- تم التخطيط لاعتقال إيفانوف من قبل جهاز الأمن الفدرالي ولجنة التحقيق لأشهر، مع توقيف عدة أشخاص آخرين وبدء مداهمات لوحدات عقارية مملوكة لعائلته، ومراجعة علاقاته الشخصية والعائلية والمهنية.
- القضية تسلط الضوء على العلاقات الشخصية والمهنية لإيفانوف وتثير تساؤلات حول مصير وزير الدفاع شويغو مع اقتراب تنصيب الرئيس بوتين لولاية جديدة، مما قد يؤدي إلى تعديلات وزارية وظهور شخصيات جديدة ذات صلاحيات واسعة.
قبل ساعات على اعتقاله مساء أمس الثلاثاء، كان نائب وزير الدفاع الروسي، المسؤول عن أعمال البناء بالوزارة، تيمور إيفانوف، يشارك باجتماع لهيئة الوزارة برئاسة الوزير سيرغي شويغو، الذي كان على علم مسبق بالاستعدادات لتوقيف إيفانوف، وفق ما سيكشف عنه لاحقا الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف.
وفي الوقت الذي اكتفت فيه لجنة التحقيق الروسية بإصدار بيان مقتضب أفادت فيه بإلقاء القبض على إيفانوف للاشتباه بتقاضيه رشوة، كشف المكتب الإعلامي لمحكمة حي باسماني في موسكو، اليوم الأربعاء، أن الجنرال المعتقل يواجه تهمة التآمر من أجل الحصول على الرشوة عند إجراء أعمال مقاولات لصالح وزارة الدفاع. وقررت المحكمة وضع إيفانوف رهن الحبس الاحتياطي لمدة شهرين.
من جهتها، نقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن مصدر مقرّب من الجهات الأمنية، لم تكشف الصحيفة عن هويته، قوله إن الأجهزة المعنية وضعت نصب عينيها إيفانوف قبل فترة طويلة، فيما خطط أفراد جهاز الأمن الفدرالي ولجنة التحقيق لاعتقاله لأشهر.
وإلى جانب نائب الوزير، تم توقيف بضعة أشخاص آخرين، وفق ما أوضحه مصدر آخر مطلع على سير التحقيق، قائلا: "جرى اعتقال بضعة أشخاص آخرين لهم ضلوع في إيصال الأموال، حيث تم وضع سلسلة معقدة من الوسطاء".
وكشف مصدر ثالث لم تكشف الصحيفة عن هويته كذلك، أن أعمال مداهمة وحدات عقارية مملوكة لعائلة إيفانوف بدأت مساء أمس، مضيفا: "ستجري الآن مراجعة لكافة علاقاته الشخصية والعائلية وعلاقات الأعمال، بما فيها تلك التابعة لأفراد أسرته".
ولم يستبعد المصدر أن يطاول التحقيق طليقة إيفانوف، سفيتلانا إيفانوفا (اسم عائلتها قبل الزواج زاخاروفا)، التي تملك شركة بالشراكة مع والد الجنرال المعتقل وعرفت بإتباعها نمط حياة اتسم برفاهية لا تتناسب مع وضع قرينة مسؤول بالدولة.
وفي عام 2016، أقامت سفيتلانا احتفالا مهيبا بمناسبة عيد ميلادها بنادي يخوت فاخر في موسكو بحضور ضيوف من المشاهير. وبحسب ما ورد عبر مصادر مفتوحة، فإنه بعد انتهاء النزهة النهرية، تواصل الاحتفال بملهى تزيد قيمة استئجاره عن 600 ألف روبل (قرابة 10 آلاف دولار وفق لسعر الصرف السائد حينها)، بالإضافة إلى مبلغ مماثل لتوفير الوجبات غير شاملة المشروبات الكحولية لـ60 فردا.
وأحيا الحفل المطرب الشهير، فاليري ميلادزه، الذي قدرت مكافأته المحتملة بـ4.5 ملايين روبل (75 ألف دولار تقريبا حينها).
وفي حال إدانته بتقاضيه رشوة ذات قيمة فائقة بموجب الجزء 6 من المادة 290 من القانون الجنائي الروسي، سيواجه إيفانوف عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما، وهو ما علق عليه الشريك بشركة "سونيتشيف وكازوس وشركاؤهما" للمحاماة، أنطون سونيتشيف، بالقول إن "المنصب والرتبة والمبالغ ستكون هي الملابسات الرئيسية عند النظر في جوهر القضية"، وفق ما نقلته عنه "إزفيستيا".
ولمّا كان إيفانوف يعد من الشخصيات المقرّبة من شويغو، حيث عمل المعتقل نائبا لرئيس حكومة مقاطعة موسكو في الفترة الذي شغل فيها وزير الدفاع الحالي منصب حاكم الكيان الإداري الذي يضم ضواحي العاصمة قبل أكثر من عقد، أثار ذلك تساؤلات حول مصير شويغو لاسيما قبل تنصيب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لولاية جديدة في مايو/أيار المقبل، وما قد يترتب عليه من تعديلات وزارية.
وفي مقال بعنوان "توقيف نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف بسبب الفساد. ما مصير شويغو؟"، وصفت صحيفة "نيوزرو" الإلكترونية خبر توقيف إيفانوف بأنه "صاعقة مدوية"، لافتة في الوقت نفسه إلى توليه في إطار عمله الإشراف على المجال القابل لاستشراء الفساد فيه، أي منح قروض الرهن العقاري للعسكريين والبناء وتوفير الخدمات الطبية وصيانة المستشفيات التابعة لوزارة الدفاع.
ومع ذلك، رجحت الصحيفة أنه ليس هناك ما يمكن أن يهدد مكانة شويغو، متوقعة في الوقت نفسه أن تظهر في أقرب دائرته بعد هذه الواقعة شخصيات جديدة ذات صلاحيات واسعة.