إسرائيل تبحث عن طرق للحصول على سلاح خوفاً من تباطؤ الإمدادات الأميركية

25 مارس 2024
الولايات المتحدة مزوّد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإيجاد طرق بديلة للحصول على الأسلحة والمواد الخام لمواجهة نقص ترسانته العسكرية، وذلك وسط مخاوف من تأثير الانتقادات الدولية والتوترات مع الولايات المتحدة.
- دول مثل إيطاليا وكندا قلصت مبيعات الأسلحة لإسرائيل، بينما تهدد فرنسا وألمانيا باتخاذ خطوات مماثلة، في ظل نقص عالمي في الذخيرة وسباق التسلح.
- وزير الأمن الإسرائيلي يجري زيارة إلى واشنطن لبحث الدعم الأمريكي المستمر وتزويد إسرائيل بالأسلحة، في محاولة لمواجهة التحديات الكبيرة في الحفاظ على مخزونها العسكري.

إسرائيل تبحث عن طرق التفافية من أجل الحصول على أسلحة ومواد خام

هناك دول شرعت بالفعل في عدم تزويد إسرائيل بالأسلحة

الولايات المتحدة مزوّد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل

أفادت هيئة البث الإسرائيلية كان عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، بأن الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن طرق التفافية من أجل الحصول على أسلحة ومواد خام، بهدف التغلب على الفجوات، والنقص في السلاح والأدوات القتالية، وسط مخاوف من تباطؤ الإمدادات الأميركية.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير لم يسمّه الموقع، إن "الانتقادات المتزايدة ونزع الشرعية التي تغذيها أطراف مختلفة، مسلمة ومعادية للسامية، تعرّض للخطر استمرار تسليح إسرائيل، ونقل الذخيرة ووسائل الحرب".

وأشار المصدر إلى قلق إسرائيلي من أن "التوترات مع الولايات المتحدة بشأن الدخول إلى رفح (للقيام بعملية عسكرية)، والمشكلة الإنسانية في غزة، ستؤثر أيضاً على الاستعداد الأميركي لمواصلة مساعدة إسرائيل بنفس القوة".

ولفت الموقع إلى أن هناك دولاً شرعت بالفعل بعدم تزويد إسرائيل بالأسلحة، وتقوم بـ"مقاطعة هادئة"، فيما أعلنت أخرى أنها ملتزمة بقوانين الدولة التي لا تسمح ببيع الأسلحة لدول تخوض حرباً، بينما تترك دول أخرى إسرائيل قيد الانتظار حتى استصدار موافقات.

وقدّم الموقع إيطاليا مثالاً، التي لا تبدي استعداداً لبيع إسرائيل ذخيرة لزوارق سلاح البحرية الحربية، وكذلك كندا، التي زوّدت إسرائيل بمكونات فرعية مثل البطاقات الإلكترونية، والرقائق الحيوية بمختلف أنواعها، وعشرات المكونات الفرعية التي تستخدم أيضاً في منظومة "القبة الحديدية"، قبل أن تعلن أخيراً حظر بيعها الأسلحة لإسرائيل.

ولفت الموقع إلى أن فرنسا وألمانيا تهددان بمقاطعة ووقف توريد الأسلحة والوسائل القتالية إلى إسرائيل، إضافة إلى وجود نقص عالمي في الذخيرة، بسبب سباق التسلح العالمي عندما تقوم جميع دول العالم بتجهيز نفسها.

وقال المسؤول الإسرائيلي: "لا توجد مخزونات في أوروبا، يحرص الجميع على شراء وسائل أكثر تقدماً".

وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تبقى مزوّد الأسلحة الرئيسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً: "لا تزال هناك مساعدات، كل يوم هناك قطار جوي يصل، لكن الخوف الأكبر هو أن يؤثر التوتر بسبب الأزمة الإنسانية والدخول إلى رفح، على الاستعداد الأميركي لمساعدة إسرائيل أمنياً".

في غضون ذلك، يجري وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم، في إطار زيارته إلى واشنطن، لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بشأن تزويد إسرائيل بالأسلحة، والدعم الأميركي لاستمرار الحرب على قطاع غزة.

ومن المنتظر أن يلتقي غالانت، من بين المسؤولين الأميركيين، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومدير مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز.

ونقلت "كان" عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمّه، قوله اليوم: "لن يكون هناك خيار. يجب أن ندخل رفح ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار".

وأضافت أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو إخراج السكان من رفح على طول الساحل، وشنّ هجوم على المدينة. لكن التوتر المذكور لا يعني أن الولايات المتحدة ستتوقف عن دعم حليفها الرئيسي بالسلاح، خاصة وأن التوتر في أساسه هو مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فضلاً عن تحفظ واشنطن على بعض شركائه من قبيل الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وفي ضوء ضغوط متزايدة على الإدارة الأميركية بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال محادثة هاتفية بينهما يوم الأربعاء الماضي، بأنّ عليه أن يحمل معه مقترحات سياسات جديدة بشأن الأزمة الإنسانية في القطاع، خلال زيارته واشنطن.

وذكر موقع "والاه" العبري، يوم الجمعة الماضي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار لم يسمّهم، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترزح تحت انتقادات متزايدة من قبل الديمقراطيين في الكونغرس، والرأي العام، بكل ما يتعلق بدعمها لإسرائيل، بما في ذلك تزويدها بالسلاح، وعدم دعوة إدارة بايدن لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن الأمر الأساسي هو تغيير إسرائيل للوضع عبر خطوات ميدانية، تزيد معها على نحو كبير حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة.

وذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار للموقع، أنّ أوستن قال للوزير غالانت: "عليك أن تفهم الأجواء هنا، وعندما تصل.. عليك أن تحمل معك جديداً بشأن القضية الإنسانية، لكي تُظهر بأنكم (في إسرائيل) تغيّرون الاتجاه، وتزيلون العقبات أمام دخول مساعدات إلى غزة".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع، إن قائمة الطلبات الإسرائيلية تشمل، من بين أمور عدة، أسراب طائرات إضافية من طراز "إف-35" و "إف-15" بأسرع وقت ممكن.

وأبلغ غالانت أوستن بأنه سيشاركه في الزيارة المدير العام لوزارة الأمن، إيال زمير، طالباً أن يتباحث معه كبار المسؤولين في البنتاغون بشأن تزويد إسرائيل بالسلاح، من أجل التقدم في الموضوع.

وأصبح جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر اعتماداً على السلاح الأميركي، ليس فقط من أجل الحرب التي يشنها على قطاع غزة، بل أيضاً، لاستعداده لأي تصعيد محتمل أو حرب شاملة مع "حزب الله" في لبنان.

وتواجه عمليات تزويد واشنطن إسرائيل بالأسلحة انتقادات متصاعدة داخل الولايات المتحدة ومن قبل جهات في الحزب الديمقراطي، ممن يطالبون بايدن بوضع قيود على استخدام إسرائيل الأسلحة الأميركية.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن يتباطأ تزويد الإدارة الأميركية، إسرائيل بالسلاح، على خلفية الضغوطات الممارسة عليها، وحتى وقف جزء من الشحنات.

ونقل الموقع العبري عن مسؤول أميركي كبير قوله إنه "في هذه المرحلة، لا يوجد قرار لإبطاء وتيرة شحنات السلاح إلى إسرائيل، وحقيقة أن جزءاً من الأسلحة والذخيرة يصل على نحو بطيء مقارنة بالماضي، تعود إلى نفاد جزء من المخزون، والحاجة إلى تمويل إضافي من قبل الكونغرس لتجديده".

المساهمون