- أثار تصريح دميتري ميدفيديف حول تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية قلقاً دولياً، ووصفت الرئاسة الروسية الفكرة بأنها غير مسؤولة، مع تحديث روسيا لعقيدتها النووية.
- أعلنت أوكرانيا وروسيا عن إسقاط طائرات مسيرة في هجمات متبادلة، وأكدت المملكة المتحدة عدم نيتها إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم مناقشات مع فرنسا.
يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً في بروكسل على مستوى السفراء، بعد إطلاق صاروخ روسي تجريبي على الأراضي الأوكرانية، ما سبّب توتراً متزايداً بين روسيا وأعضاء الحلف.
وقصفت روسيا وسط أوكرانيا الأسبوع الماضي بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، وتوعدت موسكو كييف بزيادة هذا النوع من الضربات إذا واصلت استخدام الصواريخ الغربية لاستهداف الأراضي الروسية. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين بهذه الصواريخ، معتبراً أن الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعاً عالمياً". ويأتي ذلك رداً على ضرب كييف أهدافاً عسكرية في الأراضي الروسية بصواريخ "أتاكمس" الأميركية وستورم شادو البريطانية التي يتخطى مداها بضع مئات من الكيلومترات.
وأعلنت الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع أنها تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك "قريباً" في القتال ضد القوات الأوكرانية. وفي هذا السياق، يجتمع الثلاثاء، بطلب من كييف، مجلس الناتو-أوكرانيا، وهو هيئة تم إنشاؤها في 2023 لتسهيل الحوار بين كييف وحلف شمال الأطلسي. وأشار مسؤول في الحلف إلى أن الاجتماع سيكون فرصة للبحث في "الوضع الراهن في أوكرانيا وسيتضمن إحاطات من المسؤولين الأوكرانيين عبر الفيديو".
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في مؤتمر صحافي، الجمعة الفائت، إن أوكرانيا تنتظر قرارات "ملموسة ومهمة" ضد روسيا بعد اجتماعها مع دول حلف شمال الأطلسي. وأوضح الوزير أن كييف ستطرح "كيفية الحد من قدرة روسيا على إنتاج هذا النوع من الأسلحة".
وأبدى سفراء الحلف حذراً بشأن النتائج المنشودة من هذا الاجتماع. ويتوقع أن يؤكد السفراء مجدداً أن السلاح الروسي الجديد لن يحول دون "الاستمرار في دعم أوكرانيا"، بحسب ما أفاد أحدهم. ويأتي ذلك وسط مخاوف تثيرها عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لدى أوكرانيا وأوروبا من إجبار كييف على قبول تنازلات عن الأرض، ما يمنح نصراً عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً لروسيا، ويغذي طموحات بوتين الجيوسياسية.
ميدفيدف: تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية يعني التحضير لحرب ضد روسيا
في السياق، صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، بأن التهديد بتزويد أوكرانيا بأسلحة نووية هو تحضير لحرب نووية مع روسيا. وأشار ميدفيديف في منشور على منصة تليغرام، اليوم الثلاثاء، إلى أن مسألة تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية كانت على جدول أعمال الدول الغربية. واعتبر تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية فكرة "سخيفة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ العقيدة النووية الروسية قد تم تحديثها. وقال: "وفقاً للمادة 19 من وثيقة سياسة الردع النووي الروسية، فإن التسليم الفعلي لمثل هذه الأسلحة يعادل هجوماً على بلدنا".
ومن جانبه، اعتبر متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين" ديميتري بيسكوف طرح تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية بأنه موقف بعيد عن المسؤولية. جاء ذلك في تعليق لبيسكوف في تصريحات للصحافيين حول ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق بأن "بعض مسؤولي الولايات المتحدة والدول الأوروبية عرضوا إعطاء أسلحة نووية لأوكرانيا". وقال بيسكوف: "حتى الخط الأكثر استفزازاً الذي يهدف إلى زيادة التوتر له جناح متطرف".
