إضراب المعتقل التونسي بن مبارك: خيار أخير في ظل غياب المسار القانوني

27 سبتمبر 2023
جوهر بن مبارك (الأناضول)
+ الخط -

قال سياسيون ومحامون في تونس، اليوم الأربعاء، إنّ دخول عضو جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، الثلاثاء، في إضراب عن الطعام داخل السجن، رغم المتاعب الصحية التي يعاني منها، يهدف إلى "رفع المظلمة" والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وخصوصاً أن تهم "التآمر" التي سجنوا بموجبها "غير موجودة".

وقالت عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، شقيقة جوهر بن مبارك، المحامية دليلة مصدق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد استيفاء كل السبل القانونية وتواصل التحركات النضالية، لا جديد في الملف"، مبينة أنّ شقيقها يطالب بإطلاق سراح المعتقلين، في ظل تمديد سجنهم ورفض مطلب الإفراج عنهم.

وأضافت: "نحن أمام ملف دون جريمة"، مستدركة بالقول: "حتى الأسئلة التي وجهت إلى المعتقلين في التحقيق كانت عن لقاءات عادية وعن أنفسهم كنشطاء سياسيين".

وأوضحت مصدق أنّ شقيقها جوهر استغل سفرها، أمس الثلاثاء، إلى باريس ليدخل في إضراب عن الطعام، لأنها كانت ستمنعه نظراً للمتاعب الصحية التي يعاني منها، مضيفة أنه "أصبح يعاني من ضغط الدم داخل السجن".

وقالت إن هيئة الدفاع ستتوجه، صباح غد الخميس، إلى السجن للقاء شقيقها والحديث معه في ظل عزمه على مواصلة الإضراب.

وذكرت هيئة الدفاع عن المعتقلين، في بيان لها، أمس، أنّ بن مبارك أعلمها بأنّه "دخل في إضراب عن الطّعام بداية من منتصف اللّيل، احتجاجاً على المهزلة القضائية التي يقودها قاضي التحقيق بالمكتب 36 بقطب مكافحة الإرهاب".

وتعهد بن مبارك للهيئة بأنه "لن يقطع هذا الإضراب إلا بعد رفع المظلمة والإفراج عنه وعن المعتقلين كافة في هذه القضية السياسية المختلقة والمفبركة".

بدوره، قال عضو جبهة الخلاص الوطني والقيادي في حركة النهضة رياض الشعيبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "دوافع الإضراب شعور جوهر بن مبارك بعبث المسار القانوني، وخصوصاً أنّ فترة الإيقاف التحفّظي الأولى انتهت وتم التمديد في الاحتفاظ دون أي مستجدات في القضية"، مضيفاً أنّ "تلاعباً وعبثاً وغياباً للجدية في الملف يتأكد يوماً بعد يوم".

وتابع أنه "لا حلّ أمام بن مبارك سوى الدفاع عن نفسه عبر كل الوسائل، بما في ذلك إضراب الجوع"، مضيفاً أنّ "هذه الخطوة ستكون لها آثار صحية سيئة على المعتقل، تتحمّل السلطة مسؤولية تبعاتها".

ودعا مناصري حقوق الإنسان في العالم إلى مساندة جوهر بن مبارك ودعمه "للتمتع بحقه في محاكمة عادلة في ظل الضمانات التي يكفلها القانون". 

وقالت جبهة الخلاص، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إنها "تؤكد تضامنها الكامل ومُساندتها التامة لجوهر بن مبارك وبقية القادة السياسيين المعتقلين ظلماً على خلفية قضية ملفقة وظّفت فيها السلطة الحاكمة الجهاز القضائي لتصفية معارضين للحكم الفردي الانقلابي".

ودعت الجبهة "القوى الحية كافة في البلاد وكل الأحرار والمؤمنين بالحرية والمواطنة إلى مُساندة هذا التحرك المشروع حتى غلق قوس القضايا الملفقة والمحاكمات السياسية"، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي ووقف المحاكمات السياسية الكيدية ورفع يد السلطة التنفيذية عن القضاء.

من جهته، عبر الحزب الجمهوري عن تضامنه مع جوهر بن مبارك "في تحركه النضالي الخطير على صحته"، مؤكداً "تفهمه لأسباب هذا القرار ودوافعه".

وأشار الحزب إلى "تعمد سلطة الأمر الواقع التعامل مع المعتقلين بتجاهل وصمت، ضاربة عرض الحائط بكل الدعوات المطالبة برفع المظلمة عنهم". وقال إن هذا التجاهل "يسقط ادعاء الرئيس قيس سعيد رفضه للظلم، ويؤكد أن التصفية السياسية أصبحت للمنافسة السياسية ومنهجاً لتسيير الدولة". ولفت الحزب إلى أن المعتقل لجأ للإضراب عن الطعام كسلاح لاسترداد الحرية المسلوبة، رغم الخطر الذي يتهدد حياته.

المساهمون