أمير عبد اللهيان لكبير منسقي مفاوضات فيينا: الاتفاق رهين مراعاة جميع خطوطنا الحمراء

04 مارس 2022
وزير الخارجية الإيراني: مستعدون لإكمال اتفاق جيد وعاجل (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، في محادثات هاتفية مع كبير منسقي مفاوضات فيينا ومفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن بلاده على استعداد لـ"إكمال الاتفاق الجيد والعاجل في أقرب وقت ممكن"، مستدركاً أن "استعجال الطرف الغربي لا يمكنه أن يمنع مراعاة خطوطنا الحمراء".

وفيما تحدثت وسائل إعلام إيرانية، أمس الجمعة، عن قرب التوصل إلى اتفاق، مرجحة زيارة وزراء خارجية أطراف المفاوضات إلى فيينا الأسبوع المقبل لإزاحة الستار عن الاتفاق، أكد وزير الخارجية الإيراني أن "ذهاب وزراء الخارجية إلى فيينا والإعلان عن الاتفاق النهائي يتوقف على مراعاة جميع خطوطنا الحمراء، منها مسألة الضمانات الاقتصادية المؤثرة".

وأضاف أمير عبد اللهيان أن كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري كني والوفد المرافق له على "تشاور مستمر مع جميع الوفود في فيينا"، مشيراً إلى أنه "يواصل جهوده للتوصل إلى اتفاق جيد ونهائي".

وأعرب الوزير الإيراني عن استعداده للذهاب إلى فيينا "عندما تقبل الأطراف الغربية خطوطنا الحمراء المتبقية المعلنة".

بريطانيا: اتفاق بشأن النووي الإيراني في متناول اليد والمفاوضون الأوروبيون يتشاورون مع الوزراء

من جهتها، أعلنت رئيسة الوفد البريطاني أن الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يجرون مفاوضات في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني سيعودون إلى عواصمهم للتشاور، معتبرة أن التوصل إلى اتفاق "بات في متناول اليد".

وأوضحت ستيفاني القاق، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس": "نحن قريبون (من اتفاق). مفاوضو ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة سيغادرون قريبا لتقييم الوضع مع الوزراء. ونحن مستعدون للعودة قريبا".

وكان مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أكد أن "معظم المطالب الإيرانية أخذت بعين الاعتبار في الاتفاق"، لافتاً إلى أن "المفاوضات في تقدم وعلى طريق التوصل إلى نتيجة نهائية".

وتأتي المحادثات الهاتفية بين أمير عبد اللهيان وبوريل في لحظة حساسة بمفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وبعد تقلص الخلافات إلى حد كبير، وقرب التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي. غير أن ثمة قضايا عالقة قليلة حالت حتى الآن دون إكمال مسودة الاتفاق النهائي.

المندوب الروسي يتوقّع اتفاقًا منتصف الأسبوع المقبل

من جانبه، قال ميخائيل أوليانوف، كبير المفاوضين الروس في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والدول الكبرى، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق في منتصف الأسبوع المقبل.

وقال أوليانوف للصحافيين "في حدود ما أعلم، الإيرانيون غير مستعدين لمحادثات مباشرة (مع الولايات المتحدة)". ومضى قائلاً "سيكون لدينا اتفاق ربما في منتصف الأسبوع المقبل. نتحدث عن الخطوات الأخيرة قبل اجتياز خط النهاية".

ملفات عالقة

والاثنين الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن ثلاث قضايا متبقية، مشيراً إلى أنها تتمثل في نطاق العقوبات التي يجب أن ترفع، والضمانات والخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تحقيقات الوكالة حول أربعة مواقع إيرانية، مشتبه بممارسة أنشطة نووية غير معلنة فيها بعد العثور على مواد نووية خلال العام الماضي.

وتشكل هذه الخلافات أبرز القضايا المتبقية أمام المفاوضات، حيث تصر إيران على ضرورة إنهاء هذه التحقيقات في أي اتفاق، غير أن الجانبين، الأميركي والأوروبي، يرفضان هذا الطلب.

