتلال وحكومته القادمة بالقول: "إن لكم في التاريخ عبرة، وكل من يظن أنه يستطيع أن يمس بأيِّ حقٍّ من حقوقنا وينتظر أن نقف مكتوفي الأيدي فهو واهم، وسيرى منا فعلًا يغير الواقع داخل السجون وخارجها، وسنجعل الميدان يريكم لهيب ردودنا داخل السجون وبالتأكيد امتداد المعركة إلى خارج السجون في كل ساحات الوطن".
وأكدت لجنة الطوارئ الوطنية للأسرى وللشعب الفلسطيني أن "بن غفير يظن أنَّ أمثاله قادرون على التعدي على أيِّ إنجازٍ أو حقٍ من حقوق الأسرى دون أي حساب على ذلك، فكونوا كما عهدناكم دوما على أعلى درجات الاستعداد والجهوزية لنرد العدوان ونرد الصاع صاعين، فلم نسمح يومًا ولن نسمح لأيٍّ كان بالتعدي على كرامتنا وكياننا داخل الأسر، وسنجعلهم يندمون إذا ارتكبوا أي حماقة بحقنا، فلن نسمح للتاريخ بأن يسجل علينا بأننا فرطنا بأيٍّ من حقوقنا ومنجزاتنا مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وخاطبت اللجنة الوسطاء في المنطقة بالقول: "نود منكم أن توصلوا رسائلنا إلى العدو بأن أيَّ تجاوزٍ أو تعد على الأسرى وحقوقهم سيواجه برد فعل مزلزل قد تمتد آثاره وتداعياته إلى المنطقة بأسرها وليس فقط إلى ساحات الوطن".
ولفصائل المقاومة الفلسطينية، قالت: "لقد كنتم دومًا سندًا لنا، فكونوا على العهد، وليكن سيفكم حاضرًا للخروج من غمده، وإن حريتنا الكاملة هي الحل الأمثل والرد الأنجع على هكذا حكومة حاقدة معتدية متربصة".
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في تصريح له، "إنّ الإجراءات التي ينوي الزعيم الفاشي إيتمار بن غفير تنفيذها، والتي تمثل فعليًا عدوانًا شاملًا على ما تبقى من حقوق للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، هي في حقيقة الأمر لا تمثل شخص بن غفير، وإنما تمثل موقف الدولة العميقة لدى الاحتلال".
وأضاف فارس: "ما نشهده اليوم ما هو إلا نتاج لتطور طبيعي قاد إلى سيطرة القوى الفاشية على دولة الاحتلال؛ هذه القوى التي لا تُخضع إجراءاتها وسياساتها لحسابات وتوازنات محلية، أو إقليمية، أو دولية".
وتابع فارس: "لقد كانت الحياة الجماعية لدى الأسرى بتعبيراتها المتمثلة في الأطر، والتشكيلات، والهيئات التنظيمية الاعتقالية، هدفًا دائمًا للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها دولة الاحتلال تنفيذ هذه الخطة، فقد حاولوا مرارًا وتكرارًا في الماضي، وقد تحطمت هذه المحاولات على صخرة صمود الحركة الأسيرة".
وأكّد فارس أن "بن غفير ما هو إلا تعبير صارخ عن هذه البنية، وأنّه شخصية موتورة لا تستوقفها الحسابات السياسية، والأمنية التي تتبناها أجهزة أمن الاحتلال، وأن تسلّمه منصب وزير الأمن الداخلي، لو حدث ذلك، يرى فيه فرصة لتجسيد أفكاره العنصرية، وأحقاده الدفينة، ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام، والأسرى بشكل خاص".
ودعا فارس الحركة الوطنية الفلسطينية "لبلورة خطة واستراتيجية عمل تقود إلى بناء جبهة عريضة تشمل كافة أبناء شعبنا في كافة أماكن وجودهم، للتصدي للأخطار الكبيرة ذات البعد الاستراتيجي، وفي مقدمة ذلك ما يمكن أن يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال".