استأنفت أطراف مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مساء اليوم الإثنين، الجولة الثامنة من هذه المفاوضات، بعد أن توقفت منذ الخميس الماضي، بسبب عطل أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة.
وأجرى كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، مباحثات مع منسق المفاوضات إنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وحسب التلفزيون الإيراني، فإن الطرفين بحثا استمرار الاجتماعات وأجندتها خلال الأيام المقبلة.
واستؤنفت الجولة الثامنة على وقع ارتفاع منسوب التفاؤل لدى أطراف المفاوضات في الأيام الأولى لإطلاق الجولة الأسبوع الماضي، حيث تحدثت هذه الأطراف عن حصول "تقدم" في المفاوضات، مع حديث عن الانتهاء من إعداد مسودة المسائل النووية، لكن مسودة رفع العقوبات لم تكتمل.
رفض لـ"المهل المصطنعة"
وفي تصريح له اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، ذهب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إلى أن "التقدم قد حصل في أربعة مواضيع" خلال المفاوضات، وأنها تشمل مجالات المسائل النووية، ورفع العقوبات، والتحقق منه، والضمانات. غير أنه أكد، في الوقت ذاته، أن "التقدم في مجالات تعهدات الطرف الآخر كان أقل، ولذلك اليوم الكرة في الملعب الأميركي والأطراف الغربية".
وأكد المتحدث الإيراني أن "التقدم في بعض المجالات، مثل رفع العقوبات والضمانات والتحقق من رفع العقوبات، كان أقل" من مجالات أخرى، مشددا على أن طهران لن تقبل "المهل المصطنعة".
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لـ"العربي الجديد" على أن "الطرف الآخر لا يمكنه أن يطالبنا بتعهدات نووية أكثر من الاتفاق النووي، ولا يمكنهم تنفيذ تعهداتهم أقل من الاتفاق"، لافتا إلى أن هذه الأطراف في حال وصلت إلى هذه القناعة "فحينئذ حتما بإمكاننا التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا".
وأضاف خطيب زادة، لـ"العربي الجديد": "إننا نعود مثل اليوم الأول الذي توجهنا فيه إلى فيينا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
التنازل عن "المطالب القصوى"
وانطلقت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي يوم الثاني من إبريل/نيسان الماضي.
وتُعقد المفاوضات بالأساس بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، لكن بعد رفض الأولى إجراء أي مفاوضات مباشرة مع الثانية، يتفاوض الطرفان بشكل غير مباشر، إذ يجتمع الوفد الإيراني مع بقية وفود أعضاء الاتفاق النووي، الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق، برئاسة نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، فيقوم الأعضاء الخمسة بدور ساعي البريد بين طهران وواشنطن، ويبادلون الرسائل بينهما، لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل وسط.
وانعقدت ست جولات من المفاوضات في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، والجولة السابعة التي انطلقت بعد 5 أشهر من انتهاء الجولة السادسة، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي تسلك حكومته توجها وتكتيكا مختلفا عن سلفها في المفاوضات، وهو ما ترجمته من خلال تقديم مسودتي مقترحات حول رفع العقوبات والمسائل النووية في مستهل الجولة السابعة، سجلتا تعديلات على ما توصل إليه المفاوضون خلال الجولات السابقة، وهو ما اعتبرته الأطراف الغربية "انقلابا" على المسودات السابقة.
غير أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال إن "مقترحاتنا على الطاولة، وما اقترحته إيران خلال الجولة السابعة ورفضوها اليوم باتت جزءا من نصوص المسودات".
وأضاف: "هناك نص مشترك" يتم التفاوض عليه في فيينا، معتبرا أن وجود هذا النص "سببه إدراك الطرف الغربي أنه عليه أن يتنازل عن مطالبه القصوى".