اعتقال 126 شخصاً من اليمين حاولوا عرقلة أكبر تظاهرة في لندن دعماً لغزة

12 نوفمبر 2023
مئات الآلاف تظاهروا في لندن دعماً لفلسطين (Getty)
+ الخط -

أعلنت شرطة لندن، اليوم الأحد، اعتقال 126 شخصاً من اليمين، حاولوا عرقلة التظاهرة الكبيرة التي خرجت أمس السبت نصرة لغزة، وهي الأضخم في بريطانيا منذ بدء الحرب على القطاع.

ونُظمت التظاهرة بالتزامن مع احتفال بريطانيا بيوم الهدنة، وهو اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى، تكريماً لذكرى قدامى المحاربين.

وأعلنت شرطة لندن حصيلة أضخم تظاهرة أمس، حيث تم على إثرها اعتقال 126 شخصاً من اليمين، "في مواجهة أعمال عنف كبيرة" قاموا بها، فيما أصيب تسعة ضباط من الشرطة.

وعبرت الشرطة عن قلقها العميق من "العنف الشديد الذي مارسه المتظاهرون اليمينيون تجاه الشرطة"، حسب ما جاء في بيان مساعد المفوض مات تويست بشأن أحداث الأمس.

ولفت بيان الشرطة إلى أن أنصار اليمين، كانوا يبحثون عن المواجهة، ووجهوا إساءات إلى الضباط الذين يقومون بحماية النصب التذكاري، بما في ذلك هتافات "أنت لم تعد إنكليزيًا بعد الآن".

ولفت البيان إلى أن "هذه المجموعة كانت إلى حد كبير من مثيري الشغب في كرة القدم من جميع أنحاء المملكة المتحدة وأمضوا معظم اليوم في مهاجمة أو تهديد الضباط الذين كانوا يسعون إلى منعهم من مواجهة المسيرة الرئيسية".

وقالت الشرطة إنه "تم إيقاف وتفتيش العديد من أفراد هذه المجموعات وتم العثور على أسلحة متنوعة"، مشيرة إلى أنه "لم يتمكن أحد من الوصول إلى النصب التذكاري، الذي كان محميًا في جميع الأوقات".

وبشأن تفاصيل إصابة الضباط التسعة، ذكر البيان أنهم أصيبوا "عندما منعوا حشدًا عنيفًا من الوصول إلى النصب التذكاري أثناء إقامة مراسم الذكرى".

في المقابل، أكدت الشرطة أن مسيرة حملة التضامن مع فلسطين "لم تشهد هذا النوع من العنف الجسدي الذي قام به الجناح اليميني".

وأظهرت لقطات تلفزيونية اشتباكات صغيرة بين الشرطة ومتظاهرين يمينيين بالقرب من النصب التذكاري، اتهموا الشرطة بالتحيز للفلسطينيين. وأعلنت الشرطة بداية أنها اعتقلت 82 شخصاً من المتظاهرين في المسيرة المضادة والذين حاولوا الوصول إلى مسيرة الاحتجاج الرئيسية.

وتأتي هذه التوترات بعد الجدل الذي أثارته تصريحات سابقة لوزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، انتقدت فيها الشرطة واتهمتها بالتساهل مع المسيرات المؤيدة لفلسطين. ووُصفت تصريحاتها هذه بالعنصرية.

وقالت الشرطة البريطانية أمس إن نحو 300 ألف شخص شاركوا في التظاهرة المؤيدة لغزة، بينما قدر المنظمون عدد المشاركين فيها بـ800 ألف شخص، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. والذي تخللته مجازر إبادة وحشية استهدفت تجمعات النازحين والمستشفيات والأحياء السكنية المكتظة، وأسفرت عن أكثر من 11 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

و"المسيرة الوطنية من أجل فلسطين" هي الرابعة التي تُنظَّم في العاصمة البريطانية منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن قال وزراء إنه يجب إلغاؤها بسبب تزامنها مع يوم الهدنة.

وبدأت القضية قبل أسبوعين من خلال إثارة قضية "حماية الأنصاب التذكارية" التي بدأت بإثارتها أقطاب من اليمين وبعض الصحف، وتبنّاها لاحقاً سياسيون بريطانيون، منهم رئيس الوزراء ريشي سوناك، لكون التظاهرات ضد الحرب تمرّ بجانب النصب التذكاري للجنود الواقع بالقرب من مبنى الحكومة، وصولاً إلى مبنى الحكومة.

ودعا سوناك الأسبوع المنصرم إلى تأجيل التظاهرة، وعبّر عن احتمال "وجود خطر قائم وواضح لتدنيس النصب التذكاري، ما يمثّل إهانة للشعب البريطاني والقيم التي يدافع عنها"، بحسب تعبيره. مع العلم أن التظاهرات الثلاث السابقة التي مرّت بجانب الأنصاب التذكارية لم يجرِ فيها التعدي على أي نصب تذكاري.

ويخرج مئات الآلاف في بريطانيا أسبوعياً منذ بدء الحرب، في تظاهرات في عدة مدن وبلدات بريطانية أبرزها لندن.