اشتباكات في إدلب والفصائل تستهدف جنوداً روسيين

20 نوفمبر 2020
أعلنت الفصائل قتل مجموعة من قوات النظام خلال الاشتباكات (محمد الرفاعي/ فرانس برس)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري مجدداً، اليوم الجمعة، مناطق مختلفة في جنوب إدلب شمال غربي سورية، فيما دارت اشتباكات بين هذه القوات والفصائل المقاتلة على خطوط التماس، إذ أعلنت الفصائل قتل مجموعة من قوات النظام خلال هذه الاشتباكات.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام قصفت، فجر وصباح اليوم الجمعة، قرى وبلدات: بينين كنصفرة والفطيرة وكفرعويد وسفوهن جنوبي إدلب، فيما حلّقت طائرات استطلاع في أجواء جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وكانت القوات التركية المتمركزة في معسكر المسطومة بالقرب من مدينة إدلب قد استهدفت، مساء أمس الخميس، بعدة قذائف مدفعية مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، فيما دارت اشتباكات وقصف متبادل بين قوات النظام والفصائل على هذا المحور. كما أعلن فصيل "جيش العزة" العامل في محافظة إدلب، مساء أمس، عبر قناته على "تلغرام"، استهداف مجموعة من الجنود الروس على محور كفروما في ريف إدلب الجنوبي بصاروخ "تاو".

وقال مصدر في "جيش العزة"، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجنود الروس كانوا يحاولون التحصين على المحور الفاصل بين مناطق النظام والمعارضة، وقد سقطوا بين قتيل وجريح بعد استهدافهم بالصاروخ، من دون أن يذكر عددهم.

إلى ذلك، فقدت قوات النظام الاتصال بمجموعة مؤلفة من 7 عناصر من "الدفاع الوطني" في محيط بلدة مسكنة، بريف حلب الشرقي ضمن مناطق سيطرتها.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن المجموعة انطلقت من مدينة مسكنة إلى بلدة دير حافر وفقد الاتصال بها، فيما استنفرت قوات النظام تحسباً لأي خرق أمني.

قاعدة تركية جديدة

في غضون ذلك، أنشأت القوات التركية، صباح اليوم الجمعة، قاعدة عسكرية جديدة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما أعلنت فصائل "الجيش الوطني السوري" صدّ محاولة تسلّل لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الرقة الشرقي، شرقي سورية.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القوات التركية أقامت نقطة عسكرية جديدة لها في قرية بليون الواقعة ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استقدام رتل يضم آليات عسكرية وجنوداً ومعدات لوجستية، فيما تُعتبر هذه النقطة الثانية للقوات التركية في القرية ذاتها.

وأوضحت المصادر أن رتلاً من القوات التركية يضم نحو ثماني دبابات وجرافتين محملة على متن عشر شاحنات، إضافة إلى العديد من السيارات المصفحة التي تحمل نحو 200 جندي تركي، وصل إلى قرية بليون في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وتبعد النقطة العسكرية التركية الجديدة نحو 8 كيلومترات عن مدينة كفرنبل التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.

وأقامت القوات التركية أخيراً العديد من القواعد العسكرية الجديدة في مناطق ذات مواقع استراتيجية، مطلة على مناطق واسعة من ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي بجبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وذلك عقب سحب القوات التركية نقاطها العسكرية الثلاث المحاصرة سابقاً من قبل قوات النظام وروسيا في مدينة مورك وقريتي شير مغارة ومعر حطاط، في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، إلى منطقة جبل الزاوية.

من جهة أخرى، صدّ "الجيش الوطني السوري" في شرقي سورية، مساء أمس الخميس، محاولة تسلّل لقوات "قسد" بريف الرقة الشرقي.

