اتصالات أوروبية مكثفة مع إيران لثنيها عن الرد على إسرائيل

12 اغسطس 2024
صورة للرئيس الإيراني (يمين) وهنية في طهران / 1 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصاعد التوترات الدبلوماسية بين إيران وأوروبا**: تكثفت الاتصالات الأوروبية مع إيران لثنيها عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية. أجرى المستشار الألماني مباحثات مع الرئيس الإيراني حول التصعيد والعلاقات الثنائية، وأكد بزشكيان حق إيران في الرد وفق المقررات الدولية.

- **مواقف إيران تجاه الأوضاع في غزة**: دعا الرئيس الإيراني الدول الأوروبية لإنهاء حرب الإبادة في غزة، وأكد ضرورة توسيع العلاقات الإيرانية الأوروبية. كما دعا الفاتيكان لوقف جرائم إسرائيل.

- **تعزيز العلاقات الإيرانية الصينية**: بحث وزير الخارجية الإيراني مع نظيره الصيني تعزيز العلاقات الاستراتيجية وتنفيذ وثيقة التعاون المشترك. أدانت الصين اغتيال هنية ودعمت جهود إيران القانونية.

في ظل تقارير استخباراتية أميركية وإسرائيلية تشير إلى قرب الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، تصاعدت الاتصالات الدبلوماسية الأوروبية مع إيران في محاولة لثنيها عن الرد على إسرائيل. وفي أحدث هذه الاتصالات، أجرى المستشار الألماني فرانك فالتر شتاينماير، مساء اليوم الاثنين، مباحثات هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تناولت التصعيد الأخير في المنطقة وسبل احتوائه، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكّد الرئيس بزشكيان، خلال الاتصال، رداً على حديث المستشار الألماني بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وحل الخلافات، أن "إيران ترحب بتوسيع التعاون مع جميع الدول، وتؤمن بحل المشكلات عبر التفاوض، لكنها لن تستسلم للضغوط والعقوبات والغطرسة والاعتداء"، مشيراً إلى أن إيران تعتبر من حقها، وفق المقررات الدولية، الرد على المعتدين.

وشدد الرئيس الإيراني على أن الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم هو من سياسات بلاده "المحورية"، داعياً الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، إلى لعب دور مؤثر في إنهاء حرب الإبادة في غزة، بدلاً من دعم الكيان الإسرائيلي. كما لفت إلى الأوضاع الكارثية في غزة وجرائم الاحتلال هناك.

وفي السياق ذاته، أكد بزشكيان ضرورة إزالة العقبات التي تعترض تطوير العلاقات الإيرانية الأوروبية، داعياً إلى توسيع هذه العلاقات على أساس "الصداقة وبناء الثقة المشتركة والاحترام المتبادل".

من جهته، شدد المستشار الألماني على أهمية تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشيراً إلى ضرورة استتباب الأمن في المنطقة، ووقف الحرب والعنف في غزة، مع الدعوة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وفي وقت سابق اليوم، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، التأكيد في مباحثات هاتفية مع رئيس وزراء دولة الفاتيكان بيترو بارولين، أن اغتيال هنية في طهران "يتعارض مع جميع القواعد الإنسانية والحقوقية". وكرر القول إن إيران وفق جميع القوانين والمقررات الدولية "تحتفظ بحقها في الدفاع والرد على المعتدي"، مشدداً في الوقت نفسه على مواقف بلاده في "تجنب الحرب والرقي بالسلام والأمن العالميين".

ودعا بزشكيان إلى "دور أنشط للفاتيكان لوقف جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة ورفع حصارها وإرسال المساعدات إلى سكانها من خلال المشاورات مع الأوساط الدولية ومنظمات حقوق الإنسان"، مؤكداً أن "حرب الإبادة الجماعية وقتل النساء والأطفال في غزة والاغتيالات الجبانة في دول المنطقة واستهداف المستشفيات والمدارس التي تؤوي اللاجئين هي جزء من الممارسات الإجرامية" للاحتلال. واتهم الولايات المتحدة ودول غربية والمنظمات الدولية بتشجيع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والاغتيالات.

من جهته، ثمن أمين سر دولة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بيترو بارولين مواقف الرئيس الإيراني في التعامل البناء مع العالم والحفاظ على السلام والأمن فيه، مؤكداً ضرورة وقف فوري لقتل المدنيين في غزة واستتباب وقف فوري لإطلاق النار فيها، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.
 

في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري، اليوم الاثنين، مباحثات هاتفية مع وزير خارجية الصين وانغ يي، لبحث تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية، مؤكداً أهمية استمرار مسار تعزيز وتوسيع "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين في سياق التنفيذ الكامل للوثيقة الشاملة للتعاون المشترك المبرمة عام 2020 بينهما، وكذلك استمرار المشاورات بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار باقري إلى "مذبحة مدرسة التابعين في غزة السبت الماضي، ومقتل العشرات من المدنيين"، قائلاً إن "الأعمال الإجرامية والإرهابية للكيان الصهيوني في الهجوم على اليمن وبيروت، وخاصة الاعتداء في طهران عبر الاغتيال، تسببت في توسيع نطاق التوتر والحرب إلى خارج الأراضي المحتلة، وهو ما يؤدي إلى خرق الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم". وجدد التأكيد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "لها الحق الذاتي والمشروع في الدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية أمام العدوان الصهيوني".

من جانبه، أشار وزير الخارجية الصيني إلى أهمية العلاقات مع إيران واصفاً إياها "بالاستراتيجية بعيدة المدى". كما أعرب عن "رغبة الصين في تعزيز هذه العلاقات في عهد الحكومة الإيرانية الجديدة على جميع الأصعدة والمجالات". ووصف وانغ يي استهداف مدرسة التابعين في غزة بأنه "صادم"، قائلاً إن دول العالم متفقة أكثر من ذي قبل على تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكد أن الصين "تدين بشكل قوي" عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في إيران"، مبيناً أنها "خرق كبير للقواعد الدولية والاعتداء على السيادة الوطنية وعزة إيران". وأكد أن "العملية أضرت بالجهود لوقف إطلاق النار والاستقرار والأمن في المنطقة، وأن الصين تتفهم توجهات الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق بيان للخارجية الإيرانية. إلى ذلك، أشار وزير الخارجية الصيني إلى "الجهود الدولية لوقف المواجهات وتوفير ظروف لازمة لوقف إطلاق نار مستدام وشامل في غزة، وأن الصين تدعم الجهود القانونية الإيرانية للدفاع عن سيادتها وأمنها وعزتها الوطنية وترغب في تواصل وثيق مع إيران لأجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".

المساهمون