إسرائيل تحرّض على "حماس" للالتفاف على التهدئة

19 اغسطس 2014
الوحدة الفلسطينية في مهب التحريض الإسرائيلي(محمد عابد/Getty)
+ الخط -
لجأت إسرائيل إلى ورقة "اقتتال الأخوة" في محاولة للتضييق على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفك رابط الوحدة الفلسطينية، إذ ادعت وسائل إعلامها أن "حماس" شكلت خلية تعد للانقلاب على السلطة في الضفة الغربية.

وبعيداً عن الحسابات السياسية، فإن إظهار هذه الورقة في هذا الوقت مع قرب توقيع الهدنة، يضع العديد من علامات الاستفهام، ويدل على محاولة إسرائيل تحقيق إنجاز سياسي في مفاوضات القاهرة غير المباشرة للالتفات على فشل عدوانها على قطاع غزة.

وفنّد مدير مركز "أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" فؤاد الخفش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، ادعاءات سلطات الاحتلال بكشفها لخلية الانقلاب على الرئيس محمود عباس، في هذا التوقيت الحساس بالذات مع قرب توقيع اتفاق التهدئة، ومع انتصار المقاومة في قطاع غزة.

ونوّه إلى أن المركز سيقوم بنشر لوائح الاتهام الخاصة بـ 93 فلسطينياً تزعم تل أبيب تورطهم في الخلية، وذلك لفضح كذب الاحتلال، الذي يريد ضرب الحالة الوحدوية للشعب الفلسطيني بعد العدوان على غزة.

وبيّن الخفش "أن هؤلاء المتهمين، تحتجزهم سلطات الاحتلال رهن الاعتقال الإداري من دون أية تهم".

وتساءل الخفش "رياض ناصر، الذي تتهمه إسرائيل بقيادة الخلية، وهو قيادي من بلدة دير قديس غربي رام الله، معتقل منذ عام 2013، فلماذا إذاً كشف عن هذا الملف في هذا الوقت؟".

من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتمع الإثنين، بقادة الأجهزة الأمنية في مقر الرئاسة في رام الله، وأعطى تعليماته بمتابعة ما نشرته الصحف الإسرائيلية.

وحذر الخفش من "وقوع السلطة في الفخ... وبدء مرحلة التحريض على حماس، من أجل اتخاذ خطوات عقابية ضدها".

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" مساء الاثنين، خبراً يفيد بأن الرئيس عباس "أصدر تعليماته لجهات الاختصاص بمتابعة ما تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن اعتقال مجموعة من حركة حماس كانت تعد لانقلاب على السلطة الوطنية في الضفة الغربية، ومحاولة الحصول على البيانات والمعلومات الضرورية".

وتابعت "وفا" حيث إن تداعيات ذلك على مجمل الأوضاع الفلسطينية والإقليمية ستكون في منتهى الخطورة، خصوصاً أن الجهات الإسرائيلية نشرت قائمة بأسماء واعترافات إلى جانب مجموعة من الأسلحة تمت مصادرتها".

وأضافت "كما أكد الرئيس، أننا نمُر في مرحلة عدوان على غزة، وفي ظل وجود حكومة وفاق وطني فإن هذه المعلومات الجديدة تشكل خطورة حقيقية على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى مستقبله".

في المقابل، رفض المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري التعليق لـ"العربي الجديد" على الموضوع، مكتفياً بالقول إنه "ليس جهة اختصاص تنفيذية، بل متحدث باسم الأجهزة الأمنية".

وكانت الصحافة الإسرائيلية قد نشرت يوم أمس الإثنين، إعلان السلطات الإسرائيلية اعتقالها خلية تتألف من 93 ناشطاً من حركة "حماس" في الضفة الغربية خلال شهر مايو/ أيار الماضي، "خططت للانقلاب على السلطة الفلسطينية وشن هجمات إرهابية ضد تل أبيب".

المساهمون