وقال فصيل "جيش الإسلام" في بيان، عبر قناته الرسمية على موقع "تلغرام"، إن عناصره أفشلوا الليلة الماضية محاولة تسلّل مجموعة من قوات "قسد" على محور "أبو راسين" في ريف رأس العين الشرقي. وأضاف البيان أن اشتباكات جرت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجانبين، مشيراً إلى أنه تم استهداف المجموعة المتسلّلة بالمدفعية الثقيلة.

ووقّعت تركيا اتفاقيتين مع كلّ من روسيا والولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لوقف عمليتها العسكرية في المنطقة آنذاك المسماة "نبع السلام"، إلا أن الاشتباكات وعمليات التسلّل من الطرفين إلى مواقع الطرف الآخر لم تتوقف، من دون أن تؤدي إلى تغير خريطة السيطرة.

حملة أمنية لـ"قسد"

في غضون ذلك، داهم عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الجمعة، بدعم من مروحيات تابعة للتحالف الدولي، عدداً من المنازل في ريف دير الزور الشمالي، شرقي سورية.

وذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن عناصر من "قسد" مدعومين بقوات التحالف الدولي نفذوا، اليوم الجمعة، حملة أمنية في منطقتي العزبة ومعيزيلة بريف دير الزور، استهدفت بشكل أساسي قيادياً في قواتها من المنطقة. وأوضحت أن العملية استهدفت منزل القيادي في "قسد" المعروف باسم أبو فهد خشام، حيث اعتقلت اثنين من إخوته، أحدهما مصاب والآخر عنصر في "قسد".

من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن قوات من "قسد"، مدعومة بمروحيات التحالف الدولي، نفذت عملية دهم لبعض المنازل في مناطق خشام وجديد عكيدات والعزبة والمعيزيلة، حيث اعتقلت عدداً من الأشخاص من بينهم عنصر في صفوفها، وشقيق قيادي في مجلس دير الزور العسكري، إضافة إلى اعتقال موظف يعمل مع "الإدارة الذاتية" وعدد من الأشخاص، لأسباب غير معروفة.

وكانت قوات من "قسد" داهمت الثلاثاء الماضي منزلاً في مدينة هجين الخاضعة لسيطرتها بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت شقيقين اثنين من المنزل، بينما ذكرت مصادر محلية أن المداهمة كانت تستهدف الشقيق الثالث الذي يعمل مدرسا ضمن مناطق النظام السوري، إلا أنه لم يكن في المنزل، لتقوم "قسد" باعتقال شقيقيه.

وخلال الأشهر الماضية، شنّت "قسد" عشرات العمليات الأمنية في مناطق سيطرتها، وخصوصاً في ريف دير الزور، بدعم من التحالف الدولي، ضد ما تقول إنها خلايا تتبع لتنظيم "داعش"، والذي زاد نشاطه أخيراً رغم هذه الحملات.

من جهة أخرى، ذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أنها حصلت على تسريبات خاصة، تشير إلى أن أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني قام بزيارة مفاجئة وسرية جداً إلى سورية، وتحديداً محافظتي حمص ودير الزور. وأضافت الشبكة أنها لا تملك معلومات مؤكدة عن هوية هذا الجنرال الإيراني، ولكن ربما يكون قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني.

يأتي ذلك في وقت يزداد فيه التوتر بين القوات المدعومة من روسيا (لواء القدس) وبين المليشيات الإيرانية في دير الزور، ما يوحي بفقدان إيران السيطرة في بعض المناطق التي تعتبرها خاصة بها، كدير الزور.

ووفق الشبكة، هناك أيضاً بوادر للتمرد والعصيان من العناصر الأفغان المنتسبين للمليشيات الإيرانية، الذين يعانون من التمييز ضدهم مقارنة بالعناصر الحاملين للجنسية الإيرانية، وهذه المشكلات تتطلب تدخّلاً من شخصية إيرانية رفيعة المستوى حتى لا تتدهور الأمور في ظل التجاذبات الروسية – الإيرانية، ومحاولة روسيا استقطاب العناصر وتجنيدهم ضمن صفوف لواء القدس في دير الزور.