استمع إلى الملخص
- لم تصدر الحكومة الأردنية بيانًا رسميًا، لكن حزب جبهة العمل الإسلامي بارك العملية واعتبرها ردًا على المجازر الإسرائيلية، ودعا لإعادة النظر في الاتفاقيات مع إسرائيل.
- شارك آلاف الأردنيين في فعالية لتكريم الشهيدين، مما يعكس الدعم الشعبي الكبير لهما وللمقاومة الفلسطينية.
بعد وقت قصير من تنفيذهما عملية أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين بجراح، كُشف عن هوية منفذي العملية التي وقعت جنوب البحر الميت، وهما الشهيدان عامر قواس وحسام أبو غزالة من سكان منطقة الهاشمي الشمالي في العاصمة عمان. وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعي فيديو للشهيدين يرددان فيهما وصيتهما وينددان بجرائم الإبادة الجماعية في غزة، فيما نُشر عبر صفحة الشهيد عامر قواس المعروف بـ"أبو عبيدة" على موقع فيسبوك مقطعي الفيديو.
وعرّف القواس عن نفسه في صفحته الشخصية بأنه معلم تربية إسلامية لدى وزارة التربية والتعليم الأردنية، كما عمل في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والعديد من الأعمال التطوعية مشرفاً في مركز قرآني، وفي العلاقات العامة، لدى جمعية قوافل الخير للإغاثة والتنمية، كما درس الفقه الشافعي في جامعة العلوم الإسلامية.
أما حسام أبو غزالة، وبحسب صفحته على "فيسبوك"، فقد أنهى مرحلة البكالوريوس بتخصص هندسة الطاقة المتجددة قبل ثلاثة أعوام، وهو متزوج وله طفلان أكبرهما عز الدين الذي سمي تيمناً بعز الدين القسام، والآخر يحيى، على اسم الشهيد يحيى السنوار. وذكر قواس في وصيته المصورة، أن العملية جاءت بعد عام من عملية طوفان الأقصى، أما أبو غزالة، فقال إنه "يودع الدنيا ويعبر عن مشاعر الألم لمرارة الخذلان التي يواجهها أهل غزة".
وحتى هذا اللحظة لم يصدر أي بيان رسمي عن أسماء منفذي العملية من قبل الحكومة الأردنية، إلا أن حزب الجبهة الإسلامي بارك العملية وأكد اسمي الشهيدين. وأشار بيان للحزب إلى أن العملية تأتي رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والعدوان على المقدسات، كما اعتبر أنها تعد "تعبيراً صادقاً عن موقف الشباب الأردني ونبض الشارع الداعم لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الاحتلال".
وجاء في بيان الجبهة التي تعد الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، "يبارك حزب جبهة العمل الإسلامي العملية البطولية التي نفذها اثنان من شباب الحركة الإسلامية، الشهيدان البطلان عامر قواس وحسام أبو غزالة، في منطقة البحر الميت على الحدود الأردنية الفلسطينية والتي أسفرت عن إصابة عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي".
وقالت جبهة العمل الإسلامي في بيانها أيضاً إن العملية "تأتي استكمالاً لمسيرة التضحية والشهادة التي خطّها من سبقهم من شهداء الأردن على ثرى فلسطين كشركاء في معركة التحرير"، مطالبة الحكومة الأردنية بـ"إعادة النظر في الاتفاقيات مع إسرائيل ووقف الممر البري إليها والعمل على إعداد التجهيزات اللازمة لمواجهة التهديدات الصهيونية، بما في ذلك تمتين الجبهة الداخلية وإعادة العمل بالجيش الشعبي لإعداد الشباب الأردني ليكون سنداً للجيش الأردني في وجهه تهديدات العدو التي باتت تتصاعد ضد الأردن وسيادته وأمنه".
في غضون ذلك، قالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إنّ "عملية البحر الميت البطولية جاءت ردّ فعلٍ فردياً من شباب أردنيين لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية"، وأضافت الجماعة في تصريح صحافي، إنّ "العملية جاءت في ظل حرب الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الاحتلال ومجازره المروعة التي ذهب ضحيتها ما يزيد عن خمسين ألف شهيد وما يقع من تجويع وتنكيل نازي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وأمام فشل الحكومات وعجز الشرعية الدولية عن وقف هذا العدوان النازي المجرم".
من جانبه، نعى نائب نقيب المعلمين السابق، والنائب الحالي في البرلمان الأردني، ناصر النواصرة، على منصة إكس، الشهيدين قواس وأبو غزالة، وقال "باسم المعلمين أنعى الشهيد المعلم عامر قواس والشهيد حسام ابو غزالة، اللذين ارتقيا في اشتباك مع الاحتلال.. تتوالى التضحيات لتدلل على وحدة الدم والمصير، وما عجز عنه المتخاذلون وتلاميذ عمائم الليكود العربي؛ ينهض به الشباب الأردني".
إلى ذلك، شارك آلاف الأردنيين، مساء الجمعة، في فعالية نظمتها الحركة الإسلامية في منطقة ضاحية الأقصى في العاصمة الأردنية عمّان، للشهيدين عامر قواس، وحسام أبو غزالة. وردد المشاركون هتافات تشيد بالشهيدين وبالشهيد يحيى السنوار وشهداء المقاومة. واستقبلت قيادات من الحركة الإسلامية جموع الأردنيين في خيمة أقيمت للاحتفاء بالعملية التي نفذها الشهيدان.
" يا ام الشهيد نيالك ... يا ريت امي بدالك "
— هُمام نبيل العياصرة (@HNAS7q) October 18, 2024
📍 الأردن _عمان #عامر_قواس #حسام_ابو_غزاله #يحيى_السنوار #ابو_عبيدة pic.twitter.com/Qetexwn1gh
وصباح الجمعة، أصيب جنديان إسرائيليان، في عملية إطلاق نار جنوب البحر الميت نفذها مسلحان تسللا من الأردن بحسب ما أعلنه جيش الاحتلال، مشيراً إلى "تحييدهما". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ تبادل إطلاق النار على المسلحين كان كما يبدو قرب السياج الحدودي بعد اختراقهما له. من جانبها، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المسلحين كانا يرتديان ملابس عسكرية.