اشتباكات الشمال السوري: معارك محتدمة بين قوات النظام وفصائل المعارضة

03 مارس 2024
تحتدم الاشتباكات في مناطق الشمال السوري بين قوات النظام وفصائل المعارضة (Getty)
+ الخط -

تحتدم الاشتباكات في مناطق الشمال السوري بين قوات النظام وفصائل المعارضة، من دون تغييرات على الأرض، ويأتي ذلك فيما قتل ضابط للنظام السوري، وأُصيب آخرون نتيجة هجمات جديدة في محافظة درعا جنوبيّ سورية.

وذكرت مصادر عسكرية مقرّبة من فصائل المعارضة لـ"العربي الجديد" أن عنصراً من قوات النظام قتل صباح اليوم الأحد، قنصاً برصاص فصائل "غرفة عمليات الفتح المبين" على محور مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، فيما استهدفت الفصائل بقذائف الهاون مواقع لقوات النظام على محور قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي.

كذلك، أعلنت "الفتح المبين" تدمير آلية تحصين لقوات النظام على جبهة الفوج 46 غرب حلب، من خلال استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.

من جانبها، ذكرت قوات النظام أنها استهدفت أمس بـ4 مسيّرات قتالية وبنيران المدفعة الثقيلة مواقع "هيئة تحرير الشام" في منطقتي سهل الغاب غرب حماة وجبل الزاوية جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من مسلحي التنظيم، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" الموالية عن "مصدر ميداني".

وبالتزامن، استهدف الطيران الحربي الروسي بغارات جوية مواقع الفصائل المسلحة في محيط قرية الغسانية بريف إدلب الغربي، وفي تلال الكبينة بمنطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. 

وكانت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مُسيَّرة انتحارية تابعة لقوات النظام السوري استهدفت، أمس السبت، دراجة نارية على الطريق الواصل بين بلدتي بينين وشنان في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، ما أصاب مدنيين، وأوقع أضراراً مادية.

وأكدت المصادر أن 7 طائرات مُسيَّرة أطلقتها قوات النظام والمليشيات الإيرانية، يوم الجمعة، استهدفت عدة طرقات في منطقة جبل الزاوية جنوبيّ محافظة إدلب، ما أدى إلى إصابة شخصين، أحدهما إصابته خطيرة، بالإضافة إلى احتراق عدة سيارات ودراجات نارية.

وكان المرصد العسكري "أبو أمين 80" الناشط في منطقة إدلب ومحيطها قد طالب المدنيين في المنطقة بتوخي الحذر من الطائرات المُسيَّرة الانتحارية، وعدم سلوك الطرقات القريبة من خطوط التماس المؤدية إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية خشية تعرّضهم للاستهداف.

ولفت إلى أن قوات النظام "لم تعد تستخدم هذا النوع من الطائرات، في خطوط التماس فقط، بل تشمل مناطق في عمق سيطرة قوات المعارضة". وقال إنه سجل نحو 35 استهدافاً لمنطقة الشمال السوري عبر طائرات مسيَّرة خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، ولا سيما في ريف إدلب الجنوبي، ومنطقة سهل الغاب شمال غربيّ حماة، وريف حلب الغربي.

 مقتل ضابط ومجند من قوات النظام في درعا

في غضون ذلك، قتل ضابط من قوات النظام السوري، وأصيب آخرون نتيجة هجمات جديدة على قوات النظام السوري في محافظة درعا جنوبيّ سورية اليوم الأحد، في إطار تصاعد مثل هذه الهجمات خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وقال الناطق باسم "تجمّع أحرار حوران" أيمن أبو محمود لـ"العربي الجديد" إن ضابطاً برتبة نقيب يدعى خالد الملحم قُتل نتيجة تفجير سيارة عسكرية تتبع للواء 15 بعبوة ناسفة بالقرب من حاجز السريا الواقع بين قرية الفقيع ومدينة جاسم شماليّ درعا، إضافة إلى إصابة ضابط آخر ومجند من قوات النظام بجروح متفاوتة.

وأوضح أبو محمود أن الضابط القتيل ينحدر من محافظة حمص، وكان قد تسلم حاجز "السريا" قبل أسبوع فقط خلفاً للرائد عامر بدور، الذي قُتل برصاص مجهولين قرب قرية الفقيع.

وفي هجوم آخر، استهدف مسلحون مجهولون صباح اليوم سيارة إطعام تتبع للواء 112 في جيش النظام بعبوة ناسفة على طريق قرية البكار غربيّ درعا، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام وجرح آخرين، وتبع ذلك استنفار أمني لقوات النظام في المنطقة، ووصول دورية أمنية مشتركة من مدينة نوى باتجاه قرية البكار.

وسجل مكتب التوثيق في "تجمع أحرار حوران" 9 عمليات استهداف ضد عناصر قوات النظام منذ 23 فبراير/ شباط الفائت الماضي، أدت إلى مقتل 7 منهم، بينهم 3 ضباط، وما لا يقلّ عن 15 إصابة من قوات النظام بجروح متفاوتة.

تعزيزات إلى البادية السورية

من جهة أخرى، ذكرت مواقع موالية أن قوات النظام دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة لتكثيف تمشيط بادية دير الزور الغربية من خلايا تنظيم داعش.

وفي هذا الإطار، ذكر المختص في الجماعات الإسلامية والجهادية همام عيسى الشيخ لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام نقلت تعزيزات إلى محاور في البادية، بهدف البدء بعمليات تمشيط مدعومة بالطيران الحربي بعد الهجمات على مواقعها في البادية السورية، حيث وصلت تعزيزات من لواء القدس ولواء الباقر إلى بادية دير الزور، بغية تمشيط المنطقة من خلايا تنظيم "داعش".

وأوضح الشيخ أن 7 عناصر من قوات النظام ومقاتلين موالين لها، قتلوا جراء هجمات متزامنة شنّها تنظيم داعش يوم أمس الأول الجمعة في البادية السورية، مضيفاً أن مجموعة من قوات النظام وقعت في كمين خلال عمليات التمشيط التي تنفذها في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، ما أوقع قتلى وجرحى من قوات النظام.

مقتل 78 مدنياً في سورية خلال فبراير

إلى ذلك، وثق تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 78 سورياً، بينهم نساء وأطفال، خلال شهر فبراير/ شباط الفائت. وأكد التقرير الذي صدر أمس مسؤولية النظام السوري عن مقتل 8 مدنيين، بينهم سيدة واحدة، فيما قتلت فصائل المعارضة السورية 3 مدنيين، وقتلت "هيئة تحرير الشام" مدنياً واحداً، وقتلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) 7 مدنيين، بينهم طفلان.

ووثق التقرير وقوع ثلاث مجازر في سورية خلال الشهر المذكور، راح ضحيتها 25 مدنياً بينهم سيدة، فيما حمّل مسؤولية مقتل 59 مدنياً لجهات أخرى، وعادة ما تكون تلك الجهات مسؤولة عن انفجار ألغام أو ذخائر، إضافة إلى قوات حرس حدود الدول المجاورة.

المساهمون