أكدت فعاليات شعبية وسياسية في الأردن رفضها المطلق للجسر البري الذي تمر عبره البضائع للاحتلال الإسرائيلي من دولٍ خليجية، وطالبت بوقف تصدير المنتجات الأردنية من الخضار وغيرها للاحتلال.
وقال عضو "الملتقى الوطني لدعم المقاومة"، عماد المالحي، في بيان للملتقى، اليوم الأحد، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة عمان، إن "الشعب الأردني بكافة أطيافه يرفض استمرار دخول البضائع والخضروات إلى دولة الاحتلال في وقت يتعرض فيه الأهل في قطاع غزة إلى جرائم إبادة".
وأشار إلى تنفيذ القوى الحزبية والشعبية في الأردن "عشرات الفعاليات رفضاً للجسر البري والتصدير لدولة الاحتلال، أمام وزارات الزراعة والنقل والصناعة والتجارة والمعابر الحدودية والطرقات الرئيسة، لكنها قوبلت بالمنع والتعنت والتمسك بالتطبيع"، معتبراً أن "إمداد الاحتلال بالغذاء والبضائع في وقت يمارس فيه الاحتلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني هو تجاوز على مصالح الأردن".
ودعا المالحي الحكومة الأردنية إلى "إقامة جسرٍ إغاثي بري أردني مستدام إلى شمال قطاع غزة بالتنسيق مع المؤسسات الأممية لكسر الحصار على القطاع"، مثمناً الإنزالات الجوية، والتي اعتبرها "غير كافية".
بدوره، قال رئيس "جمعية الاتحاد التعاونية لمصدري المنتجات الزراعية الأردنية"، سليمان الحياري، إن "الجمعية ضد التصدير للاحتلال" وترفض التعامل معه، مشيرا إلى أن "من يقوم بالتصدير للاحتلال هم سماسرة لا علاقة لهم بالجمعية".
وحمّل الحياري وزير الزراعة الأردني، المهندس خالد الحنيفات، مسؤولية تصدير الخضار إلى إسرائيل عبر "الشركة الأردنية الفلسطينية"، مضيفاً أن "الوزير لديه الصلاحيات والقدرة على منع التصدير بدعوى ارتفاع أسعارها في السوق الأردني وحاجة السوق لها مع بداية شهر رمضان"، مضيفاً: "نعرف من هم المصدرون ومن يشجعهم، لكن القانون يحميهم، ولا نستطيع الإعلان عنهم لأنهم لا يصدرون بأسمائهم، بل بأسماء أخرى".
وبدوره، قال النائب في البرلمان الأردني، حسين الرياطي، إن "الحكومة الأردنية بينما تدين قطع الاحتلال الأساسيات من ماء وكهرباء عن قطاع غزة في عدوانها، إلا أنها تواصل استيراد الغاز والمضي في الاعتماد على الاحتلال في الماء، وهو الذي يهدد بأن الأردن سوف يعطش إذا لم ينصع لشروطه".
وتساءل الرياطي: "كيف يمكن أن نمد من يقتل أهلنا وأبناء أمتنا في غزة بالغذاء وبالبضائع التي تمر إليه من دول الجوار العربي؟"، مؤكداً أن "واجب رئيس وزراء الأردن (بشر الخصاونة) أن يعمل على وقف هذا التطبيع والبحث عن وسائل للتحلل من اتفاقية وادي عربة، التي داسها الاحتلال وانتهكها بكافة الأشكال".
وطالب الرياطي بـ"تفعيل قانون المقاطعة أمام الخطر الوجودي الذي يشكله الكيان الصهيوني، لا أن نزيد من أبواب التطبيع معه وإمداده بالبضائع عبر الجسر البري، وتصدير الخضروات التي تضاعفت في شهور الحرب".
إسرائيل لا تستثني الأردن من أطماعها
من جانبه، قال رئيس "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" ونائب أمين عام حزب "المستقبل والحياة"، الدكتور عبدالفتاح الكيلاني، إن "الملتقى الذي يمثل أطياف الشعب الأردني يقف مع الشعب الفلسطيني بالدفاع عن قضاياه العادلة"، مضيفاً أن "إسرائيل لا تستثني الأردن من أطماعها وعلى الحكومة أن تمنع التصدير إلى دولة الاحتلال".
مضيفاً "ما يدمي القلب أن الأخوة في اليمن يحاولون إغلاق ممر باب المندب كوسيلة ضغط من أجل فك الحصار عن غزة من خلال منع وصول البضائع إلى دولة الاحتلال، فيما تدخل بعض المنتجات عبر بلادنا، وعلى الحكومة أن تعلم أن جميع أطياف الشعب الأردني ترفض وصول أي منتجات عبر الأردن إلى دولة الاحتلال".
من جهته أكد الشيخ العشائري، طراد الفايز، أن الرئيس الأميركي جو بايدن "بات لا يأبه بالزعماء والشعوب العربية، وأن الأفعال قد باتت هي المحك لكسر هذه المعادلة"، مضيفاً أن "العرب لو اجتمعوا على رأي واحد في مواجهة أميركا لتوقف العدوان فوراً"، مؤكداً أن "التطبيع خيانة، وكل من يصدر حبة خضار واحدة خائن للأردن وفلسطين والأمة بأسرها".