خرج الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية في مدينة نيويورك الأميركية، للتعبير عن دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته، وذلك في وقفة احتجاجية أمام القنصلية الإسرائيلية وسط مانهاتن، وعلى بعد مئات الأمتار من مقر الأمم المتحدة الرئيسي.
وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرات المروحية تحوم وقوات كبيرة من الشرطة قد تجمعت، كانت سيارات المارة تطلق أبواقها تحية للمحتجين.
وكانت منظمات مدنية فلسطينية وعربية ومسلمة قد دعت للوقفة الاحتجاجية. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها بالعربية شعارات كـ "سجل أنا عربي" وأخرى بالإنكليزية كـ "فلسطين حرة"، إلى جانب صور لقبة الصخرة، كما نادوا بتحرير فلسطين، والتضامن مع الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى وغزة وبقية الأراضي الفلسطينية.
ومن اللافت للانتباه أنّ الحضور اختلف بانتماءاته الدينية والإثنية، إذ عكست الرموز واللافتات التي حملها المتظاهرون ذلك، حيث كان من بين الحضور، إضافة إلى الفلسطينيين كذلك، عرب ومسلمون ويهود أميركيون معادون للصهيونية وغيرهم من الأجانب والمناصرين للقضية الفلسطينية.
وسألت مراسلة "العربي الجديد" عدداً من المحتجين عن السبب وراء مشاركتهم بالاحتجاجات. وقال عماد عبد الحميد وهو مصري مقيم في نيويورك "سبب وجودنا هنا هو رفض الظلم والطغيان، لقد طفح الكيل وما يحدث لم يعد لأي إنسان أي قدرة لتحمله. إن الغطرسة والكبرياء والعنجهية في نهاية المطاف ستسقط في الهاوية".
أما الشابة تيماء علي من القدس فقالت "أنا هنا لأن هذا واجبي، لكي أقف من أجل فلسطين، عاشت فلسطين حرة"، فيما تحدثت الشابة الفلسطينية سمارة عن التنوع في خلفيات المتواجدين وعن رغبتها بإسماع صوتها للعالم، وقالت "اليوم نحن في نيويورك لكي نسمع صوتنا للعالم ونقول لهم نحن مع أهلنا في القدس وغزة وفي فلسطين ضد ما يحدث لهم من قبل الاحتلال الصهيوني. جميعنا هنا من كل الديانات، يهود ومسيحيون ومسلمون وعرب، ضد الاحتلال والصهيونية".
وأكدت الشابة المصرية علياء عبد الرحمن، أنّ التضامن هو حق وليس معروفاً يقوم به أحد. وقالت "نحن هنا من أجل فلسطين. إذا لم تستطع أن تفعل شيئاً فانزل وتحدث أو قل أي شيء حتى لو كان عن طريق وسم (هاشتاغ). فلسطين هي أولى القبلتين وثالث الحرمين. عار علينا أن نرى المسجد الأقصى يقتحم ونتفرج عليهم. انزل وشارك...".
ويشعر الكثير من المناصرين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة أن وسائل الإعلام الأميركية مستمرة بانحيازها ودعمها غير المشروط للسلطات الإسرائيلية، وأن عدداً قليلاً منها يجري المقابلات مع الفلسطينيين أو المناصرين لقضيتهم لسماع أصواتهم.
وينشط الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت تحركاً غير معهود في محاولة لنشر فيديوهات ينقلها النشطاء الفلسطينيون من على الأرض ولا تنقلها وسائل الإعلام الأميركية. كما أعرب الكثيرون عن امتعاضهم لأن جزءاً من منصات التواصل الاجتماعي، كـ "تويتر" و "فيسبوك" قام بحذف أو حجب جزء من الفيديوهات المتداولة عن الاعتداءات بحق الفلسطينيين حتى أنها أوقفت بعض حسابات النشطاء الفلسطينيين أو المناصرين لقضيتهم. ومن المتوقع أن تدعو منظمات المجتمع المدني إلى المزيد من المظاهرات والاحتجاجات خلال الأيام القادمة. كما تشهد العديد من المدن الأميركية وقفات احتجاجية مماثلة.