اندلعت مواجهات في عدة نقاط ساخنة في الضفة الغربية بين الأهالي وجنود الاحتلال، كما سجلت عدة عمليات إطلاق نار، وذلك في سياق الأجواء شديدة التوتر التي تسود الضفة الغربية بعد اعتداء قوات الاحتلال على مئات المعتكفين في الأقصى.
وطالبت مجموعات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية المواطنين بالخروج للشوارع ونصرة المسجد الأقصى.
وفي الخليل جنوبي الضفة الغربية، أطلق مقاومون النار صوب جنود الاحتلال على مدخل بلدة بيت أمر. وحسب مصادر محلية في البلدة، فقد اندلع اشتباك بالرصاص الحي بين المقاومين وجنود الاحتلال في البلدة، وتم نقل عدة إصابات للمشافي. وأكدت المصادر "أن قوات الاحتلال استهدفت سيارات الإسعاف بالرصاص الحي".
وفي مخيم العروب قرب بيت لحم، اندلعت مواجهات بين جيش الاحتلال والمواطنين الذين أحرقوا البرج العسكري المقام على مدخل المخيم.
أما في مدينة نابلس، فانطلقت مسيرة شعبية عفوية وسط المدينة نصرة للمسجد الأقصى، ومسيرات في عدة مخيمات مجاورة للمدينة، منها مخيم عسكر (شرق)، ومخيم بيت عين الماء (غرب). فيما تم إطلاق الرصاص الحي على نقطة عسكرية لجيش الاحتلال على جبل جرزيم في مدينة نابلس.
وأحرق الشبان نقطة عسكرية تابعة لجنود الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس.
واندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وأحرق الشبان الإطارات على مدخل البلدة، وفجروا عبوات محلية الصنع لمنع الاحتلال من اقتحام البلدة، وسط إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي على الشبان.
وفي طولكرم أعلنت مجموعات "الرد السريع" التابعة لـ"كتائب شهداء الأقصى" في بيان، "أنها تمكنت من استهداف حاجز بوابة 104 المقامة على أراضي خضوري غرب مدينة طولكرم، بوابل مكثف من رصاصهم".
وفي مدينة رام الله، أكدت المصادر المحلية أن مقاومين أطلقوا النار على سجن ومعسكر عوفر غرب المدينة. أما في مدينة أريحا فقد اندلعت مواجهات عند المدخل الشمالي للمدينة.
وأطلق المقاومون النار على حاجز "سالم" غرب مدينة جنين. وفي القدس، أضرم شبان النار في محطة وقود مقامة على مدخل بلدة العيسوية، كما استهدف الشبان حافلات المستوطنين بالحجارة، فيما أطلق مقاومون النار على حاجز قلنديا المحيط بمدينة القدس.
أكثر من 2200 حالة اعتقال منذ مطلع العام الجاري
إلى ذلك، قال نادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الأربعاء، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت أكثر من 2200 حالة اعتقال منذ مطلع العام الجاري، منها نحو 1200 حالة اعتقال في القدس، بما فيها حصيلة اعتقالات فجر اليوم.
وأوضح نادي الأسير في بيان، أنّ القدس تُسجل شهريًا النّسبة العليا من عمليات الاعتقال، كونها تشهد مواجهة يومية عالية مع الاحتلال، واعتداءات مكثفة، لا سيما مع التصاعد المستمر للاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال، والمستوطنون للمسجد الأقصى، كما أنّ نسبة الاعتقالات العالية في القدس تطاول كذلك النّساء، والأطفال.
وقال نادي الأسير: "إنّ قوات الاحتلال صعّدت من استهداف المواطنين في القدس، خلال شهر رمضان، وقد شهدنا منذ عام 2021، عمليات اعتقال جماعية، ففي نفس الوقت من العام المنصرم من شهر رمضان سجلت 450 حالة اعتقال، واليوم نشهد تقريبًا ذات الأعداد".
ولفت نادي الأسير إلى أنّ الشّهادات التي تمكّنت المؤسسات في حينه من الحصول عليها، تؤكد مستوى عاليا من العنف اُستخدم بحقّ المعتقلين من المعتكفين في المسجد الأقصى.
وأكد نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال في القدس تأخذ خصوصية من حيث الممارسات الممنهجة التي يتعرض لها المعتقلون عمومًا، إذ إن بعض المقدسيين تعرضوا لعمليات اعتقال وصلت إلى أكثر من 40 مرة، حيث يفرج عنهم بشروط كفرض الغرامات المالية، والكفالات، أو بشرط الحبس المنزلي، أو الإبعاد وتحديدًا عن البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى.
ووفق نادي الأسير، فإن عمليات الاعتقال في القدس تشكل واحدة من بين جملة من السياسات الممنهجة والثابتة التي تستهدف المقدسيين بشكل خاصّ وعلى مدار الوقت.