استمرار المعارك في كاراباخ لليوم الرابع... وأرمينيا ترفض محادثات بوساطة روسيا "في هذه المرحلة"
رغم المخاوف من اتساع دائرة الاشتباك بين أرمينيا وأذربيجان، والتي بدأت، الأحد الماضي، إلى حرب شاملة، رفضت أرمينيا إجراء محادثات تهدئة تحت إشراف روسيا، وسط استمرار المعارك لليوم الرابع في إقليم ناغورنو كاراباخ.
واعتبر رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، اليوم الأربعاء، أنّ فكرة إجراء محادثات مع أذربيجان تحت إشراف روسيا سابقة لأوانها، وذلك في اليوم الرابع من المواجهات الدامية في الإقليم.
ولم تستجب أرمينيا وأذربيجان للدعوات الدولية المطالبة بوقف لإطلاق النار حول إقليم ناغورنو كاراباخ. وتقول كل منهما إنها كبدت الأخرى خسائر فادحة.
ويخوض الطرفان منذ عقود نزاعاً حول إقليم ناغورنو كاراباخ، وقد حمّلت كل جهة للجهة المقابلة مسؤولية تأجيج الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأحد وأوقعت إلى حد الآن نحو مئة قتيل.
وقال باشينيان، لوسائل إعلام روسية كما نقلت وكالة "إنترفاكس، إنّه "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فيما لا تزال معارك عنيفة جارية"، معتبراً أنه "من أجل إجراء مفاوضات، يجب أن تكون الأجواء والظروف مناسبة".
لا قوات دولية
وأضاف، بحسب ما نقلته "فرانس برس"، أنّ أرمينيا "في هذه المرحلة" لا تعتزم طلب تدخل في النزاع من جانب تحالف عسكري بقيادة روسيا، هو معاهدة الأمن المشترك التي تضم العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن بينها أرمينيا.
كذلك أكد رئيس وزراء أرمينيا، أنّ بلاده لا تدرس إمكانية نشر قوات حفظ سلام في إقليم ناغورنو كاراباخ في ظل احتدام القتال في المنطقة.
وقال باشينيان رداً على سؤال: "هذا الموضوع غير وارد في جدول أعمالنا".
وأضاف وفق ما نقلته "رويترز"، "نعمل بشكل وثيق مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولكن إطلاق إجراءات محددة أو عدم إطلاقها مسألة مختلفة تماماً".
روسيا تتابع عن كثب
في المقابل، قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إنّ الجيش الروسي "يتابع عن كثب" التطورات المتعلقة بإقليم ناغورنو كاراباخ، وحث الطرفين المتحاربين من جديد على وقف الأعمال القتالية، وفق ما أوردته "فرانس برس".
عدّاد القتلى يرتفع
وأكدت تقارير سقوط 98 قتيلاً في المعارك: 81 انفصالياً أرمنياً و17 مدنياً في الجانبين بينهم نساء وأطفال.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية "تواصل المعارك العنيفة"، اليوم الأربعاء، وقالت إن قواتها قتلت 2300 انفصالي منذ تفجر المواجهات الأحد.
وقالت الوزارة، في بيان، بحسب ما ذكرته "الأناضول"، إنّ قواتها "دمرت 130 دبابة و200 وحدة مدفعية و25 وحدة مضادة للطائرات، وخمسة مخازن ذخيرة و50 وحدة مضادة للدبابات و55 آلية عسكرية" إضافة إلى بطارية الصواريخ جو-أرض روسية الصنع "إس-300".
استمرار الاشتباكات
ولفت البيان إلى أنّ الجيش الأذربيجاني خاض اشتباكات عنيفة مع القوات الأرمينية طيلة الليلة الماضية، وأنّ الاشتباكات مستمرة في كافة الجبهات.
كذلك قالت إنّ الانفصاليين "قصفوا مدينة ترتار مستهدفين مدنيين وبنية تحتية مدنية".
وأشار البيان إلى أنّ المعلومات الأولية الواردة من المدينة تفيد بوقوع إصابات بين صفوف المدنيين جراء القصف المدفعي.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، وفق ما أورته "فرانس برس"، أنّ القوات الأذربيجانية "واصلت القصف المدفعي" لأهداف للانفصاليين على طول الخط الأمامي للجبهة الممتد 180 كيلومتراً في كاراباخ، صباح الأربعاء.
وقال مساعد لرئيس أذربيجان إلهام علييف، اليوم الأربعاء، إنّ طائرتين مقاتلتين أرمينيتين من طراز "سوخوي-25" تحطمتا، أمس الثلاثاء، بعدما اصطدمتا بجبل، واتهم يريفان بالكذب بقولها إنّ إحدى طائراتها أُسقطت.
ونشرت أرمينيا في وقت سابق صوراً لحطام طائرة قالت إنها من طراز "سوخوي-25" أسقطتها مقاتلة تركية أمس. وذكرت أنّ اسم الطيار الميجر فاليري دانيلين.
ونفت تركيا وأذربيجان إسقاط الطائرة. وقال حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان "اصطدمت الطائرتان بجبل وانفجرتا ودمرتا. هذا يظهر أن قيادة الجيش الأرميني لا تقدم معلومات صحيحة لمواطنيها".
واندلعت، الأحد الماضي، اشتباكات مسلحة بين القوات الأذربيجانية والأرمينية، ما زالت مستمرة.
وأعلنت أذربيجان أنّ القوات المسلحة الأرمينية أطلقت النار على مناطق سكنية على خط التماس في إقليم كاراباخ، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، فيما اتهمت أرمينيا وسلطات إقليم كاراباخ الجانب الأذربيجاني بشنّ ضربات جوية وصاروخية على الإقليم، وأعلنت السلطات في كلا البلدين التعبئة العامة في البلاد.