استخبارات غربية: هجوم إلكتروني صيني يستهدف بنى تحتية أميركية

25 مايو 2023
قالت مايكروسوفت إن الهجوم يهدد بإحداث اضطرابات في البنى التحتية (Getty)
+ الخط -

أعلنت وكالات استخبارات غربية وشركة "مايكروسوفت"، الأربعاء، أن مجموعة قرصنة صينية ترعاها الدولة، تجسّست على مجموعة كبيرة من مؤسسات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، من الاتصالات السلكية واللاسلكية، إلى مراكز النقل.

وأضافت "مايكروسوفت" في تقرير، أن التجسس استهدف جزيرة "غوام" التي تضم قواعد عسكرية أميركية استراتيجية، وأن "التخفيف من آثار هذا الهجوم قد يمثل تحدياً صعباً".

واعتادت الصين وأميركا تجسس إحداهما على الأخرى، لكن محللين يقولون إن هذه الهجمات واحدة من أكبر عمليات التجسس الإلكتروني المعروفة ضد البنية التحتية الحيوية الأميركية.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، اليوم الخميس، أن مزاعم القرصنة "حملة تضليل جماعية" من دول مجموعة الخمس عيون، في إشارة إلى مجموعة لتبادل المعلومات الاستخبارية، تضم الولايات المتحدة، وكندا، ونيوزيلندا، وأستراليا، والمملكة المتحدة.

وأشارت ماو إلى أن واشنطن أطلقت الحملة لأسباب جيوسياسية، وأن تقرير محللي "مايكروسوفت" أظهر أن الحكومة الأميركية تستخدم مؤسسات أخرى بخلاف الوكالات الحكومية في حملات التضليل، مضيفة في مؤتمر صحافي دوري في بكين: "لكن بغضّ النظر عن الوسائل المتنوعة المستخدمة، لا يمكن لشيء أن يغير من حقيقة أن الولايات المتحدة إمبراطورية القرصنة".

ولم يتضح بعد عدد المنظمات المتضررة، لكن وكالة الأمن القومي الأميركية قالت إنها تتعاون مع شركاء، من بينهم كندا ونيوزيلندا وأستراليا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي لتحديد حجم الانتهاكات.

وحذرت كندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا من احتمال استهدافهم من قبل القراصنة أيضاً.

وقال محللو "مايكروسوفت" إن لديهم "ثقة متوسطة" بأن المجموعة الصينية، التي أطلقت على نفسها "فولت تايفون"، تطوّر قدرات يمكنها تعطيل البنية التحتية للاتصالات الحيوية بين الولايات المتحدة ومنطقة آسيا خلال الأزمات المستقبلية.

وأوضح رئيس قسم تحليل التهديدات في شركة "مانديانت إنتليجنس" التابعة لـ"غوغل" جون هالتكويست، أن النشاط الصيني فريد ومثير للقلق أيضاً، لأن المحللين ليس لديهم رؤية كافية حتى الآن حول قدرة هذه المجموعة.

وفي الوقت الذي كثفت فيه الصين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية في مطالبتها بالسيادة على تايوان المتمتعة بالحكم الديمقراطي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه مستعد لاستخدام القوة للدفاع عن الجزيرة.

ويتوقع محللون أمنيون أن يحاول القراصنة الصينيون استهداف الشبكات العسكرية الأميركية، ومنشآت البنية التحتية الحيوية الأخرى، إذا غزت الصين تايوان.

وحثت وكالة الأمن القومي والوكالات الإلكترونية الغربية الأخرى، الشركات التي تدير البنية التحتية الحيوية على تحديد النشاط الضار باستخدام الإرشادات الفنية التي أصدروها.

وقالت "مايكروسوفت" إن مجموعة القرصنة الصينية نشطة منذ 2021 على الأقل، واستهدفت العديد من القطاعات، بما في ذلك الاتصالات، والتصنيع، والمرافق، والنقل، والبناء، والبحرية، والجهاز الحكومي، وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم.

وأشار مدير الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي روب جويس، إلى أن الهجمات الصينية تستخدم "أدوات شبكة مدمجة للتهرب من دفاعاتنا وعدم ترك أي أثر خلفها".

وعلى النقيض من تقنيات القرصنة التقليدية، قالت "مايكروسوفت" إن هذه المجموعة تصيب أنظمة الهدف الحالية للعثور على المعلومات واستخراج البيانات.

وتضم "غوام" منشآت عسكرية أميركية يمكن أن تؤدي دوراً أساسياً للردّ في حال اندلاع أي صراع في منطقة آسيا والمحيط الهادي. كذلك فإنها مركز اتصالات رئيسي يربط آسيا وأستراليا بأميركا، من طريق العديد من الكابلات البحرية.

وقال كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالية والمتخصص في الهجمات الإلكترونية التي ترعاها الدولة في المنطقة، بارت هوجفين إن الكابلات البحرية جعلت من "غوام" "هدفاً منطقياً للحكومة الصينية" للحصول على معلومات استخباراتية.

وأكدت نيوزيلندا أنها ستعمل على تحديد أي نشاط إلكتروني ضار من هذا القبيل في البلاد.

بدورها، قالت وزيرة الشؤون الداخلية والأمن السيبراني الأسترالية كلير أونيل، إنّ "من المهم للأمن القومي لبلدنا أن نتعامل بشفافية وصراحة مع الأستراليين في ما يخص التهديدات التي نواجهها".

وأوضحت وكالة الأمن السيبراني الكندية من جهتها، أنه لم ترد حتى الآن أي تقارير عن ضحايا كنديين لهذه القرصنة. وأضافت أن "الاقتصادات الغربية مترابطة بشدة... أُدمِج الكثير من بنيتنا التحتية بشكل وثيق ويمكن للهجوم على إحداها التأثير في الأخرى".

(رويترز)

المساهمون