اتفقت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميري ريغيف مع رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني شمال الضفة الغربية يوسي داغان، على تطوير شبكات طرق في الضفة وخاصة في شمالها، على أن يبدأ العمل بها في الصيف المقبل 2024، وذلك ضمن خطة زيادة عدد المستوطنين في الضفة.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، بأنّ "الهدف المعلن للمستوطنين اليوم هو تجاوز المليون مستوطن في الضفة الغربية، من أجل فرض أمر واقع، والقضاء على أي تسوية سياسية مستقبلية، تشمل إخلاء مستوطنات".
وبحسب الموقع، فإنّ "جزءًا من الطريق لتحقيق ذلك، الاستثمار في الموارد والبنى التحتية من أجل تشجيع الناس (الإسرائيليين) على الانتقال للعيش في المستوطنات.. يريدون القيام بذلك، من خلال زيادة محاور الطرق والشوارع الموصلة إلى المستوطنات وبينها".
ومن الأعمال المخطط لها توسيع شارع 505 الواصل بين مفترق مستوطنة أرئيل المقامة على أراضي قرى وبلدات سلفيت، وحتى مفترق مستوطنة تبوح (زعترة جنوب نابلس)، بتكلفة تصل إلى 500 مليون شيكل، إضافة إلى توسعة شارع 5 من مفترق مستوطنة تبوح حتى مفترق بتسلئيل وشارع الأغوار بتكلفة مليار ونصف المليار شيكل. (الدولار يساوي نحو 3.8 شيكل).
ويندرج توسيع الطريق رقم 5 ضمن سلسلة بناء طرق التفافية وواسعة، كجزء من نهج حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتسريع الاستيطان، إذ افتتح في الآونة الأخيرة، طريق العروب الالتفافي في مستوطنة غوش عتصيون، فيما من المتوقع افتتاح طريق حوارة الالتفافي في نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بالإضافة إلى طرق التفافية أخرى.
وأصدرت الوزيرة ريغيف، التي تجوّلت في شمال الضفة الغربية إلى جانب داغان، أمس الأربعاء، تعليماتها للفرق المهنية بمباشرة التخطيط المفصّل للشوارع، من أجل البدء بتطويرها.
من جانبه، قال رئيس المجلس الاستيطاني شمال الضفة، إنّ "الطريق إلى المليون (مستوطن) في الشومرون (شمال الضفة) تمر عبر البناء، والحفاظ على الأراضي، والأهم تطوير البنى التحتية للشوارع.. منذ سنوات، أعمل مع الوزيرة ريغيف من أجل التقدّم بهذه القضية الاستراتيجية من أجل توسيع شارع 5 حتى الأغوار".
وكشف موقع "يديعوت أحرونوت"، في أغسطس/ آب المنصرم، أنّ المجلس الإقليمي الاستيطاني شمال الضفة قد وضع خطة لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في المستوطنات الحالية ومستوطنات مستقبلية، تطمح إلى زيادة عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن، بالإضافة إلى توفير مختلف المرافق لهم، على غرار إقامة مطار وسكة حديدية ومستشفى وغيرها من الخدمات.
ولفت الموقع إلى أنّ المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة يرون أنّ الحكومة الحالية تشكّل فرصة لن تتكرر بالنسبة لهم لتنفيذ مخططاتهم، وعليه ارتفع سقف طموحاتهم لتحقيق أكبر قدر منها.
ووفقاً الموقع، فإنّ أبرز ما تشمله الخطة هو توسيع عدد من المستوطنات إلى "مدن"، وإقامة مستوطنات جديدة، وكذا إقامة سكة حديد لقطار يربط المستوطنات بمناطق الشمال والوسط داخل الخط الأخضر، بالإضافة إلى توسيع الشوارع، وإقامة مركز طبي ومطار، وبناء مناطق صناعية، وغيرها من الخدمات.
ومن المستوطنات التي سيتم توسيعها بحسب المخطط هي مستوطنات إيتمار، وتسوفيم، وسالعيت، وأفني حيفتس. كما تشمل الخطة المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي يعمل المستوطنون على تطويرها، مثل مستوطنة حومش المخطط لها أن تضم 15 ألف مستوطن، والمستوطنات الأخرى التي تم إخلاؤها في إطار "خطة فك الارتباط" مثل كيديم وغانيم.
ومن بين المستوطنات التي ترمي الخطة لتحويلها إلى "مدينة" هي مستوطنة تعناخ في شمال الضفة الغربية، والتي يمكن أن تضم مستقبلاً نحو 30 ألف مستوطن.
وتقر الخطة كذلك بناء "مدينة شامير"، لتكون مستوطنة جديدة في جنوب غرب الضفة الغربية المحتلة، وسيكون احتياطي الأراضي فيها قادراً على استيعاب أكثر من 100 ألف مستوطن.