ومن المقرر أن يلتقي المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي، غداً السبت، مع المسؤولين الإيرانيين لإجراء مباحثات في طهران بشأن هذه الخلافات.

وسيلتقي غروسي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ومسؤولين إيرانيين آخرين.

خريطة طريق

وكشفت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا عن أن زيارة غروسي إلى طهران تأتي على وقع "تقدم كبير" شهدته المباحثات بينه وبين المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، خلال هذا الأسبوع في فيينا، مشيرا إلى أن الطرفين تمكنا من حل قضية أحد المواقع الأربعة.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن المباحثات بين إيران والوكالة الدولية اقتربت من الوصول إلى "خريطة طريق لإنهاء الخلافات خلال فترة زمينة محددة بعد بدء تنفيذ الاتفاق المحتمل" لإحياء الاتفاق النووي.

ولفتت المصادر إلى أن مباحثات غروسي مع المسؤولين الإيرانيين في طهران ستركز على إكمال الخريطة والتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن الخلافات بين الطرفين في طريقها إلى اتفاق ما يزيل أهم عقبة أمام اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.

وكشفت المصادر عن "موافقة أميركية مبدئية" لإخراج الحرس الثوري من قائمة "الإرهاب" الأميركية، مضيفة أن واشنطن وافقت قبل عدة أيام على رفع العقوبات عن مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

أشارت المصادر إلى أن "من مجموعة 1500 عقوبة أميركية، وافقت واشنطن على رفع أكثر من 1100 إجراء حظر".

وأوضحت المصادر أن مسألة الضمانات التي طرحتها إيران شرطاً لأي اتفاق محتمل "قد حلت قبل عودة كبير المفاوضين الإيرانيين (علي باقري كني) إلى طهران الأسبوع الماضي، وذلك من خلال الموافقة الأميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطورة في الداخل، وعدم تدميرها أو نقلها إلى الخارج، بحيث تعاود طهران تشغيلها إذا لم ترفع العقوبات عمليا، أو إذا انسحبت واشنطن مرة أخرى من الاتفاق".

غير أن هذه المصادر المطلعة المواكبة للمفاوضات في فيينا كشفت عن أن الجانب الإيراني، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، "عاد وطرح مرة أخرى مسألة الضمانات لتحصيل المزيد من التنازلات من الطرف الغربي".

وتابعت أن الحرب الروسية على أوكرانيا "سرّعت وتيرة التوصل إلى اتفاق في فيينا خلال الأيام الأخيرة والتجاوب الغربي مع المطالب الإيرانية المتبقية".

وأكدت المصادر أن الطرف الإيراني "يركز حالياً على الحصول على ضمانات اقتصادية"، مرجحة الإعلان عن اتفاق بعد عودة غروسي من طهران مطلع الأسبوع المقبل، "في حال الانتهاء من القضايا العالقة القليلة المتبقية ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق".

وكشفت عن أنه في حال التوصل إلى حلول للقضايا المتبقية خلال اليومين المقبلين، "فإما سيعلن عن الاتفاق في اجتماع افتراضي أو حضوري لوزراء الخارجية في فيينا"، مشيرة إلى أن "الجانب الإيراني ما زال يرفض مشاركة وزير الخارجية الأميركي (أنطوني بلينكن) في الاجتماع".

وعزت السبب إلى أن طهران تؤكد أن واشنطن "لن تتمكن من العودة إلى الاتفاق النووي واجتماعات اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق إلا بعد تنفيذها التزاماتها بالاتفاق".

وفيما تحدثت أنباء، أمس الخميس، عن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، غرّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قائلاً إن "مفاوضات فيينا مستمرة"، مضيفاً أن "الأنباء الجيدة المبكرة لن تكون بديلة عن اتفاق جيد".

وشدد خطيب زادة على أن "لا أحد يمكنه القول إن الاتفاق قد أنجز. حلّ جميع المسائل المهمة المتبقية بحاجة إلى جهود مضاعفة. الآن الجميع يركزون على الخطوات الأساسية النهائية".

المساهمون