إيران: سنواصل تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% حتى إن رفعت العقوبات

25 فبراير 2022
تتواصل الجولة الثامنة والأخيرة من مفاوضات فيينا (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اليوم الجمعة، أن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة حتى بعد رفع واشنطن العقوبات عنها.

وقال إسلامي، في تصريحات أوردتها وكالة "فارس" الإيرانية، إن "تخصيب اليورانيوم مستمر اليوم بالحد الأقصى 60 %، وهو ما دفع الغربيين إلى طاولة التفاوض على عجالة. مع إلغاء العقوبات أيضاً سيستمر التخصيب بـ20% و5%". 

وأكد المسؤول الإيراني أن "القدرات (الإيرانية) في مجال التخصيب وصلت إلى مستوى عال، فأي قرار يتخذه النظام سيكون قابلاً للتنفيذ"، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية تعهدت "خطياً" بعدم الانسحاب من الاتفاق المحتمل وتنفيذها التزاماتها، "لكن ثمة قضايا أخرى عالقة" بالمفاوضات. 

وتأتي تصريحات إسلامي بشأن استمرار تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% بعد رفع العقوبات، فيما ينص الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يجري حالياً التفاوض بشأن إحيائه في فيينا، على عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم أكثر من 3.67 في المائة. 

وكسرت طهران الحد المسموح به في الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم من خلال رفعه يوم السابع من يوليو/تموز 2019 من 3.67 % إلى 4.5 % في إطار خفض التعهدات النووية رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق عام 2018.

ولم تكتف إيران بذلك، لتقوم برفع النسبة إلى 20 في المائة اعتباراً من الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2020، في منشأة "فوردو" على بعد 130 كيلومترا عن العاصمة طهران جنوباً، تنفيذاً للبند الأول بقانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات"، فضلاً عن رفعها النسبة يوم 13 إبريل/نيسان الماضي إلى 60 في المائة، رداً على الهجوم الذي استهدف منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في اليوم الذي قبله، مع توجيهها اتهامات لإسرائيل بتنفيذه. 

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الجمعة، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده "لن تتنازل في مفاوضات فيينا عن خطوطها الحمراء". 

عن الحرب الروسية على أوكرانيا، أعرب وزير خارجية إيران عن أمله في حل الأزمة "عبر الطرق السياسية"، مؤكداً أن "تأمين أمن وسلامة المواطنين الإيرانيين المقيمين في أوكرانيا يشكل أولوية جادة" لإيران، ومع القول إنه "نتوقع توفير ظروف لخروجهم الآمن". 

وتطرق أمير عبداللهيان خلال الاتصال مع لافروف إلى مسودة قرار بمجلس الأمن الدولي لإدراج جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن الحليفة لطهران، على قائمة الإرهاب، معتبراً الخطوة "مخربة". ودعا إلى "ضرورة وقفها". 

من جهته، قال الوزير الروسي، حسب إفادة صحافية للخارجية الإيرانية، إن موسكو لطالما دعمت مواقف إيران خلال المفاوضات، مؤكداً أن هناك "تعاون جيد مع أصدقائنا الإيرانيين في فيينا وسنواصل هذا التعاون".

وتتواصل الجولة الثامنة والأخيرة من مفاوضات فيينا في ظل أجواء يخيم عليها الترقب والتفاؤل الحذر، حيث يبحث المفاوضون القضايا العالقة "الأكثر حساسية" التي تقول إيران إنها "من خطوطها الحمراء"، وحديث الاتحاد الأوروبي عن أن "النتيجة غير واضحة بعد". 

وعلى وقع ذلك، عاد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، مساء الأربعاء، إلى العاصمة طهران للتشاور.

ومن المقرر أن يعود باقري كني إلى فيينا بعد أيام قليلة، غير أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، يتواجد حالياً في فيينا لبحث الخلافات بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشكل إحدى أهم القضايا المتبقية.

وأجرى كمالوندي، اليوم الجمعة، مباحثات مع المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، في فيينا.  

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، قال على "تويتر"، أمس الخميس، إن من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي جيد مع القوى الغربية بسبب التقدم الكبير الذي أحرز في مفاوضات فيينا، لكنه أوضح أن المرحلة النهائية ستتطلب "قراراً سياسياً من الغرب". 

وأضاف شمخاني: "لحل القضايا المهمة للغاية المتبقية، فإنه من الضروري صدور قرار سياسي غربي لتحقيق التوازن في الاتفاق". 

وحول ملف المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا، شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مساء الخميس، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فيلاديمير بوتين، على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى اتفاق مستدام"، مشيراً إلى أن "الضمانات المعتبرة وإنهاء المزاعم السياسية (حول برنامج إيران النووي) وإلغاء حقيقيا للعقوبات من ضروريات التوصل لاتفاق مستدام". 

من جهته، قال بوتين إن إيران "تتعاون بشكل نشط" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً على استمرار المشاورات الثنائية بشأن مفاوضات فيينا. 

وكانت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا قد كشفت، الثلاثاء الماضي لـ"العربي الجديد"، عن أن "أهم القضايا المتبقية تتمثل في نطاق العقوبات وطريقة رفعها، ورفع الحظر عن الحرس الثوري، والخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية" بشأن أربعة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها. 

وأضافت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن "أهم موضوع متبق في الجزء النووي هو الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقالت هذه المصادر إن "طهران تطالب بضرورة إغلاق ملف تحقيقات الوكالة" بشأن أربعة مواقع غير نووية سبق أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت فيها على "مواد نووية"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ترفض هذا الطلب.