الأزمة الأوكرانية: فرنسا تؤكد استعدادها لإرسال جنود إلى رومانيا

29 يناير 2022
بارلي: فرنسا لا تزال تفضّل الحوار ونحن مقتنعون بأنه يمكن حل الصراع من خلاله (Getty)
+ الخط -

 

أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، اليوم السبت، استعداد بلادها لإرسال جنود إلى رومانيا، في إطار التصعيد الروسي والحشد العسكري على الحدود مع أوكرانيا.

 لكن بارلي أكدت أن فرنسا لا تزال تفضّل "الحوار، ونحن مقتنعون بأنه من خلال الحوار ومن خلال الحلول الدبلوماسية والسياسية يمكن حل هذا الصراع"، على الرغم من أن "كل الظروف مهيئة لاحتمال تدخل عسكري روسي" في أوكرانيا.

وخلال مقابلة على إذاعة "فرانس إنتر"، قالت بارلي إن عدد الجنود الروس الذين تم حشدهم على الحدود الشرقية لأوكرانيا يقدر بـ"عدة عشرات الآلاف"، وأشارت إلى أن "عدة مئات" من الجنود الفرنسيين جاهزون للانتشار في رومانيا، موضحة أنه "ليس المقصود من ذلك أي تصعيد عسكري. نحن واقعيون وواضحون، وبالتالي نحن نستعد".

وكان ماكرون قد أشار إلى أن "فرنسا مستعدة، إذا قرر الناتو ذلك، لنشر عناصر عسكرية في رومانيا، الدولة المتاخمة لأوكرانيا، حتى تتمكن من المساهمة في هذه الطمأنينة".

وتوجهت بارلي إلى رومانيا الخميس الماضي لبحث هذه القضية، ومن المقرر أن يعقد اجتماع "قريباً جداً مع أعضاء الناتو".

وفي إطار الضغوط الفرنسية، أعلنت رئيسة لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي عن الحزب الحاكم في فرنسا نتالي لوازو عن زيارة لنواب أوروبيين إلى كييف، "لإيصال رسالة تضامن إلى الأوكرانيين، رسالة وحدة من الأوروبيين". وأوضحت في تصريحات لـ"فرانس إنفو"، اليوم السبت، أن وفد البرلمانيين سيقوم بإجراء مقابلات "رسمية وغير رسمية".

وأوضحت لوازو أن هذا التحرك يحمل رسالة قوية "سنقول للأوكرانيين أننا إلى جانبهم، لنثبت لهم من خلال وجودنا أن الاتحاد الأوروبي، إن كان يشهد انقسامات في الأيام العادية، إلا أنه يجتمع عند الضرورة"، مشددة على أن الأوكرانيين أبلغوا الاتحاد الأوروبي "بشكل واضح للغاية، إنهم لا يريدون تصعيداً، بل يريدون أشخاصاً يساعدونهم في العثور على طريق العودة إلى الدبلوماسية، وطريق العودة إلى الهدوء. سنكون هنا للمساهمة في ذلك".

وتابعت النائبة عن حزب "الجمهورية إلى الأمام": "نحن نذهب إلى هناك مدركين تماماً خطورة الوضع، ونحن قادرون على إنجاز مهمتنا من دون صعوبة". واختتمت حديثها بالقول "نحن مستعدون لفرض عقوبات غير مسبوقة لجعل فلاديمير بوتين يفكر فيما سيفعله".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، اليوم السبت، إنه سيزور أوكرانيا مع نظيرته الألمانية أنالينا باربوك يومي السابع والثامن من فبراير/شباط.

وأضاف أنه طمأن وزير الشؤون الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأن فرنسا متفقة تماما مع شركائها على ضرورة إيجاد سبل لتهدئة الأزمة في أوكرانيا.

وكان ماكرون قد أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة، ناقشا خلالها تطورات الوضع في أوكرانيا، في إطار جهود وساطة فرنسية لمنع التصعيد. وقال بيان الإليزيه إنّ المحادثة الهاتفية، التي استمرت ساعة بين ماكرون وبوتين، تضمنت "اتفاقاً على ضرورة وقف التصعيد".

وبالنسبة إلى الأمن الاستراتيجي في أوروبا، توافق الرئيسان "على مواصلة الحوار الذي يستدعي أن يكون الأوروبيون (...) طرفاً معنياً فيه". وأضاف الإليزيه أنّ بوتين "أمل أيضاً أن يواصل مع الرئيس (ماكرون) النقاش الذي بدأ اليوم"، موضحاً أنّ "الحوار صعب" لكن "قنوات النقاش مفتوحة".

المساهمون