ذكرت وكالة نتيف الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنها تتوقع وصول عشرات آلاف اليهود المهاجرين، ليس فقط من أوكرانيا، وإنما أيضاً من روسيا.
وتوقعت نتيف، وهي الوكالة الإسرائيلية المختصة بتهجير اليهود من روسيا وشرق أوروبا عموماً، وتتبع لمكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية؛ هجرة ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف يهودي من أوكرانيا وحدها.
وتزامنت هذه التوقعات مع تركيز وسائل إعلام إسرائيلية على وصول عائلة يهودية من أوكرانيا مباشرة، إلى "بيتها الجديد" في مستوطنة رفيفا في الضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق، أفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير نشر أيضاً في النسخة الورقية، اليوم الجمعة، بأن "إسرائيل أمام موجة كبيرة من الهجرة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا"، متوقعة وصول عشرات آلاف اليهود إلى إسرائيل.
ونقل التقرير كذلك عن وكالة نتيف أن التقديرات في الوكالة تتوقع هجرة ما بين 20 و30 ألف يهودي من أوكرانيا، مع توقعات بارتفاع كبير في هجرة اليهود من روسيا أيضاً.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية اعتبار اليهود المهاجرين من أوكرانيا فارين من مناطق نزاع، وبالتالي منحهم مبلغا ماليا أوليا من عدة آلاف من الشواقل (1 شيقل يساوي 0.31 دولار أميركي).
وكشف التقرير عن أنه منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في الـ24 من شهر فبراير/شباط الماضي، يعمل موظفو وكالة نتيف لتشجيع هجرة اليهود من أوكرانيا.
ويقوم ممثلو الوكالة الإسرائيلية باستقبال هؤلاء في كل من وارسو وبودابست وكيشنيف، حيث استصدرت إلى الآن 600 تأشيرة هجرة، فيما تلقت مكاتب الوكالة نحو 9000 طلب للهجرة من يهود أوكرانيين، بينما أعرب 5000 منهم عن رغبتهم بالهجرة إلى إسرائيل للاستيطان فيها.
في المقابل، ذكر التقرير أن هناك ارتفاعاً أيضاً في طلبات الهجرة من يهود روسيا، بواقع 500 طلب يومياً.
مع ذلك، قال التقرير إن التقديرات في حكومة الاحتلال الإسرائيلية ترى أن المهاجرين اليهود لن يصلوا إلى إسرائيل مباشرة وفوراً، بحجة أن قسماً منهم لا يستطيع حالياً مغادرة بيته، وأنه وفقاً للعبر المستخلصة، فإن اتخاذ القرار بالهجرة لإسرائيل يستغرق من اليهود في أوكرانيا بضعة أشهر، وأحياناً عدة سنوات.
وذكرت تقارير إسرائيلية مختلفة أن حكومة الاحتلال ووزارة الهجرة والاستيعاب تقومان بخطوات لمواجهة موجات الهجرة، عبر استئجار وتخصيص نحو 12 ألف غرفة في فنادق إسرائيلية، وتوجيه المهاجرين المحتملين لمدن يكثر فيها تركيز من سبقهم من مهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، خصوصاً في الجليل والمستوطنات.
وتستعد مدينة "نوف عجليل"، التي أقيمت في أوساط السبعينيات على أرض مصادرة من فلسطينيي الناصرة والقرى المجاورة لها، وكانت تسمى سابقا "بنتسرات عيليت"، لاستيعاب ألف مهاجر جديد على الأقل.
كما تسعى حكومة الاحتلال لتكرار سياسة حكومة إسحاق شامير في أوائل التسعينيات مع انهيار الاتحاد السوفييتي، وتدفق أكثر من مليون مهاجر يهودي، بإعداد آلاف البيوت المتنقلة لاستيعاب المهاجرين الجدد في حال حدثت موجة هجرة كبيرة من أوكرانيا وروسيا.
وشكلت هذه الواقعة بداية سياسة الانفتاح التي قادها الزعيم السوفييتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، وتقربه من الغرب، حتى قبل بدء انهيار الاتحاد السوفييتي، ما شكل أكبر فرصة لنقل نحو مليون مهاجر يهودي إلى إسرائيل.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد استغلال حالات الأزمات والحروب في دول أوروبية وحتى أفريقية لجلب المهاجرين اليهود، وتوطينهم في إسرائيل، وتحديداً في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وفي مطلع الثمانينيات، تم جلب يهود الفلاشا، بسرية وبالتعاون وموافقة الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، من جهة، وعبر الترويج لمخيمات إغاثة إسرائيلية، بحجة مواجهة الفقر والجوع، بينما اتضح لاحقاً أن هذه المخيمات كان هدفها الأساسي تهجير اليهود الفلاشا وضمان عدم جلب مواطنين إثيوبيين من غير اليهود.
وحاولت إسرائيل، قبل ثلاثة أعوام في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، دعوة اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، ما أثار في حينه غضباً فرنسياً.