استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس

نابلس

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
02 ديسمبر 2022
اصابة شاب فلسطيني بجروح بعد اطلاق الاحتلال النار عليه جنوب نابلس
+ الخط -

استشهد الشاب عمار حمدي عديلي (22 عامًا)، وأصيب آخر، مساء اليوم الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوارة، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحافي أن هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتها باستشهاد مواطن عقب إطلاق الاحتلال النار عليه في حوارة، جنوبي نابلس.

وباستشهاد عديلي يرتفع عدد الذين استشهدوا منذ بداية العام الجاري حتى اليوم إلى 214 شهيداً، بينهم 158 شهيداً من الضفة الغربية، بما فيها القدس، و52 شهيداً من قطاع غزة، إضافة إلى 4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وأكد الرئيس السابق لمجلس قروي أوصرين، جنوبي نابلس، مبارك عبد الهادي هوية الشهيد الذي قتلته قوات الاحتلال مساء اليوم في بلدة حوارة، جنوب نابلس، وهو الشاب عمار حمدي عديلي (22 عامًا)، من أوصرين.

وأشار عبد الهادي إلى أن العائلة وأهالي القرية تعرفوا إلى الشهيد من خلال الفيديوهات والصور التي نشرت خلال إطلاق النار عليه، ثم جرى إبلاغ العائلة من قبل الارتباط الفلسطيني، لكن لا توجد حتى الآن رواية واضحة حول ظروف استشهاده.

ووفق عبد الهادي، فإن الشهيد عديلي أسير محرر اعتُقل نحو عام في سجون الاحتلال، حينما كان يبلغ من العمر 18 عاماً، ويعمل في مجال المقاولات، كما أن جميع أشقائه أسرى محررون، وبقي منهم شقيقه سامر معتقلاً في سجون الاحتلال، وتبقى له شهر للإفراج عنه من اعتقال استمر نحو 5 سنوات.

من جانب آخر، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في تصريح له، أن حصيلة المواجهات التي شهدتها بلدة حوارة، جنوب نابلس، هي إصابة بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و10 حالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

وأكد جبريل أن الاحتلال منع طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر من التعامل مع الشاب المصاب الذي أعلن عن استشهاده لاحقاً (الشهيد عمار عديلي).

وحسب المعلومات، فإن قوات من "المستعربين" (جنود إسرائيليون متنكرون بملابس مدنية)، اقتحمت أحياء رأس العين وكروم عاشور المتلاصقة وحاصرت منزلًا، وتم دعمها بعشرات الآليات العسكرية والجنود للتغطية عليها وحمايتها.

وأسفرت العملية عن اعتقال شاب وإصابة آخر بجروح خطرة خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المكان.

وكانت مصادر محلية قد أفادت، في وقت سابق، بأن عملية عسكرية محدودة لجيش الاحتلال تجري في حيي رأس العين وكروم عاشور.

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة، وتتركز عمليتها العسكرية في الأحياء الشرقية للبلدة القديمة.

واندلعت مواجهات في محيط المكان بين الشبان وجيش الاحتلال، الذي رد على الحجارة والزجاجات الفارغة بإطلاق الرصاص الحي على الشبان.

وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد"، نقل إصابة خطرة بالرصاص الحي في الرأس إلى مشافي نابلس.

من جهة أخرى، أكدت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحافي، أنّ "مجاهديها تمكنوا من استهداف حاجز الجلمة المقام على أراضي شمال شرق جنين شمالي الضفة الغربية بصليات كثيفة من الرصاص".

وفي وقت لاحق، أصيب شاب فلسطيني بجروح، مساء الجمعة، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليه في بلدة حوارة، جنوب نابلس.

وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الاحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب في بلدة حوارة، وحاولت طواقم إسعاف الهلال الأحمر تقديم العلاج للشاب، لكن جيش الاحتلال منع الطواقم من الاقتراب منه.

وفي السياق، أكد الصحافي عبد الرحمن ضميدي لـ"العربي الجديد"، وهو من بلدة حوارة، أن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه الشاب (لم تعرف هويته بعد) في الشارع الرئيس لبلدة حوارة.

وتابع ضميدي أن الأهالي فشلوا في منع أحد جنود الاحتلال من إطلاق النار على الشاب، الذي كان في جدال ومشادة كلامية مع أحد الجنود، فأصيب بجروح، لم تعرف طبيعتها بعد، حيث منعت قوات الاحتلال أي أحد من الاقتراب منه، وأغلقت الشارع ومنعت أي شخص من المرور، وبعدها اعتقلته.

وبحسب ضميدي، فإن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه الأهالي ومنازلهم، ما أوقع إصابات بالاختناق.

في نفس السياق، اندلعت مواجهات، مساء اليوم الجمعة، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل قرية أوصرين جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، وهي مسقط رأس الشهيد عمار عديلي، وفق ما أكده الرئيس السابق لمجلس قروي أوصرين مبارك عبد الهادي، في حديثه لـ"العربي الجديد".

وفي السياق، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل لـ"العربي الجديد" أن المواجهات في أوصرين انتهت، وتم إسعاف 5 حالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، بشكل ميداني.

في شأن آخر، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قريتي الجلمة وفقوعة شمال شرقي جنين شمالي الضفة.

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال مساء الجمعة أربعة فلسطينيين من مخيم طولكرم شمال الضفة أثناء مرورهم عن حاجز عسكري، كما اعتقلت خمسة فتية، خلال مواجهات اندلعت في مخيم عايدة شمال بيت لحم جنوب الضفة.

استنكار محلي ودولي

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان صحافي أنّ إعدام الشاب عمار عديلي جريمة بشعة ضمن سلسلة من الجرائم التي ترتكب يومياً بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وأن هذه الجرائم التي أصبحت سياسة رسمية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تستوجب التدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان صحافي، إنّ "إعدام الشاب عديلي جريمة ضد الإنسانية وترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي في دولة الاحتلال، التي تسهل على الجنود استخدام الرصاص الحي بهدف قتل المواطنين الفلسطينيين، وتعكس بشكل واضح عُمق التعبئة والتحريض على ممارسة القتل والعنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، وتعكس حجم تفشي العقلية العنصرية الفاشية، التي باتت تسيطر على مراكز صنع القرار في دولة الاحتلال".

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه الجريمة العلنية والبشعة يجب أن تدفع الجنائية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والخروج عن  صمتها وإنهاء تحقيقاتها بسرعة، وصولاً إلى محاكمة المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، فيما طالبت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بوقف سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية، وتحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون.

في هذه الأثناء، قالت ممثلية الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في بيان صحافي، "نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد مستوى العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وأضافت أنه "في آخر 72 ساعة فقط، قُتل 10 فلسطينيين على يد قوى الأمن الإسرائيلية، فيما يبدو أنه استخدام مفرط للقوة المميتة، عام 2022 هو العام الأكثر دموية منذ عام 2006، حيث قُتل 140 فلسطينياً، ووفقاً للقانون الدولي، فإن استخدام القوة المميتة يجب أن يقتصر بشكل صارم على المواقف التي يوجد فيها تهديد خطير ووشيك للحياة، يجب التحقيق في وقوع الضحايا المدنيين وضمان المساءلة".

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
المساهمون