روسيا تعين قائداً جديداً لوحدة عسكرية كبيرة في أوكرانيا
في الشأن ذاته، ذكرت شبكة (آر.بي.سي) الإعلامية الروسية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر لم تذكرها بالاسم أن اللفتنانت جنرال ألكسندر سانشيك تم تعيينه قائداً مؤقتاً لوحدة عسكرية روسية تسمى "وحدة الجنوب". ويأتي ذلك بعد إقالة القائد السابق للوحدة، وهي واحدة من الوحدات العسكرية الكبيرة المشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا.
مدير المخابرات الروسية: موسكو ترغب في سلام راسخ وطويل الأمد في أوكرانيا
قال سيرجي ناريشكين مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء إن روسيا تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا لأن موسكو في حاجة إلى "سلام راسخ وطويل الأمد" يعالج الأسباب الجذرية للأزمة. وأضاف أن روسيا في موقع قوة في ميدان المعركة. وتابع قائلاً إن روسيا تعارض بشكل قاطع "تجميد الصراع"، مضيفاً أنها ترغب في سلام طويل الأمد وأنها منفتحة على إجراء محادثات.
موسكو وكييف تتبادلان إعلان إسقاط عشرات الطائرات المسيرة
إلى ذلك، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليغرام، اليوم الثلاثاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 76 من أصل 188 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صواريخ باليستية من طراز "إسكندر-إم" تم إطلاقها من منطقتي فورونيج وكورسك، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أن موسكو أطلقت عدداً قياسياً من الطائرات المسيرة من طراز شاهد وأخرى من طرازات مجهولة الهوية، أُطلِقت من مناطق أوريول وبريانسك وكورسك وبريمورسكو-أختارسك. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية تضرر مبانٍ سكنية والبنية التحتية الحيوية مثل شبكة الكهرباء الوطنية جراء الهجمات، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات في الـ17 منطقة التي استهدفتها الهجمات.
وتقصف روسيا المناطق المدنية في أوكرانيا بهجمات متزايدة الشدة باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ والقنابل الانزلاقية منذ منتصف عام 2024. وقال البيان إن قوات الهندسة الراديوية التابعة لسلاح الجو رصدت وتتبعت 192 هدفاً جوياً، منها أربعة صواريخ باليستية من طراز "إسكندر-إم" و188 طائرة مسيرة. وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم الجوي من قبل الطائرات ووحدات الصواريخ المضادة للطائرات ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين. ودوت صفارات الإنذار من شن هجمات جوية في منطقة كييف لأكثر من سبع ساعات خلال الليل.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الثلاثاء، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، دمرت خلال الليلة الماضية، 39 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق أراضي مقاطعات روسية عدة. وقال البيان "تم خلال الليلة الماضية، إيقاف محاولات نظام كييف لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف على الأراضي الروسية"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف البيان "دمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة 39 طائرة مسيرة أوكرانية، منها 24 طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة روستوف، و5 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، و3 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، و3 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة كورسك، وواحدة فوق أراضي مقاطعة أوريول، وواحدة فوق أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتين فوق أراضي جمهورية القرم".
لامي: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المملكة المتحدة لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، وذلك عقب ورود تقرير إخباري يشير إلى أن بريطانيا وفرنسا تناقشان هذه الاحتمالية.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن التوترات بين روسيا والغرب تصاعدت بصورة كبيرة خلال الأيام الأخيرة، عقب أن سمح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية طويلة المدى للهجوم على أهداف داخل روسيا. وذكرت صحيفة لوموند أمس الاثنين نقلاً عن مصادر لم تسمها أن فرنسا وبريطانيا" لا تستبعدان" إرسال قوات وشركات دفاعية خاصة لأوكرانيا.
وقال لامي لدى سؤاله بشأن التقرير في حوار إن موقف بريطانيا الثابت بشأن عدم إرسال قوات برية في أوكرانيا لم يتغير. وأضاف لامي لصحف لا ريبوبليكا ولوموند ودي فيلت خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا: "نحن واضحون للغاية بشأن استعدادنا واستمرارنا في دعم الأوكرانيين بالتدريب على وجه خاص، ولكن هناك موقف ثابت منذ فترة طويلة وهو أننا لن نرسل قوات بريطانية إلى الجبهة الأمامية". وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر إنه لا توجد خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، الأناضول، العربي الجديد)