إسرائيل وحماس تنفيان التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت وفتح معبر رفح

16 أكتوبر 2023
المكتب الإعلامي في غزة: لم نتلق حتى اللحظة أي تأكيدات من الجهات المعنية (فرانس برس)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما في وقت سابق اليوم الاثنين، إن اتفاقاً مصرياً أميركياً إسرائيلياً تم على فتح معبر رفح الحدودي الساعة التاسعة، بالتزامن مع وقف إطلاق النار، فيما نفت حماس ومكتب نتنياهو ذلك، وأكدت مصر أنّ إسرائيل لم تسمح بعد بفتح المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

ونفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان، التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، أو فتح معبر رفح، فيما نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كذلك تلقي أي اتصالات أو تأكيدات من الجهات المعنية بالجانب المصري حول نية فتح معبر رفح اليوم.

من جانبه، نفى مكتب نتنياهو في بيان الاتفاق على هدنة حالياً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل إخراج الأجانب.

وقال المصدران المصريان إن "وقف إطلاق النار سيستمر لعدة ساعات، لكن لم تتضح بعد المدة على نحو دقيق"، وأضافا أن الدول الثلاث اتفقت على استمرار فتح معبر رفح حتى الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، اليوم الاثنين، ليوم واحد بشكل مبدئي.

إلى ذلك، أفاد مصدران لوكالة "الأناضول"، أحدهما فلسطيني رفيع المستوى وآخر إغاثي، بعدم إعلامهما بعد بقرار تشغيل معبر رفح أو بدء هدنة، داعياً للانتظار لحين وصول موقف رسمي من الجانب المصري.

مصر: إسرائيل لم تسمح بعد بفتح معبر رفح

يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الاثنين، إن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد موقفاً يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مؤكداً بدء بلاده محادثات مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وأضاف شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، أن "الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ للأسف حتى الآن موقفًا يوحي بإمكانية فتح المعبر من ناحية غزة، للسماح بدخول المساعدات أو خروج المواطنين من دول ثالثة". وأضاف: "نحن على أتم استعداد وكل الأجهزة المصرية على المعبر على أهبة الاستعداد، لإدخال المساعدات وخروج مواطني دول ثالثة، وأيضاً عمل المعبر بالوتيرة الطبيعية له لإدخال الاحتياجات الطبية للإخوة الفلسطينيين".

وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن "الأمل في انفراجة في هذا الصدد".

وقال شكري إن "مصر تسعى منذ بداية اندلاع الأزمة في غزة إلى أن يكون معبر رفح مفتوحاً، ويتيح دخول المساعدات الإنسانية التي تم تجميع عدد كبير منها في العريش".

وأكد أن "مصر تعمل بالتنسيق الكامل مع منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر لإدخال المساعدات التي تزداد الحاجة إليها، لرفع المعاناة عن المدنيين والشعب الفلسطيني في غزة".

وأشار إلى أنه "تباحث هاتفياً مع المبعوث الأممي (لم يذكر اسمه) الذي كان يستفسر إذا ما كانت الاتصالات التي تم إجراؤها بالأمس قد أتت بثمار، ولكن للأسف حتى الآن ليس هناك جديد في هذا الشأن".

ووصف شكري بأن ذلك "أمر خطير نظراً لما يتعرض إليه الشعب الفلسطيني في غزة من احتياج شديد، إذ ليست هناك مياه أو مواد طبية أو غذاء، والنزوح أدى إلى ضغوط إضافية، فليس هناك مأوى لمن أجبروا على النزوح من شمال غزة". وأضاف: "كل هذه أمور إنسانية متصلة بالقانون الدولي الإنساني، ويجب احترامها ومراعاتها".

وكانت مصادر مصرية مطلعة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، مساء أمس، عن تحركات طارئة لفتح معبر رفح خلال الساعات المقبلة.

وقال مصدر مصري إن هناك تعليمات صدرت لإدارة المعبر في الجانب المصري بالاستعداد والجاهزية لتشغيل المعبر في أي وقت خلال الساعات المقبلة، لافتا إلى أن تلك التعليمات جاءت في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة، وقبيل عودته إلى تل أبيب للقاء المسؤولين الإسرائيليين هناك والتباحث معهم حول نتائج جولته التي شملت مصر والسعودية وقطر.

وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن التعليمات الواردة لإدارة المعبر تشير إلى استعدادات واسعة تشمل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة ومرور حملة الجنسيات الأجنبية بالتزامن مع ذلك.

وفي وقت لاحق من اليوم الاثنين، تفقد وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، وقائد الجيش الثاني الميداني اللواء محمد ربيع، واللواء محمد عبد الفضيل شوشة، معبر رفح البري بشمال سيناء، ومدى جاهزية سيارات الإسعاف المصطفة في منطقة أبو طويلة بالشيخ زويد لاستقبال مصابي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأكد وزير الصحة أن زيارته إلى محافظة شمال سيناء تأتي "بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمتابعة الخدمات الطبية والإسعافية، والاطمئنان على مستوى الخدمات للمرضى، والتأكد من توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية، وفصائل الدم".

ومعبر رفح هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة في اتجاه الخارج، ولم يكن بإمكان السكان الوصول إلى المعبر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي إثر عملية "طوفان الأقصى"، بسبب كثافة القصف والمخاطر المترتبة على الاتجاه جنوباً.

بلينكن في مهمة لإقناع إسرائيل بممر إنساني

إلى ذلك، ذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي سيصل اليوم الاثنين إلى تل أبيب، سيحث القيادة الإسرائيلية على عدم الاعتراض على تدشين معبر إنساني بين قطاع غزة ومصر لخدمة الفلسطينيين الذين يقطنون في جنوب قطاع غزة، من منطلق أن هذه الخطوة ستسمح للولايات المتحدة والغرب بمواصلة تقديم الدعم الدبلوماسي للهجمات التي تواصل إسرائيل شنها في قطاع غزة.

وبحسب القناة، فإن مصادر أميركية أكدت أن بلينكن سيحذر إسرائيل من أنه في حال تواصل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتحديداً في جنوبه، فإن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في مواصلة تقديم الدعم لإسرائيل.

وأشارت القناة إلى أن بلينكن سيضع إسرائيل في صورة قرار الإدارة الأميركية تعيين ديفيد ساترفيلد "مبعوثاً خاصاً للشؤون الإنسانية" بهدف إدارة ملفي الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، والمساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة.

وزيران في الليكود يعارضان هدنة إنسانية

يعارض وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم وزير الطاقة يسرائيل كاتس، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، ووزير الثقافة ميكي زوهر، وكلاهما من حزب "الليكود"، أي هدنة لإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وكتب كاتس عبر حسابه على منصة "إكس" أنه يعارض بشدة رفع الحصار وإدخال البضائع إلى غزة لأسباب إنسانية، مضيفاً "التزامنا تجاه عائلات القتلى والمختطفين، وليس تجاه عناصر حماس ومن ساعدهم".

وعبّر زوهر عن موقف مشابه، مشيراً إلى أن من أقدموا على القتل وأمور أخرى، زعم ارتكابها في "طوفان الأقصى"، "لا يستحقون أي رحمة"، على حدّ تعبيره.