اعتداء على ضابط أمن من أحد عناصر "الحشد الشعبي" وسط بغداد ومطالبات بالمحاسبة

05 يونيو 2024
عناصر من الأمن العراقي، بغداد 6 نوفمبر 2021 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في بغداد، تعرض ضابط أمن للضرب وخلع رتبه من قبل جماعة مسلحة يُعتقد انتماؤها لـ"الحشد الشعبي"، مما أثار الرعب والتساؤلات بين المواطنين بسبب عدم تدخل الأمن.
- الاعتداء، المنسوب لجماعة "بابليون" المرتبطة بالحشد، يعكس فوضى وتجاوز الجماعات المسلحة للقانون في العراق، مما يطرح تساؤلات حول استجابة الحكومة والأمن.
- الناشطون وأعضاء البرلمان طالبوا بموقف حكومي واضح ومحاسبة المعتدين، مشيرين إلى التحديات التي تواجه الدولة في فرض القانون وحماية المواطنين والأمن من تجاوزات الجماعات المسلحة.

أثارت حادثة اعتداء جديدة بالضرب على ضابط أمن عراقي وخلع رتبه العسكرية وسط بغداد جدلاً في أوساط العراقيين وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وبينما لم يصدر عن الجهات الرسمية أي توضيح، أكدت معلومات أن الجماعة المعتدية تنتمي إلى "الحشد الشعبي" ولها نفوذ سياسي.

وتداول عراقيون، أمس الثلاثاء، مقطعاً مصوراً لجماعة مسلحة وهي تعتدي على ضابط في منطقة المنصور بقلب بغداد وتنهال عليه بالضرب، كما خلعت رتبه العسكرية وألقيت في الشارع، فيما لم يتدخل الأمن العراقي، رغم أن المنطقة التي وقع فيها الحادث هي من المناطق الراقية والتي تشهد انتشاراً أمنياً مستمراً. وأثار الحادث حالة من الرعب في المنطقة، إذ ابتعد المواطنون عن مكان الحادث خوفاً من اعتداء المجموعة الخارجة عن القانون عليهم، فيما لم تتضح بعد أي تفاصيل عن سبب الحادث.

ولم تعلق الجهات الرسمية الحكومية على الحادث، كما امتنع ضباط في شرطة المنصور عن الإدلاء بأي معلومات عنه، فيما أكد مدونون ومصادر أمنية نقلت عنها محطات إخبارية أن المعتدين هم جماعة "بابليون" المسلحة التي ترتبط بحركة بابليون التي يتزعمها ريان الكلداني، المرتبط بـ"الحشد الشعبي"، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قبل "بابليون" على الحادث لا نفياً ولا تأكيداً.

من جهته، أكد الناشط الحقوقي غسان فاضل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحادث "يعكس حالة الاستهتار والفوضى والتجاوز على سلطة القانون من قبل الجماعات المسلحة في العراق"، مبيناً أن "الضابط المكلف بواجب رسمي يمثل الحكومة، وأن الاعتداء عليه هو اعتداء على الحكومة وعلى الدولة، وأن الصمت إزاءه وعدم المحاسبة القانونية للمعتدين تؤشر إلى حالة المجاملات في الدولة، وهو ما سيزيد من استهتار تلك الجماعات وتماديها في الاعتداء على المواطنين المدنيين والعسكريين وفرض أجنداتهم عليهم"، ودعا فاضل الحكومة والأجهزة الأمنية إلى "بيان موقفها من الحادث، وأن توضح إجراءاتها بالتعامل مع المعتدين وإجراء التحقيقات المطلوبة لمعرفة ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه".

وانتقد ناشطون ومدونون على مواقع التواصل التجاوز على سلطة الدولة من قبل الجماعات الخارجة عن القانون، وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي، أحمد العلواني، في تدوينة له على منصة إكس "اليوم هذا الحادث في المنصور وسط بغداد. عصابات ريان الكلداني سحلت (أهانت) ضابطاً في الشرطة برتبة رائد وأمام الجميع.. لم تنفعه الرتب ولا حتى الشعار الجمهوري الذي يحمله".

وطالب عضو لجنة الأمن الدفاع في البرلمان العراقي علي حسن الساعد، رئيس الوزراء بوضع حد لاعتداءات تطاول قوات الأمن، متهماً مليشيا بابليون بالوقوف وراء الاعتداء الأخير على ضابط الأمن وسط بغداد.

وتسجل شوارع بغداد بشكل شبه مستمر حوادث اعتداء على أفراد وضباط الأمن، من قبل جهات مختلفة بعضهم سائقي السيارات التابعة لمواكب المسؤولين وآخرون يرتبطون بجهات سياسية وحزبية وجماعات مسلحة.

المساهمون