أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية "OFAC"، اليوم الأربعاء، جمعية "أخضر بلا حدود" اللبنانية، ومؤسسها زهير صبحي نحلة، على لائحة العقوبات، بسبب ما قالت الوزارة إنه يتعلق بدعمها لـ"حزب الله" اللبناني.
وبحسب بيان الوزارة الأميركية، فقد جاءت العقوبات بسبب "تقديم الجمعية الدعم والغطاء لعمليات حزب الله في الجنوب اللبناني على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، على مدى العقد الماضي، بينما تعمل علانية تحت ستار النشاط البيئي".
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين إي نيلسون، إن الوزراة "ستواصل دعم العديد من مجموعات المجتمع المدني اللبناني التي تحمي البيئة الطبيعية الفريدة والحساسة للبنان، بينما تتابع بلا هوادة حزب الله وشبكاته الداعمة".
وتبعاً للبيان، يقوم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بفرض هذه العقوبات على منظمة "أخضر بلا حدود" ومؤسسها زهير صبحي نحلة، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 وتعديلاته، والذي يستهدف الإرهابيين والمنظمات الإرهابية وقادة ومسؤولي الجماعات الإرهابية وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية.
وتم تأسيس الجمعية في يونيو/حزيران من عام 2013 باسم "الجمعية الوطنية لحماية وتنمية الثروة الحرجية والبيئية والحيوانية" (أخضر بلا حدود)، مركزها النبطية جنوباً، وأخذت وزارة الداخلية والبلديات علماً بتأسيسها.
ومن أبرز غايات الجمعية وفق تعريفها هو "حماية الثروة الحرجية والحيوانية والبيئية من التعديات المختلفة، والعمل على تنمية الثروة الحرجية من خلال حملات التشجير المختلفة للمساحات والطرقات وترميم الأحراج والتشحيل والتنظيف وإنشاء الحدائق العامة والواحات والمحميات والبرك الجبلية".
وجاء في تعريف الجمعية لنفسها أنها تقوم بـ"إنشاء مشاتل تعنى بإنتاج وتدوير الغراس الحرجية وغراس الزينة، وإقامة المعارض والندوات والدورات العملية والفنية والمحاضرات بالتعاون مع الهيئات العملية والبيئية، وكذا إقامة نشاطات ورحلات ودورات عملية ومهنية تخصصية".
وكان أحد مؤسسي الجمعية وهو زهير صبحي نحلة، قال في تصريح صحافي عام 2017، إنّ "الأشجار التي تزرعها الجمعية جنوباً تهدف إلى حجب كاميرات المراقبة الإسرائيلية لتكون بمثابة حجاب أمام عيون العدو بالإضافة إلى جدار يحمي خلفه مقاتلي المقاومة أنفسهم".
وتدعي إسرائيل أن الجمعية هي واجهة "حزب الله" البيئية، وقد سمحت له باستخدام مواقعها في عملية أفيفيم في سبتمبر/أيلول 2019.
وفي أغسطس/آب من عام 2020، أعلن الجيش اللبناني أن "مروحيات تابعة للعدو الإسرائيلي استهدفت مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود البيئية داخل الأراضي اللبنانية وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، إضافة إلى صاروخين أطلقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها، كما استهدفت مركزاً للجمعية المذكورة في محمية عيترون، ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها".
وتُتهم وزارة الزراعة من قبل معارضين لـ"حزب الله"، بإبرام عقود مع أشخاص ينتمون إلى الجمعية بهدف الدخول إلى منطقة جنوب الليطاني، مع الإشارة إلى أن الوزارة تابعة سياسياً على مدار الحكومات المتعاقبة إلى الثنائي حركة أمل وحزب الله.
رئيس بعثة اليونيفيل قلق إزاء الحوادث على طول الخط الأزرق
على الصعيد الجنوبي، ترأس رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، اليوم الأربعاء، اجتماعاً ثلاثياً مع "كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن لاثارو.
وبحسب البيان، فقد "ركزت المناقشات على الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، وقضايا أخرى في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006) والقرارات اللاحقة".
وأعرب اللواء لاثارو عن "قلقه إزاء سلسلة من الحوادث على طول الخط الأزرق، في الأشهر الأخيرة، والتي أدت إلى زيادة التوتر".
كما حثّ الأطراف على "مواصلة الاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل مع تجنب الإجراءات الأحادية الجانب"، ودعا إلى "المشاركة في مناقشات الخط الأزرق لمعالجة القضايا العالقة، مما يبرز أهمية الإشارات الإيجابية من كلا الطرفين قبل نظر مجلس الأمن في تجديد ولاية اليونيفيل".