أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن حكم بالإعدام على أحد كبار أعضاء جماعة معارضة إيرانية مقرّها الولايات المتحدة، متهم بتدبير تفجيرٍ دامٍ في مسجد عام 2008.
وتقول السلطات الإيرانية إن جمشيد شارمهد، وهو مواطن إيراني-ألماني ومقيم في الولايات المتحدة، هو زعيم الجناح العسكري لجماعة تدعو إلى استعادة النظام الملكي الذي أُطيح به في الثورة الإسلامية عام 1979.
وكانت أسرته قد قالت إنه مجرد متحدث باسم الجماعة المعارضة، وتتهم الاستخبارات الإيرانية بخطفه من دبي عام 2020. وكان شارمهد مقيماً في غليندورا بكاليفورنيا.
ويأتي الحكم الذي يمكن الطعن عليه على خلفية أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران وحملة قمع وحشية على المعارضة. ويدعم الموالون للملكية خارج إيران الاحتجاجات، وكذلك يدعمها آخرون من أيديولوجيات مختلفة.
وذكر الموقع الرسمي للقضاء الإيراني أن شارمهد أُدين بالتخطيط لأنشطة إرهابية، وحُوكم أمام محكمة للحرس الثوري، حيث تجرى الجلسات خلف أبواب مغلقة وتقول جماعات حقوقية إنها تفتقر لسير الإجراءات الطبيعي.
وكانت التهم الموجهة إليه هي التخطيط لسلسلة من الهجمات من بينها تفجير المسجد الذي قُتل فيه 14 شخصاً، وأُصيب أكثر من 200 آخرين. واتُهم أيضاً بالعمل مع الاستخبارات الأميركية والتجسس على نظام الصواريخ الباليستية الإيراني.
برلين: إعدام شارمهد "غير مقبول"
في المقابل، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء، أن الحكم بالإعدام في طهران على المعارض الإيراني الألماني جمشد شارمهد "غير مقبول على الإطلاق".
وقالت بيربوك في بيان "إن الحكم بالإعدام على جمشد شارمهد غير مقبول على الإطلاق. ليست عقوبة الإعدام قاسية وغير إنسانية ومهينة فحسب، بل إن جمشيد شارمهد لم يسبق له أن خضع لمحاكمة عادلة: لم تتح له إمكانية الحصول على مساعدة قانونية يختارها بحرية".
وأضافت، على هامش زيارة لمنطقة متضررة من الزلزال في تركيا، "الأنباء الواردة من إيران صادمة. إن النطق بعقوبة الإعدام إجراء لا يتوافق مع سيادة القانون مخالف للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، ولهذا ندينه".
وتابعت بيربوك "كان ظهور شارمهد علناً أشبه بإدانته مسبقاً".
وقالت أيضاً: "منذ توقيفه في ظروف مريبة جداً، واصلنا التدخل على مستوى عالٍ لصالح شارمهد".
وأوضحت: "لقد تجاهلت إيران هذه الجهود المكثفة، ورُفض دائماً طلبنا لتمكين القنصلية من التواصل معه والحصول على مواعيد المحاكمة".
وأضافت: "نطلب من إيران معالجة أوجه القصور هذه أثناء إجراءات الاستئناف وتصحيح الحكم وفقاً لذلك والتراجع عن عقوبة الإعدام"، محذرة من أن "تطبيق حكم الإعدام على شارمهد سيواجَه بردّ قوي".
وأثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية بعدما أعدمت في يناير/ كانون الثاني المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة.
وشارمهد هو ثاني حامل جنسية أجنبية، إلى جانب الجنسية الإيرانية، يواجه خطر الإعدام في إيران.
(أسوشييتد برس، رويترز)