اشتباكات السودان تعيد تفعيل لجان الأحياء والمقاومة لحماية المدنيين

25 ابريل 2023
مع اشتداد المعارك وتوسعها زادت هذه اللجان من أعمالها (فرانس برس)
+ الخط -

أعادت المواجهة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" تفعيل عمل لجان المقاومة السودانية ولجان الأحياء، في خطوة تهدف إلى تقليل حجم الخسائر وسط المدنيين وحمايتهم من الفوضى الأمنية.

واندلعت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الخامس عشر من إبريل/ نيسان الجاري، وكانت الخرطوم العاصمة هي المسرح الرئيسي للعمليات العسكرية ونقطة شرارتها الأولى، قبل أن تتأثر معظم أحياء العاصمة في مدنها الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

عقب الطلقة الأولى، نشطت لجان المقاومة ولجان الأحياء في توعية المدنيين بما يجب أن يفعلوه لتأمين أنفسهم، كذلك عملت على حثهم في كثير من الأحيان على البقاء في منازلهم والسير في جماعات عند الضرورة، وكذا الابتعاد عن أماكن تجمع القوات والمناطق العسكرية.

ومع اشتداد المعارك وتوسعها وانقطاع خدمات المياه والكهرباء، زادت هذه اللجان من مهامها بتوفير الأدوية للمرضى وكبار السن، بالإضافة إلى إنقاذ المصابين من المدنيين وتوفير بعض المعونات الغذائية، بحسب ما أوضحه عضو لجان مقاومة شرق النيل بالخرطوم زهير الدالي، في حديثه مع "العربي الجديد"، مضيفاً أنّ لجان المقاومة واجهت صعوبات عملية في مهمتها الجديدة نتيجة ضعف الإمكانات والظروف الأمنية وشحّ الموارد والمواد الضرورية في الأسواق، وكذا غياب الحكومة وعدم فتح ممرات آمنة لهم لتقديم مساعداتهم.

وفي منطقة جنوب الحزام التي تضم عشرات الأحياء، شكل الأهالي لجنة طوارئ طبية لمساعدة السكان، وجهزوا عيادة ميدانية في إحدى المدارس، وأصدروا نداءً أعلنوا فيه وجود كوادر طبية تستطيع حتى إجراء عمليات جراحية صغيرة، وعيادة نفسية، وتوفر أدوية مثل المسكنات وبعض المحاليل، ووجهت نصائح مباشرة للسكان تتعلق بكيفية التعامل الصحيح مع حالات الإصابات، وأيضاً لكيفية تعامل الأسر مع الأطفال في أثناء المواجهات.

يقول عمار حسين، أحد النشاطين في المبادرة، أنّ العمل جرى بالتنسيق بين لجان المقاومة ولجان الأحياء، وأنّ العيادة تستقبل يومياً ما بين 60 إلى 70 مريضاً، بينما يصل أعداد المتطوعين من الكوادر الطبية إلى ما بين 7 إلى 8 في ساعات النهار. ويوضح حسين لـ"العربي الجديد" أنّهم يشترون الأدوية من تبرعات الشباب في المنطقة، مشيراً إلى أنّ العيادات كثيراً ما تنقل إلى المنازل لتقديم المساعدات الطبية لكبار السن وغير القادرين على الوصول إليها.

وأوضح أنّ أبرز الصعوبات هي صعوبة الحصول على الأدوية من الصيدليات بسبب الظروف الأمنية، وأنّ مرضى السكري يواجهون مصاعب في الحصول على الأنسولين المخلوط، وأشار أيضاً إلى صعوبة التنقل لانعدام الوقود.

أما في حيّ سوبا، فقد حرص الأهالي على تكوين فرق يومية لحفظ الأمن وحمايته من عمليات السرقة والنهب التي طاولت عدداً من الأحياء، فيما يقول خالد الرفاعي لـ"العربي الجديد" إنّ الأطواف الليلية نجحت تماماً في تأدية واجبها، واستمرت في ساعات الليل والنهار في حفظ الأمن، ويجري التنسيق لها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي.

خارج الخرطوم، برزت مبادرة شعبية لإيواء الأسر والأفراد الفارين من الحرب في الخرطوم، وأعلنت كل القرى حالة استنفار واسعة، كما يقول الطاهر عبد الله في حديثه مع "العربي الجديد"، إذ إنّ الولاية استضافت في كل قراها نازحين من الخرطوم، ووفرت لهم المسكن والمأكل والمشرب، وهي مستعدة لاستضافة المزيد دون الحاجة لإقامة معسكرات خاصة كما يحدث في بعض البلدان، مشيراً إلى أنّ ذلك نابع من قيم التكافل والتراحم وسط المجتمع السوداني.

المساهمون