إيران تنفذ حكم إعدام جديداً رغم التنديد الدولي​​​​​​​

20 مايو 2023
تنديد متواصل بأحكام الإعدام في إيران (جيني ماثيوز/ Getty)
+ الخط -

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية أنها نفذت، فجر اليوم السبت، حكم إعدام صدر بحق مواطن إيراني أدين بإدارة شبكة فساد وتهريب إيرانيات إلى الخارج لممارسة الدعارة، فيما تتواصل موجة التنديد الدولي بموجة الإعدامات التي تشهدها إيران في الوقت الحالي.

وأورد المركز الإعلامي للسلطة القضائية أنّ المواطن الذي أُعدم، ويُدعى شهروز سخنوري، المعروف بـ"إلكس"، أدار شبكة تهريب الإيرانيات إلى الإمارات وماليزيا بهدف ممارسة الدعارة.

وأضاف أنّ المتهم وثلاثة آخرين اعتُقِلوا عام 2020 بمساعدة الشرطة الدولية (إنتربول).

كذلك نشرت وكالات أنباء رسمية وشبه رسمية إيرانية، اليوم السبت، مقاطع مصورة عن "اعترافات" إلكس بإدارة شبكة فساد وتهريب الإيرانيات إلى الخارج.

من جانبها ذكرت منظمة "هه نجاو" لحقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج أنّ السلطات الإيرانية أعدمت اليوم السبت، أربعة مواطنين آخرين.

وأضافت المنظمة، في بيان لها، أنّ ثلاثة مواطنين تم إعدامهم في سجن قزلحصار في مدينة كرج غربي العاصمة طهران، بعدما حكم عليهم بالإعدام قبل خمس سنوات بتهمة تهريب المخدرات.

وأشارت المنظمة أيضاً إلى إعدام السلطات اليوم السبت مواطناً آخر في سجن بمدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد.

تجمعات وتنديدات

وبعد إعدام السلطات الإيرانية، فجر أمس الجمعة، ثلاثة شبان بتهمة قتل ثلاثة عسكريين في أثناء الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، شهدت إيران أمس تجمعات احتجاجية في عدة مدن، منها تجمع للمصلين في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، فضلاً عن تجمعات ليلية محدودة في طهران وأصفهان مع رفع البعض هتافات ليلية من أسطح المنازل والشرفات، وفقاً لفيديوهات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورفع المحتجون هتافات سياسية ضد السلطات والمسؤولين الإيرانيين، منددين بالإعدامات الأخيرة في البلاد.

وشهدت إيران خلال الأسابيع الأخيرة موجة إعدامات طاولت، بحسب إعلان السلطات، متهمين بـ"تهريب المخدرات" و"الإساءة إلى المقدسات" و"الإرهاب والحرابة". غير أنّ هذه الإعدامات واجهت انتقادات داخلية وتنديدات دولية وسط تساؤلات عن تنفيذها في توقيت متقارب، إذ إنها تأتي بعدما شهدت البلاد خلال الشهور الماضية احتجاجات واسعة على وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيّد بقواعد الحجاب.

وترفض السلطات ووكالات الأنباء الرسمية الإيرانية الانتقادات والتنديدات الدولية، معلنة أنّ من أعدموا صدرت بحقهم أحكام قضائية بعد عدة محاكمات، واصفة المنتقدين والمنددين بالإعدامات بأنهم "حماة الإرهابيين".

وقال المركز الإعلامي للجهاز القضائي الإيراني، الجمعة، إنّ الجهاز أعدم ثلاثة رجال، هم صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي كردسفلي، مضيفاً أنهم نفذوا "هجوماً إرهابياً مسلحاً" في أثناء الاحتجاجات في أصفهان، أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن، هم إسماعيل جراغي ومحسن حميدي ومحمد كريمي.

وأضاف المركز أنّ هؤلاء نفذوا الهجوم بـ"تنسيق مشترك مسبق"، مشيراً إلى أنهم واجهوا تهماً باستخدام الأسلحة و"الحرابة بهدف تقويض أمن البلاد والتواطؤ لارتكاب جرائم ضد الأمن الداخلي والانتماء والتعاون مع زمرة المنافقين"، وهي تسمية تستخدم في الأوساط الإيرانية الرسمية في الإشارة إلى منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة المصنفة في إيران بأنها "منظمة إرهابية".

وأطلقت أسر الإيرانيين الثلاثة نداءات خلال الأيام الأخيرة للمطالبة بوقف تنفيذ إعدامهم، مع نفي تورطهم في مقتل العسكريين واعتبار اعترافاتهم أنها "جاءت تحت التعذيب"، فضلاً عن مطالبة دول، منها الولايات المتحدة، إيران بعدم تنفيذ تلك الأحكام.

ودان مكتب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، بشدة، إعدام الإيرانيين الثلاثة، مطالباً السلطات الإيرانية بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام والتزام التعهدات الدولية واحترام حق حرية التعبير والتجمع السلمي.

كذلك دعا مكتب بوريل إلى ضمان "محاكمة عادلة" للمتهمين في إيران وعدم تعريضهم لـ"أي شكل من أشكال سوء المعاملة".

وفي تغريدة، دان وزير الخارجية الهولندي، فوبكه هويكسترا، إعدام الشبان الثلاثة، مؤكداً أنّ بلاده ستسعى لدفع الاتحاد الأوروبي إلى إبداء "رد فعل جاد" تجاه الإعدامات، وفرض عقوبات جديدة مرتبطة بحقوق الإنسان.

إلى ذلك، اتهمت الخارجية السويسرية الحكومة الإيرانية بأنها ردت بـ"عنف" على مطالب الشعب الإيراني بـ"احترام حقوق النساء وحرية التعبير"، مشيرة إلى أنها ستبذل جهوداً لاحترام حقوق الإنسان وخفض التوتر.

وعلّق متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على الإعدامات في إيران بوصف المحاكمات بأنها "صورية"، قائلاً إنّ "من الواضح أنّ النظام الإيراني لم يتعلّم شيئاً من الاحتجاجات".

كذلك وصفت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، في تغريدة، إعدام مجيد كاظمي وسعيد اليعقوبي وصالح ميرهاشمي بأنه "مثال على وحشية النظام ضد شعبه"، قائلة: "إننا ندين عمليات القتل البشعة هذه بأقوى العبارات".

من جهته، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تصريح صحافي اليوم السبت، نشرته وكالات الأنباء الإيرانية، على التنديدات الغربية بالإعدامات واعتبرها "تدخلاً جديداً"، ودان المواقف الأميركية والأوروبية بهذا الخصوص.

وقال كنعاني "من الأفضل أن يستمع الساسة الغربيون إلى احتجاجات مواطنيهم وأن يخصّصوا أوقاتهم لتحقيق حقوقهم الإنسانية ومطالبهم بدلا من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتظاهر بمظهر إنساني"، على حد زعمه.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "أوروبا وأميركا غير مخولتين قانونيا وقضائيا وأخلاقيا بإبداء الرأي تجاه القضايا القضائية وحقوق الإنسان في بقية الدول"، متهما هذه الدول بـ"انتهاك سافر لحقوق الإنسان لبقية الشعوب ومواطنيها".

المساهمون