اغتيالات يومية في درعا والنظام يضيق على الشيخ مقصود بحلب

29 ديسمبر 2021
تشهد محافظة درعا ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات التصفية والاغتيال (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

قتل اثنان، بينهما عنصر سابق في المعارضة السورية المسلحة، بهجومين جديدين الليلة الماضية في درعا، جنوبي البلاد، بينما تكبدت "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" وقوات النظام خسائر بشرية في هجومين بريف دير الزور والرقة، في حين اتهمت "قسد" النظام بتضييق الخناق والحصار على حي الشيخ مقصود في حلب.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين على دراجة نارية هاجموا شاباً بالأسلحة النارية، في مدينة طفس غربي درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور، مضيفاً أن الشاب ينحدر من قرية عمورية الواقعة غربي درعا، وعمل سابقاً عنصراً في فصيل "فجر الإسلام" التابع للمعارضة، وبعد إجرائه تسوية مع النظام عمل ضمن صفوف "الفرقة الرابعة".
وأضاف الناشط أن مجهولين هاجموا شاباً في مدينة نوى بذات الطريقة، ما أدى إلى مقتله على الفور بينما فر المهاجمون إلى جهة مجهولة. ومساء أمس، قال تجمع أحرار حوران إن مجهولين أطلقوا النار على أمين فرقة حزب البعث التابع للنظام في بلدة علما بريف درعا الشرقي طلعت مسلماني، مضيفاً أن الأخير نجا من محاولة الاغتيال، ولم يصب بأي جروح.


وتشهد درعا ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات التصفية والاغتيال، التي تحدث في ظل سيطرة النظام على المحافظة، عقب إخضاعها باتفاقات التسوية الأخيرة التي بدأت، في أيلول الماضي، بإخضاع منطقة درعا البلد مهد الثورة ضد النظام.

إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن مقتل عنصر من "قسد" وجرح آخر بهجوم من مجهولين طاول سيارة عسكرية في منطقة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم.
وقالت المصادر إن مجهولين يُعتقد أنهم خلايا من تنظيم "داعش" خطفوا عنصرين وقتلوا ثالثاً من "الفيلق الخامس" التابع للنظام خلال جولة في بادية الدبسي، في ريف الرقة الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام.
وأضافت أن مليشيات النظام استقدمت تعزيزات من قرى ريف الرقة الغربي نحو بلدة الدبسي، بهدف البحث عن العناصر المخطوفين. مشيرة إلى أن من بين المخطوفين قيادياً في "الفيلق الخامس". وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي الروسي شن أمس أكثر من 30 غارة على أهداف مجهولة في بادية الرصافة ومحيطها بريف الرقة لم تتضح نتائجها ولا الأهداف التي طاولتها. وجاءت الغارات تزامناً مع عمليات تمشيط برية تجريها قوات النظام ومليشياته.

حصار الشيخ مقصود

وفي شمال غربي البلاد، اتهمت مصادر من "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) النظام السوري بمواصلة الحصار والتضييق على حي الشيخ مقصود، وحي الأشرفية ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب شمال سورية، حيث يعيق النظام منذ قرابة العامين دخول المحروقات والمواد الأساسية إلى الحيين، ويفرض الضرائب على دخولها. كما اتهم مواطنون عائلات مقربة من "قسد" باستغلال الحصار لجني الثروة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن السكان في حي الشيخ مقصود يعانون الأمرّين من حصار النظام على الحي، الخاضع لسيطرة مسلحين تابعين لـ"وحدات حماية الشعب" التي تقود "قسد"، والحصار شبه المُطبَق مستمر على الحي منذ عامين تقريباً، على خلفية الصراع بين النظام و"قسد" في شمال شرق سورية.
وذكرت المصادر أن الحي يعاني من نقص في الطحين والخبز عامة، وكافة أنواع المحروقات، خاصة مازوت التدفئة، إضافة إلى أن النظام يقطع الكهرباء عن الحي لساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة في اليوم.
وفي الشأن نفسه، نقلت وكالة أنباء "هاوار" الكردية عن الرئيسة المشتركة لـ"المجلس العام للشيخ مقصود والأشرفية" التابع لـ"الإدارة الذاتية" فالنتينا عبدو أن النظام يواصل إعاقة دخول المازوت إلى المنطقة، مما أعاق توزيعه على كامل سكان الحي، ناهيك عن أن النظام يفرض 3 ملايين ليرة سورية ضريبة على كل صهريج يدخل المنطقة.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، هناك اتفاق بين "قسد" والنظام على السماح بدخول المحروقات إلى المنطقة مقابل توريد المحروقات من مناطق "قسد" إلى مناطق النظام، لكن النظام يضغط بشكل مستمر على "قسد" عن طريق التضييق والحصار على السكان في الشيخ مقصود.
وبحسب وكالة "هاوار" يحاصر النظام الشيخ مقصود بشكل "خانق" منذ 20 أغسطس/ آب 2020، وتقول إن عدد العوائل القاطنة في المنطقة المحاصرة 35 ألف عائلة.
من جهته، يؤكد أبو محمد، من سكان الحي لـ"العربي الجديد" أن حصار النظام يترافق مع محسوبيات واحتكار للمازوت من قبل العائلات المقربة من "قسد" والإدارة الذاتية، مضيفاً أن حصار النظام سببه "قسد"، وهناك عائلات تابعة لـ"قسد" تحتكر كميات كبيرة من المازوت لبيعها لاحقاً في السوق السوداء.
وأكد أن سعر برميل المازوت الذي تبيعه "قسد" بقرابة 70 ألف ليرة سورية بـ"شكل نظامي" يصل سعره في السوق السوداء إلى 12 ضعفاً، أي قرابة المليون ليرة سورية، وهذا يؤثر بالتالي على كافة الأسعار الأخرى في المنطقة، وخاصة أسعار المواد الغذائية مثل الأجبان والألبان.
وأكد ساكن الحي أن الكميات التي تدعي "قسد" توزيعها غير كافية، فتعطي العائلة كاملة 100 ليتر في السنة، وهي كمية لا تكفي لأسبوع واحد في الشتاء البارد. وأضاف أن عموم المناطق في حلب تعاني من هذه الكارثة وهي تعيش بين فكي النظام السوري ومليشياته ومليشيات "وحدات حماية الشعب"، مؤكداً أن حال الغلاء والاستغلال والحصار مفروض على كل سكان حلب، وليس فقط هذه المناطق.

ويذكر أن مناطق النظام السوري تعيش الحالة ذاتها، فيعاني النظام من أزمة في تأمين المحروقات، بينما تقوم المليشيات التابعة له ببيعه في السوق السوداء بأسعار خيالية، بعد احتكاره وإجبار الناس على شرائه.