25 يونيو 2021
+ الخط -

شيّع آلاف الفلسطينيين، بعد صلاة الجمعة، جثمان المعارض السياسي نزار بنات، الذي توفي بعد وقت قصير من اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، أمس الخميس، وسط هتافات تدعو لإسقاط السلطة والرئيس محمود عباس.

وانطلق موكب التشييع بعد صلاة الجمعة من مسجد "وصايا رسول الله" في المنطقة الجنوبية في الخليل، واتّجه صوب مقبرة الشهداء في منطقة ضاحية البلديّة.

وهتف مشاركون في مسيرة التشييع بشعارات مندّدة بمقتل بنات، من بينها "يا للعار يا للعار واغتالوه بباب الدار"، و"برا برا برا كلاب السلطة برا"، و"نزار بنات حي ما مات"، وطالبوا بإسقاط السلطة وبرحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورفع المشاركون في التشييع العلم الفلسطيني إلى جانب شعارات، من بينها "ارحل.. ارحل.. ارحل"، في إشارة إلى رحيل عباس.

وانتهت مسيرة تشييع المعارض الفلسطيني وسط دعوات لمسيرة مركزية في مدينة رام الله يوم غدٍ السبت.
وشارك نحو 12 ألف فلسطيني بتشييع بنات، في مسيرة تعد الأكبر في مدينة الخليل بعد تشييع جثماني الشهيدين من "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، اللذين اغتالتهما قوات الاحتلال عام 2014 بعد أشهر من المطاردة، إثر مشاركتهما بعملية اختطاف ثلاثة مستوطنين وقتلهم قرب الخليل.
وبعد نصف ساعة من انطلاق المسيرة التي جابت شوارع المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، عقب الصلاة على جثمان بنات، وصلت إلى مقبرة الشهداء على وقع الهتافات والأغاني التي تمجد بنات خلال مواراته في الثرى.


وألقيت كلمات ورددت هتافات امتدت لساعة من الزمن تمجد بنات وتدعو لوقف تنسيق السلطة الأمني مع الاحتلال، وتطالب بمعرفة من أمر باغتياله. وحمّل المشاركون في التشييع عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ مسؤولية اغتيال بنات.

وسبق التشييع والصلاة على جثمان بنات وداع عائلته له في منزله، وسط أجواء من الحزن.

وقدم الفلسطينيون من مختلف محافظات الضفة الغربية إلى مدينة الخليل ليشاركوا في تشييع جثمان بنات.

وجاء ذلك بعد دعوة من القوى الوطنية والإسلامية وحراكات شبابية في الضفة لأوسع مشاركة في الجنازة. كذلك انتشرت دعوات مماثلة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ تحثّ على المشاركة في التشييع، و"عدم الصمت على الجريمة التي ارتُكبت بحق نزار".

وأكدت "مجموعة محامون من أجل العدالة"، في بيان صحافي، إبقاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على اعتقال سبعة من المشاركين بالمسيرات الاحتجاجية على اغتيال المعارض الفلسطيني نزار بنات، إضافة للإفراج عن 3 محامين وصحافي تم اعتقالهم، كما تم توثيق ست حالات اعتداء جسدي على مشاركين بتلك المسيرات.

كما نظمت مجموعة من النشطاء، مساء اليوم الجمعة، وقفة في ميدان الشهداء، وسط مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، تنديدًا بجريمة اغتيال المعارض نزار بنات، وهتفوا "يا للعار ويا للعار واغتالوه بباب الدار"، و"هي يلا هي يلا.. وهذا نزار مش حيا الله"، ورفعوا لافتات تندد بالجريمة.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحة قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وطاردت شباناً نظموا وقفة تنديد رافضة لوفاة بنات.

وانتظمت المسيرة في باحات المسجد الأقصى، وندد المشاركون فيها، وهم بالمئات، بوفاة بنات على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية. كذلك هتفوا ضد السلطة الفلسطينية والرئيس عباس.

ورفع المشاركون في الوقفة داخل باحات الأقصى أعلام فلسطين، قبل أن ينطلقوا بمسيرة جابت باحات الأقصى وسط توتر شديد ترافق مع إرسال قوات الاحتلال تعزيزات إلى محيط المسجد، لا سيما باب السلسلة، حيث اعتقلت أحد حراس الأقصى، هو خميس شحادة، واثنين من أبنائه.

وندد خطيب المسجد الأقصى محمد الشيخ علي بمقتل بنات من دون ذكره بالاسم، محذراً من "الانحدار إلى هذا المستوى من الجرائم".

وفي رام الله، نظم عشرات النشطاء الفلسطينيين، بعد صلاة الجمعة، وقفة احتجاجية في ميدان المنارة، وسط المدينة، رفضاً لمقتل بنات.

كذلك، هتف المشاركون بالوقفة بهتافات منها: "يسقط يسقط حكم السلطة"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"من رام الله أعلناها.. نزار نجمة بسماها".

وفي وقت سابق، أظهرت نتائج أولية لمشاهدات تشريح جثمان المعارض الفلسطيني والناشط نزار بنات، نشرتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة الحق الفلسطينية، أن وفاته لم تكن طبيعية، بل إن جثمانه كانت عليه إصابات وكدمات.

وأمس، الخميس، شهدت عدة مدن في الضفة الغربية مسيرات غاضبة، خاصة في مدينة رام الله، احتجاجاً على وفاة المعارض. في حين قمع الأمن الفلسطيني مسيرتين احتجاجيتين في رام الله كانتا متوجهتين إلى مقر الرئاسة الفلسطينية. 

المساهمون