اعتداء "برج البراجنة" بعيون فرنسية

15 نوفمبر 2015
(حسين بيضون)
+ الخط -
قبل وقوع الإعتداءات الارهابية في باريس، سلّطت الصحف الفرنسية الصادرة الجمعة الضوء على الاعتداء الإرهابي الذي استهدف منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتداعياته القادمة على لبنان والمنطقة. وأفردت بعض الجرائد صفحاتها لقراءة الأسباب التي جعلت من الضاحية الجنوبية هدفا لاعتداء جديد بعد توقّف موجة التفجيرات الإرهابية منذ نحو السنة ونصف السنة.

"تفجير مزدوج في بيروت والحداد يلفّ لبنان" هكذا عنونت "لوبوان" ونقلت اليومية الفرنسية شهادات حية لمواطنين شهدوا اللحظات الأولى التي تلت التفجير. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الاعتداء هو الأكبر من حيث حصيلة الشهداء والجرحى التي بلغت 43 شهيدا و240 جريحا منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1990.

بدورها صحيفة "لوموند" ربطت بين التطورات العسكرية في سورية وتفجيرات الأمس. وقالت الصحيفة "إنّ الاعتداء الذي يعتبر الأول منذ سنتين جاء بعد يومين من الانتصار العسكري الذي حققته القوات السورية في استعادتها لمطار كويرس وكلام الأمين العام لحزب الله عن الأهمية الاستراتيجية للمطار الكائن شرقي حلب". وأضافت الصحيفة "اختار تنظيم الدولة الإسلامية شارعا سكنيا، هو الشريان الاقتصادي لمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وهي منطقة متنوّعة مذهبيا مع أكثرية شيعية طاغية منذ ستينيات القرن الماضي وتعتبر مركز ثقل شعبي لحزب الله". وختم التقرير "الكشف عن هوية منفذي الاعتداءين، والهمس لجهة كون الانتحاريين من الجنسية الفلسطينية قد يكون عاملا مساعدا على إشعال فتنة بين أهالي المنطقة وبين سكان المخيم الفلسطيني الكائن في المنطقة المستهدفة. ولذلك كان واضحا استنكار وإدانة كل الفصائل السياسية الفلسطينية للعمل الإرهابي، ما سهّل امتصاص غضب الشارع في لحظات الانفجار الأولى".

أما صحيفة "الأوبسرفاتور" فقد ركّزت على هوية "البطل" عادل ترمس كما وصفته ووجّهت تحية لشهامته عبر تقرير نقلت فيه كلام المغرّدين على تويتر وبعض التعليقات التي وردت على شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت الصحيفة "بعد أن نفّذ انتحاريان التفجيرين، توجّه انتحاري ثالث مسرعا باتجاه المسجد حيث كان جمع من المواطنين الشيعة يقيمون دعاء الخميس فقام عادل ترمس بإلقاء نفسه على الانتحاري الذي وجد نفسه مضطرا لتفجير نفسه. هكذا جنّب ترمس، أب لثلاثة أولاد، المنطقة مجزرة إضافية وفدى بجسده عشرات الشباب الذين كانوا يهمّون للخروج من الجامع".

"لوفيغارو" أجرت مقابلة مع الكاتب اللبناني وبروفيسور الدراسات الشرق-أوسطية في الجامعة الأمريكية في باريس زياد ماجد، سألته الصحيفة عن الهدف من تفجيرات الأمس، فأجاب "يريد تنظيم داعش القول إنّه قادر على ضرب خصومه خارج سورية والعراق. وهو بتصويبه على الضاحية الجنوبية يوجّه رسالة مباشرة لحزب الله لدعمه النظام السوري ووقوفه مع النظامين العراقي والإيراني. لكنّ الهدف الأساسي واضح، وهو ضرب المدنيين في تلك المنطقة".
وأضاف ماجد "للأسف، هذا الاعتداء قد نشهد مثله اعتداءات كثيرة في الفترة المقبلة، ما دامت أجهزة الدولة الرسمية غير فعالة ومادام هناك غياب لاتفاق وطني وإجماع لبناني على "الحياد الإيجابي" في الملف السوري، ستستغلّ التنظيمات الجهادية، داعش وأخواتها، الأمر وتضرب مرة جديدة".


اقرأ أيضاً: (صور) هنا باريس أم بيروت: مشهد الموت الواحد
دلالات