إدانات عربية لتمزيق المصحف في لاهاي ودعوات لاتخاذ إجراءات قانونية

أدانت دول عربية عدة، اليوم الاثنين، تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في مدينة لاهاي الهولندية، فيما طالبت الجزائر باتخاذ خطوات قانونية لمنع تكرار هذه الإساءة.

وأقدم زعيم الفرع الهولندي لحركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا)، العنصرية واليمينية المتطرفة، إدوين فاغنسفيلد، على تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في لاهاي الهولندية.

ونظم زعيم الحركة في هولندا احتجاجات على مدار اليوم في مدينة لاهاي، ومزق نسخاً من المصحف أمام سفارات تركيا وباكستان وإندونيسيا والدنمارك لدى لاهاي، وأساء إلى الإسلام والمسلمين.

وخلال احتجاجه أمام السفارة التركية في لاهاي، ألقى فاغنسفيلد الصفحات التي مزقها من المصحف على الأرض وقام بالدوس عليها، ووجه إساءات إلى أنقرة والأتراك.

وشكر فاغنسفيلد الشرطة الهولندية التي قامت بحمايته أثناء تمزيق المصحف.

الجزائر تطالب بتشريعات دولية لمنع تكرار الظاهرة

وعقب إحراق نسخة من المصحف في لاهاي، دعت الجزائر، اليوم الاثنين، إلى تحرك إسلامي مشترك، يطالب بتبني تشريعات تمنع حرق المصحف الشريف، والإساءة إلى المقدسات الدينية والإسلامية، وعبرت عن أسفها للاعتذارات المتأخرة لحكومات السويد والدنمارك، بشأن حوادث حرق المصحف المستفزة لعموم المسلمين وتكرارها.

وقال رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي، خلال رئاسته اجتماعاً عن بعد لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إنّه يتعين صياغة "بند طارئ" بشكل مشترك ليُقدم باسم المجموعة الأفريقية والآسيوية والعربية، وتسليمه إلى الدورة المقبلة للاتحاد البرلماني الدولي، المقرر عقدها في لواندا، في أكتوبر/ تشرين الأول القادم، من أجل "إصدار قرار يُدين المساس بكل المقدسات والرموز الدينية، ويُجرم هذا الفعل المشين". 

وأكد بوغالي أن "حرق المصحف الشريف، تصرف دنيء يستهدف أسمى مقدساتنا، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نُعبر عن اشمئزازنا وتنديننا المطلقين بتجدد تصرفات دنيئة تستهدف أسمى مقدساتنا، المصحف الشريف، تحت مسمى حرية التعبير"، معتبراً أن هذه الممارسات "تعد كذلك امتحاناً على مدى تضامننا وقدرتنا على توحدنا لنصرة ديننا".

وطالب رئيس البرلمان الجزائري باتخاذ إجراءات ملائمة لمنع مجرد التفكير في هذه السلوكيات بالمستقبل.

وخلال اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، نُوقشت بعض السبل التي من شأنها أن تمنع "الممارسات المُشينة لقيم التسامح، وآليات تعزيز العمل المتعدّد الأطراف لاستصدار قرارات وتشريعات تُجرّم المساس بالمقدّسات الدينية، وضمان عدم تكرار انتهاكها، ومحاسبة مرتكبيها، ومنع تحوّل هذه الممارسات إلى نمط اجتماعي مقبول في الأوساط الشعبية والرسمية الغربية".

قطر: السماح بالتعدي على المصحف الشريف يؤجج الكراهية والعنف

قال رئيس مجلس الشورى القطري حسن الغانم، الاثنين، إن تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في مدينة لاهاي الهولندية، يُعد "استمراراً ممنهجاً في استفزاز ملياري مسلم في كل أنحاء العالم وتأجيجاً لمشاعرهم".

وأضاف في منشور على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، أن تكرار هذه التصرفات بذريعة حرية التعبير، ما هو إلا استهداف للمسلمين وتحريض على الكراهية والعنصرية.

أخبار

التحديثات الحية

قطر: تمزيق نسخ المصحف في لاهاي استهداف للمسلمين وتحريض على الكراهية

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أدانت بشدة تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في مدينة لاهاي. واعتبرت في بيان يوم أمس، أن هذه الواقعة "تعد عملاً تحريضياً مدبراً، يتعمد إثارة الرأي العام وتأجيج مشاعر المسلمين".

مصر تدين السماح بتكرار تمزيق المصحف: ينذر بانتشار العنف والتطرف

أعربت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الاثنين، عن بالغ إدانتها واستيائها إزاء تكرار واقعة تمزيق المصحف الشريف في مدينة لاهاي، من قبل زعيم إحدى الحركات المتطرفة في هولندا، واصفةً هذه التصرفات بـ"الممارسات الاستفزازية، وغير المسؤولة، التي تنتهك مقدسات ملايين المسلمين، وتؤجج من خطاب الكراهية".

وحذّرت مصر من التداعيات الخطيرة للسماح بتكرار مثل هذه الحوادث البغيضة، التي لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى، مضيفة أنها "تنذر بانتشار مزيد من العنف والتطرف، وتصاعد ظواهر الإسلاموفوبيا، وازدراء الأديان في المجتمعات، والتقويض من أمنها واستقرارها، ومن التعايش السلمي كذلك".

وشددت مصر على ما تمثله هذه الممارسات الاستفزازية من "انتهاك صريح لحرية الاعتقاد، والممارسات الدينية (على اختلافها) وتناقضها مع المواثيق الدولية، وقيم حقوق الإنسان".

وأعادت مصر التذكير بأهمية اضطلاع الدول بمسؤولياتها تجاه التعامل الحاسم مع مثل هذه الحوادث، ومنع تكرارها مستقبلاً، داعية الدول إلى الالتزام بـ"اتخاذ التدابير اللازمة لحماية قدسية معتقدات الآخر، ومحاسبة مرتكبي جرائم ازدراء الأديان".