إيران تعترض على تصريحات الرئيس الأذربيجاني: توتر بين طهران وباكو

28 سبتمبر 2021
علييف انتقد المناورات العسكرية الإيرانية على حدود بلاده (Getty)
+ الخط -

تشهد العلاقات الإيرانية الأذربيجانية توتراً ملحوظاً هذه الأيام، على خلفية عبور شاحنات إيرانية منطقة كارباخ واحتجاز سائقين إيرانيين، ومناورات عسكرية أجرتها القوات الإيرانية قرب الحدود مع دولة أذربيجان

وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، نشرتها أمس الإثنين، انتقد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عبور شاحنات إيرانية إلى كاراباخ عبر ممر لاتشين نحو منطقة خانكندي، واصفاً العبور بأنه "غير قانوني"، فضلاً عن انتقاده مناورات عسكرية للحرس الثوري الإيراني على الحدود مع أذربيجان.  

واليوم الثلاثاء، علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على تصريحات علييف، قائلاً إنها "تدعو للاستغراب"، وأضاف أن "هناك علاقات جيدة ومحترمة بين البلدين وقنوات مألوفة للتواصل على أعلى المستويات، لكن الإدلاء بالتصريحات بهذه الطريقة يدعو للاستغراب".

وأوضح زادة أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ونظيره الأذربيجاني، جيهون بايراموف، أجريا مباحثات "جادة ودقيقة" على هامش المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، و"اتفقا على مواصلة الحوار على أرضية مناسبة".

وبشأن مناورات الحرس الثوري الإيراني الأخيرة شمال غربي البلاد على الحدود، قال خطيب زادة إن "تلك مسألة سيادية وجاءت لأجل الهدوء والاستقرار في المنطقة"، مضيفا أنه "من الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل بوجود الكيان الصهيوني الاستعراضي قرب حدودها، وفي هذا السياق ستفعل ما يلزم حفاظا على أمنها القومي"، في إشارة إلى العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية.  

وكانت الخارجية الأذربيجانية، قد استدعت خلال الشهر الماضي، السفير الإيراني في باكو، عباس موسوي، مسلمة إياه مذكرة احتجاج على دخول شاحنات إيرانية إلى كاراباخ من دون إذن رسمي، متجهة نحو أرمينيا، فضلا عن قيام السلطات الأذربيجانية باعتقال سائقين إيرانيين. 

وفي مقابلته مع وكالة الأناضول، أبدى الرئيس الأذربيجاني استغرابه من المناورات العسكرية للحرس على الحدود مع بلاده، قائلا إن "هذا حدث عجيب للغاية، لأن مثل هذه الخطوة لم تحدث خلال ثلاثين عاما من استقلال أذربيجيان. طبعا، أي بلد يمكنه إجراء مناورات عسكرية داخل أراضيه وهذا حق سيادي له. لكن السؤال هنا: لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟ هذه أسئلة شعب أذربيجان وليست أسئلتي. فالأذريون في أنحاء العالم يتساءلون عن ذلك".

وتابع علييف أن "السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تنفذ هذه التمرينات خلال فترة الاحتلال؟... لماذا تجرى بعد تحرير هذه الأراضي وإنهاء ثلاثين عاما من الأسر والاحتلال؟ هذه أسئلة مشروعة".
أما عن عبور الشاحنات الإيرانية إلى كاراباخ، قال علييف إنه "غير قانوني وحدث مرارا خلال فترة الاحتلال" في إشارة إلى الاحتلال الأرميني لهذه المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده أبدت اعتراضها على ذلك للجانب الإيراني عبر قنوات مختلفة. 

والشاحنات الإيرانية، حسب إعلان السلطات الأذربيجانية، تعبر إلى أرمينيا وكاراباخ عبر ممر لاتشين الرابط بين نارغورني كاراباخ وأرمينيا، والذي تسيطر عليه القوات الروسية لحفظ السلام منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا بعد حرب بين الطرفين خلال العام الماضي في منطقة ناغورني كاراباخ.  

وأوضح الرئيس الأذربيجاني أن "ممر لاتشين أمام أعيينا والمسافة التي تفصل بين قواعدنا العسكرية حتى الطريق المؤدي إلى خاكندي ربما 5 أو 6 أمتار ونحن لدينا أدواتنا التقنية الكافية على امتداد ممر لاتشين وأطراف شوشا وبقية المناطق. نحن عبر الكاميرات والأقمار الصناعية والمسيرات نراقب المنطقة ونرصد عبور الشاحنات الإيرانية".

وأشار إلى استدعاء السفير الإيراني خلال يوليو/تموز الماضي "لرغبتنا في حل الموضوع بصداقة"، قائلاً إن عبور الشاحنات استمر، معتبراً ذلك "إساءة للأراضي الأذربيجانية ويجب أن تتوقف".

المساهمون