أفادت مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم السبت، بمقتل مدنيين اثنين على الأقل يعملان في صناعة الفحم، وإصابة اثنين آخرين وفقدان خامس، بهجوم لمسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، استهدف قرية جنوب غرب كركوك، وذلك في أحدث تصعيد أمني يشهده العراق بهجمات تنفذها خلايا وجيوب إرهابية تتبع تنظيم "داعش".
وقال مسؤول في الشرطة العراقية بوزارة الداخلية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين هاجموا، ظهر اليوم السبت، مدنيين يعملون في صناعة الفحم، في ضواحي بلدة العباسي ضمن جنوب غربي كركوك، ضمن قرية يعمل أهلها بالزراعة وصناعة الفحم. وأوضح أن الهجوم أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح اثنين آخرين كما سجل اختفاء خامس.
وأوضح أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم "داعش"، وتقوم قوات الأمن في الوقت الحالي بعمليات تفتيش وبحث واسعة عن منفذي الاعتداء.
ويعتبر هذا الهجوم الثاني من نوعه في كركوك خلال يومين، في وقت يتواصل التوتر الأمني في محافظة ديالى المجاورة، بعد هجوم نفذه تنظيم "داعش"، ليلة الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل 14 عراقيا وجرح 15 آخرين، أعقبته عمليات انتقامية نفذتها مليشيات مسلحة وطاولت قرى عدة، وتسببت بعمليات إعدام ميدانية لمدنيين وحرق منازل وممتلكات وتهجير على يد تلك المليشيات.
في السياق الأمني ذاته، عثرت قوات الأمن على منصة صواريخ، شمالي بغداد، ضمن منطقة الشعلة المحاذية لقاعدة التاجي التي كانت تضم بعثة عسكرية أميركية ضمن مهام التحالف الدولي.
وأكدت وسائل إعلام عراقية محلية أن قوة خاصة تتبع جهاز مكافحة الإرهاب عثرت على منصة محلية الصنع تحمل صاروخا من نوع كاتيوشا في منطقة الشعلة غرب بغداد. وأضافت أن "الخبراء المختصين تمكنوا من تفكيكها ورفع المواد دون حادث يذكر".
واليوم السبت، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن خبراء أمنيين تأكيدهم على أهمية مواجهة التصعيد الجديد لمسلحي تنظيم "داعش"، وتأثيره على الملف الأمني.
ونقلت الوكالة عن الخبير الأمني معتز محيي، قوله إن "هجمات تنظيم "داعش" تستهدف القرى البعيدة في المحافظات، في وقت أن تركيز القوات الأمنية هو في المدن ومراكز المحافظات". وأوضح أن "عصابات داعش تلجأ إلى الاختباء في جبال حمرين (شمالي العراق)".
وأشار إلى أن أسباب تكرار تلك الخروقات قد تعود إلى عدم الاتفاق على إدارة الملف الأمني بين التشكيلات الأمنية والعسكرية المختلفة.
وأضاف أن "المواطنين وجهوا نداءات إلى القوات الأمنية بضرورة التواجد والاستقرار في مقر المدن والنواحي"، لافتاً إلى أن "التبديلات في تلك المناطق أحدثت ضعفاً فيها، إذ إن القوات الجديدة لا تتوفر لديها معلومات كافية عن تضاريس المنطقة الجغرافية".
وشدد على "ضرورة تفعيل الجهد الاستخباري، وتعاون القيادات الأمنية مع المواطنين، خاصة أن تلك المناطق تقع ضمن جغرافية واسعة وتضاريس غير معبدة، ما يصعب وصول القوات الأمنية إلى هناك بعد حدوث الواقعة، وهذا يستدعي إيجاد خطط بديلة غير تقليدية".
ووفقاً للخبير الأمني، فإنه "لا بد من تغيير الخطط الأمنية الكلاسيكية، فضلاً عن تغيير القدرات القتالية في استعمال القوات المحمولة، عبر نقل قوات محمولة جواً والذهاب مباشرة إلى موقع الحادثة وامتلاكها إمكانيات الوصول إلى هناك، وتنفيذ أوامر القيادات العليا، والابتعاد عن النقل العادي ضمن التضاريس الجغرافية الصعبة، والتي تسببت بتكرار مثل هكذا حوادث، خاصة في مناطق الأنبار القريبة من الحدود العراقية السورية، وكذلك جنوب كركوك".