استمرار التوتر والمفاوضات في منبج وعين النظام على المدينة

02 يونيو 2021
للنظام السوري الدور الأكبر في تأجيج الاحتجاجات حيث يحاول السيطرة على المدينة (فرانس برس)
+ الخط -

استمر التوتر في منبج ومحيطها بريف حلب الخاضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" شمالي سورية، فيما لم تصل عمليات التفاوض بين وجهاء المدينة و"قسد" إلى جديد، في وقت طالب فيه وفد روسي المليشيات بتسليم المدينة لإدارة النظام السوري، كما عزز "الجيش الوطني السوري" المعارض من قواته على الجبهات في المنطقة.

وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ التوتر ما زال مستمراً في مدينة منبج ومحيطها بعد مقتل مزيد من المتظاهرين برصاص مليشيات "قسد"، حيث تشهد المنطقة تظاهرات واحتجاجات ضد سياسة التجنيد الإجباري التي تتبعها الأخيرة.

ودعا ناشطون في المدينة إلى الاستمرار في الإضراب اليوم  والخروج في تظاهرات طالما لم تستجب "قسد" لمطالب الأهالي وتكف عن ممارساتها وانتهاكاتها المرفوضة، ومحاسبة المتسببين بمواجهة التظاهرات وسقوط ضحايا.

وأدت مواجهة التظاهرات خلال اليومين الماضيين إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة عشرة آخرين على الأقل بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين من بينهم طفلة مصابة بجروح خطرة.

وقالت المصادر إنّ الاجتماعات ستستمر اليوم بين وجهاء من منبج والقرى المحيطة بها وإدارة "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد". وجرت اجتماعات، أمس الثلاثاء، بين الطرفين، وبين وفد روسي وممثلين عن النظام السوري، طالب خلالها الأخير "قسد" بتسليم المدينة لقوات النظام والانسحاب منها.

وبحسب المصادر، فإنّ مطالب الوجهاء تكمن في تحقيق ما يريده أهالي المنطقة، وهي الكف عن ملاحقتهم بهدف التجنيد الإجباري بالإضافة إلى تحسين الخدمات، مشيرة إلى أن الوجهاء تحدثوا لـ"قسد" عن أن هناك من يريد تحويل الاحتجاجات السلمية إلى مسلحة وعلى "قسد" أن تنفذ المطالب المحقة للأهالي.

 

وذكرت المصادر أنّ النظام السوري له الدور الأكبر في تأجيج الاحتجاجات حيث يحاول السيطرة على المدينة، مضيفة أن المفاوضات والتوترات في منبج ترافقت أمس مع زيادة الوجود العسكري لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في نقاطه بمحيط المنطقة.

وكانت تركيا قد طالبت مراراً في أوقات سابقة بانسحاب "قسد" من مدينة منبج وتسليمها للأهالي من أجل إداراتها.

وأكدت المصادر أنّ عدداً من عناصر "قسد" رفضوا المشاركة في قمع التظاهرات أو التعرض لها، وهناك من ترك سلاحه وفر من مقار المليشيات، مضيفة أن هناك امتعاضاً من عناصر "قسد" المنحدرين من المنطقة تجاه إدارتهم، ورفض فكرة أن يجري الانسحاب وتسليم المدينة للنظام.

ويسود المنطقة استياء شعبي متصاعد من سياسات "قسد" وخاصة أن المنطقة تقطنها غالبية عربية، فيما تتحكم مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، بمفاصل القرار في "قسد" والإدارات المدنية التابعة لها، ويرفض الأهالي تلك السياسات على رأسها التجنيد الإجباري.

وتأتي أهمية مدينة منبج من كونها مركز تجاري وتجمع بشري على الطريق الدولية الواصلة بين حلب والحسكة، كما تقع بالقرب من نهر الفرات على بعد 60 كيلومتراً شمال شرق مدينة حلب، وهي أكبر معقل لـ"قسد" في منطقة غرب الفرات.

 

تبرير وتهديد من "قسد"

بدوره زعم "مجلس منبج العسكري"، في بيان له، الليلة الماضية، أنّ "أبواب الإدارة الذاتية مفتوحة للحوار والنقاش أمام الجميع، ليقدموا مطالبهم وانتقاداتهم التي نقف إلى جانبهم بها دائماً، حيث تسعى جهات خارجية وداخلية معروفة (لم يسمّها) إلى دفع المنطقة نحو الفوضى وبث الفتنة مستغلة مطالب الناس المحقة، وتهدف من وراء ذلك لضرب مكتسبات شعبنا واستهداف حالة الأمن والاستقرار التي تتمتع بها منبج".

وأضاف البيان: "هذا بات واضحاً من خلال الهجوم على المقرات الأمنية والعسكرية من قبل أشخاص وخلايا إجرامية يتلقون تعليماتهم من جهات خارجية وأدى ذلك لسقوط ضحايا ومصابين".

قضايا وناس
التحديثات الحية

 

وعن سياسة التجنيد الإجباري التي يرفضها الأهالي، قال البيان: "تلك الجهات تحاول التحجج بموضوع الدفاع الذاتي، إلا أن واجب الدفاع الذاتي يتم العمل به منذ سبع سنوات بدون أية مشكلات، وهذا يؤكد أن تلك الجهات تحاول استغلال الأوضاع الاقتصادية والصعوبات التي يعاني منها السوريون في كل المناطق ومنبج من أجل تحقيق أهداف وأجندات تخدم أطرافاً لها مصلحة في ضرب الاستقرار في منبج".

وأضاف: "مهمتنا الأساسية هي حماية شعبنا من أي هجوم خارجي، وضمان الأمان والاستقرار، وإلى جانب ذلك لن نتوانى بأخذ كافة التدابير للتصدي لأي مخطط إجرامي يستهدف استقرار المدينة ويستهدف سلامة أهلها، وهذا من واجباتنا الأساسية التي عاهدنا شعبنا وشهداءنا على تنفيذها".

وطالب البيان أهالي منبج بـ"أخذ الحيطة والحذر من استغلال بعض الخلايا الشاذة لمطالبهم المحقة، حيث يستهدفون ضرب الثقة والاستقرار في المنطقة وبث الفتنة وترويج الشائعات..".

المساهمون