لليلة الرابعة على التوالي، تواصلت الاحتجاجات في فرنسا على مقتل الشاب نائل المرزوقي برصاص شرطي. وفيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية اعتقال 1311 شخصاً، بحسب "فرانس برس"، امتدت الاضطرابات غضباً على مقتل نائل إلى الأقاليم الفرنسية في منطقة الكاريبي.
ونشرت الشرطة الفرنسية، خلال الليلة الماضية، 45 ألف عنصر في جميع أنحاء فرنسا، في محاولة للتعامل مع أعمال الشغب التي اندلعت في العديد من المدن، بما في ذلك باريس ومرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد أمر، الجمعة، بوقف خدمات الحافلات والترام في جميع أنحاء فرنسا اعتباراً من التاسعة مساء. كذلك أُغلق عدد من الشوارع والساحات، أبرزها ساحة الكونكورد في العاصمة باريس. وفي وقت لاحق، تحدثت الشرطة عن نهب من وصفتهم بـ"مثيري الشغب" متجراً للسلاح في وسط مرسيليا، ثاني أكبر المدن الفرنسية، حيث استولوا على بعض بنادق الصيد، لكن من دون ذخيرة.
وفي تطور جديد، امتدت الاضطرابات إلى الأقاليم الفرنسية "ما وراء البحار"، وتحديداً المناطق التابعة لباريس في منطقة الكاريبي.
ووقعت أسوأ أعمال عنف حتى الآن في غويانا الفرنسية، حيث قالت السلطات إن أفراد الشرطة تعرضوا لإطلاق النار، وإن رصاصة طائشة قتلت عاملاً حكومياً يبلغ من العمر 54 عاماً مساء الخميس في العاصمة كايان، بحسب "أسوشييتد برس".
وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود الكثيف فوق بعض الأحياء في كايان، ما أدى إلى ضبابية الشوارع، في وقت حاولت فيه الشرطة قمع المتظاهرين في الإقليم الصغير الواقع في أميركا الجنوبية. وحثت السلطات على الهدوء، بينما يستعد الإقليم لليلة أخرى من أعمال الشغب المحتملة.
وقال مسؤولون، أمس الجمعة، إن الرجل الذي قتل كان يعمل في مكتب مكافحة البعوض التابع للحكومة، وكان في شرفته عندما أصيب برصاصة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير السلامة العامة فيليب جوس قوله: "إنه مستوى من العنف يصعب فهمه".
Did you ever imagine belt-fed weapons being used in a place like France? 😮 The world is changing before our eyes. 👀 pic.twitter.com/etONv8KoJn
— smartgrow (@smartgrow) July 1, 2023
من جهته، قال حاكم غويانا الفرنسية تييري كيفيليه إن الأعمال والمواصلات العامة توقفت مساء الجمعة بالموازاة مع فرض حظر مؤقت على بيع البنزين ونقله ليلاً. وقال أيضاً إنه نُشر حوالى 300 رجل شرطة مساء الجمعة مع طائرات مسيّرة ومروحيات.
واعتُقِل ما لا يقل عن ستة أشخاص، من بينهم خمسة قاصرين. ولم يُتَّهَم أحد بقتل الموظف الحكومي حتى الساعة، وفقاً لـ"أسوشييتد برس".
كذلك، وردت أنباء أيضاً عن خروج تظاهرات أصغر حجماً في جزيرتي مارتينيك وغوادلوب الفرنسيتين في البحر الكاريبي، بينما لم يتحدث أحد عن وقوع إصابات أو وفيات.
وظهرت اضطرابات أيضاً في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية الأخرى، بما في ذلك جزيرة ريونيون في المحيط الهندي. وقال مسؤولون إقليميون في بيان صحافي إن المحتجين أضرموا النيران في صناديق القمامة، وألقوا مقذوفات على الشرطة خلال الاشتباكات، وألحقوا أضراراً بالسيارات والمباني منذ يوم الأربعاء.