دعا نشطاء وأهالي بلدة الكسرة في ريف محافظة دير الزور الغربي، شرقي سورية، اليوم الثلاثاء، إلى احتجاجات عارمة وعصيان مدني ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تُسيطر على المنطقة، نتيجة ممارساتها القمعية ضد أهالي المنطقة، ومحاولتها اعتقال أحد وجهاء عشيرة "البكارة" بعد فصله من صفوف قواتها.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أهالي بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، أشعلوا الإطارات وقطعوا بعض الطرقات، وأغلقوا بعض المحال التجارية في البلدة، معبرين عن غضبهم تجاه ممارسات قوات قسد"، موجهين "دعوات إلى القرى والبلدات الواقعة في الريف الغربي من محافظة دير الزور إلى المشاركة في الاحتجاجات والعصيان المدني ضد قسد لتحجيم ممارساتها القمعية في المنطقة".
ديرالزور
— ملك السلطنه (@jamlyyyyy) June 7, 2022
نشطاء وأهالي من ريف ديرالزور الغربي الخاضع لسيطرة ميليشيات قسد يوجهون دعوة لعصيان مدني وقطع للطرقات، احتجاجا على ممارسات الميليشيات في المنطقة.
وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية الأحداث الأخيرة في المنطقة، خاصة بعد أن داهمت دوريات تابعة لـ "قسد" منذ أيام pic.twitter.com/sbkwxq0EbE
وأشارت المصادر إلى أنّ "الاحتجاجات جاءت عقب مداهمة قوات الكوماندوس التابعة لقسد يوم الجمعة الفائت بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، واعتقال شاب من أبناء عشيرة البكارة، وذلك في محاولة لاعتقال المدعو حاتم أبو السعود، وهو من أبناء عشيرة البكارة، والذي كان قيادياً عسكرياً ضمن صفوف مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد".
ولفتت المصادر إلى أنّ "ثلاثة عناصر من قسد أُصيبوا بجروح متفاوتة برصاص أبناء عشيرة البكارة أثناء عملية المداهمة الجمعة، من دون التمكّن من اعتقال المدعو حاتم أبو السعود، في ظل توتر أمني كبير تشهده البلدة، وانتشار شُبان مُسلحين بالقرب من منزل القيادي السابق في صفوف قسد".
وبحسب المصادر، فإنّ "قسد حاولت عدة مرات اعتقال المدعو حاتم أبو السعود، إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل نتيجة اصطفاف أبناء عشيرته خلفه"، مرجحة أنّ "أهداف قسد من اعتقال أبو السعود تأتي بعد وصفه القوات الروسية بالمجرمين والقتلة، وذلك حدث بعد أن أوقف القيادي مع عناصره دورية عسكرية روسية في ريف دير الزور الغربي في 21 أكتوبر/تشرين الأول العام الفائت".
وكانت أرياف محافظة دير الزور قد شهدت، خلال العام الحالي، احتجاجات واسعة لأبناء تلك المدن والبلدات في الريف الغربي من محافظة دير الزور، رفضاً لممارسات "قسد" بما فيها سياسة التجنيد الإجباري، ورفع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وإبعاد المُعلمين والمُعلمات أصحاب الكفاءات عن العملية التعليمية واستبدالهم بمدرسين أقل خبرة، بالإضافة إلى حملات الاعتقال التعسفية التي تقوم بها "قسد" بُحجة انتماء المستهدفين إلى خلايا تنظيم "داعش"، دون إثبات ذلك.
وكانت دورية أمنية تابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" قد اعتقلت، أمس الإثنين، في حي الشيخ مقصود بحلب، طفلين شقيقين لا تتجاوز أعمارهم الـ11 عاماً، واقتادتهما إلى أحد معسكرات الحزب بهدف التجنيد الإجباري، ولم تسمح لذويهما بزيارتهما أو معرفة مكان وجودهما.