إيران: تشديد قيود الإقامة الجبرية على رئيس وزراء سابق واعتقال أحد مستشاريه

26 ابريل 2023
الزعيم الإصلاحي الإيراني ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي (Getty)
+ الخط -

كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تشديد قيود الإقامة الجبرية على الزعيم الإصلاحي الإيراني ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، القابع منذ 2009 في إقامة جبرية في طهران، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية، أمس الثلاثاء، أحد مستشاريه، الناشط السياسي علي رضا بهشتي شيرازي. 

وأكدت صحيفة "جام جم أونلاين"، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، الأربعاء، عودة قيود الإقامة الجبرية على مير حسين موسوي، عازية سبب هذا الإجراء إلى بيانه الأخير خلال الاحتجاجات. 

وقالت الصحيفة إن "التقارير المتوفرة بشأن بياناته (موسوي) الأخيرة تكشف عن أن أردشير أمير أرجمند (المقيم في الخارج) من مستشاري موسوي خلال انتخابات 2009 كان من الكتّاب الرئيسيين لهذا البيان"، متهما إياه بـ"العلاقة الواسعة مع تيار النفاق"، حسب تعبيرها.  

وأضافت "جام جم" أنه "بعد البيان الأخير لموسوي، ونظراً إلى زيادة علاقات موسوي مع المرتبطين بتيار النفاق، وكونه تحول إلى عنصر للمنافقين لممارسة العمل والنشاط في الداخل، تقرر إعادة بعض قيود كانت قد رُفعت سابقا"، حسب تعبير الصحيفة. 

وفي بيان في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، خلال فبراير/شباط الماضي، أصدر موسوي بيانا، شدد فيه على إجراء تغيير في النظام السياسي الحاكم، في ظل الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني.

ورأى المعارض موسوي أن "إيران والإيرانيين في حاجة وعلى استعداد لتغيير جذري، رسمت خطوطه العريضة الحركة من أجل امرأة- حياة- حرية"، وهو الشعار الرئيسي الذي رفعه المحتجون خلال الاحتجاجات.  

واعتبر موسوي أن التحركات الاحتجاجية الأخيرة تأتي في ظل "أزمات متداخلة (...) اقتصادية، وبيئية، واجتماعية، ومشروعية، وثقافية، وإعلامية"، داعيا إلى "استفتاء حرّ وعادل بشأن الحاجة إلى صياغة دستور جديد" للبلاد.  

اعتقال مستشار موسوي

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أيضا بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت، أمس الثلاثاء، الناشط السياسي علي رضا بهشتي شيرازي، أحد مستشاري الزعيم الإصلاحي الإيراني مير حسين موسوي. 

وذكر موقع صحيفة "اعتماد" الإيرانية الإصلاحية أن لا معلومات بعد عن الجهاز الأمني الذي اعتقل بهشتي شيرازي، ولا عن الاتهامات الموجهة إليه، فضلاً عن مكان اعتقاله. 

ويعد الناشط بهشتي شيرازي من المقربين والمستشارين لرئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي، وكان يتولى منصب مدير العلاقات العامة في رئاسة الوزراء في الثمانينيات، فضلاً عن توليه رئاسة تحرير صحيفة "كلمة سبز" عام 2009.  

وكان الناشط الإيراني قد اتخذ مواقف حادة تجاه السلطات الإيرانية في الآونة الأخيرة، إذ وجه انتقادات لها في كلمة في ندوة "إنقاذ إيران" الافتراضية المنعقدة قبل أيام بمشاركة معارضين في الداخل والخارج. وانتقد بهشتي شيرازي التصريحات الإيرانية بأن الولايات المتحدة الأميركية تعيش مسار أفول، قائلا إنه "لو نظرنا إلى وضعنا لرأينا مسار الأفول بشكل أوضح". 

وأضاف بهشتي شيرازي أنه بعد الحوادث التي شهدتها إيران خلال العام الماضي "قد أغلقت نافذة الإصلاحات على ما يبدو"، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة على وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها بتهمة خرق قواعد الحجاب.

وتابع أن "التغيير أمر حتمي، علينا أن نستعد له، لكن أهم سؤال مطروح الآن هو عن تبعات هذا التغيير"، معتبرا أن أهم ما جاء في بيان مير حسين موسوي خلال الاحتجاجات الأخيرة كان عبارة "لأجل إنقاذ إيران". 

واليوم الأربعاء أيضا، أفاد موقع "جام جم أونلاين" بأنه بعد اعتقال الناشط السياسي علي رضا بهشتي شيرازي، قامت السلطات بالملاحقة القضائية لناشطين آخرين، هما علي رضا بهشتي من مستشاري موسوي أيضا، وهو نجل أحد مؤسسي الثورة الإسلامية، آية الله محمد بهشتي الذي تعرّض للاغتيال إبان الثورة، ورئيس الحملة الانتخابية لموسوي عام 2009، قربان بهزاديان نجاد. 

وأورد الموقع أن الشخصين كانا قد ألقيا محاضرة في ندوة "الحوار لأجل إنقاذ إيران" الافتراضية، مشيراً إلى أن الندوة بحثت إسقاط النظام وتأسيس مجلس المؤسسين وإعداد دستور جديد. 

واتّهم المصدر الإيراني، الناشطين بالعلاقة مع المعارض أردشير أميرأرجمند، المقيم في فرنسا، والذي كان كبير مستشاري موسوي أيام الانتخابات عام 2009. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص كانوا منظري تخطي مير حسين موسوي نظام الجمهورية الإسلامية. 

تطورات ملف كروبي 

في الأثناء، تحدثت صحيفة "جام جم" الإيرانية عن إلغاء قيود الإقامة الجبرية على الزعيم الإصلاحي رجل الدين مهدي كروبي، زاعمة أنه يعاني من مشكلة صحية تشبه مرض ألزهايمر، إلا أن حسين كروبي، نجل مهدي كروبي، نفى صحة إلغاء الإقامة الجبرية على والده، ونفى كذلك إصابته بمرض ألزهايمر.  

وأضاف كروبي، وفق شبكة "شرق" الإعلامية الإيرانية: "الإقامة الجبرية قائمة بقوة لم يحصل تغيير فيها"، مشيراً إلى أن "السيد كروبي لم يصب بالألزهايمر ويتمتع بصحة جيدة". 

كما قال نجل كروبي، اليوم الأربعاء، لصحيفة "اعتماد"، إن "الجميع يعلنون أنهم يوافقون على إلغاء الإقامة الجبرية، سواء رؤساء السلطات الثلاث السابقون أو الحاليون، لكنهم في الوقت نفسه يقولون إنه عمليا لا إمكانية لرفع الإقامة الجبرية". وأكد أن "لا أحد على استعداد لتحمل مسؤولية هذا الرفع". 

ويقبع كروبي، وهو رجل دين، بالإضافة للزعيم الإصلاحي رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي، وزوجته زهراء رهنورد، في إقامة جبرية منذ 11 عاما، بعد احتجاجات "الحركة الخضراء" التي انطلقت عام 2009 ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، التي ترشح فيها موسوي وكروبي وفاز فيها الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، وسط جدل حول نتائجها واعتراض الإصلاحيين عليها. 

وخلال السنوات الأخيرة، خففت السلطات الإيرانية قيود الإقامة الجبرية على الرجلين، وخاصة كروبي، فسمحت أحيانا بخروجه، فضلاً عن السماح بزيارات لهما، كما سُمح لكروبي بزيارة بعض المقربين منه في بيوتهم.

المساهمون