- وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعلن عدم دعم احتلال غزة أو حكم حماس، فيما يستمر الصراع والمقاومة تحت شعار الدفاع عن الأرض، رغم الخلافات السياسية الداخلية.
- إسماعيل هنية يؤكد على دور حماس والكل الوطني في إدارة غزة بعد الحرب، بينما تستمر الولايات المتحدة وإسرائيل في سياساتهما دون تغيير، متجاهلين الدعم الدولي القليل للقضية الفلسطينية.
تشتعل المعركة على الأرض في غزّة، تصمد المقاومة وتوجه للعدو ضربات يشاهدها كل العالم، ويتحدث المقاومون عن صمود قابل للاستدامة، غير عابئين بهراء بعض الساسة الذين لا يملكون أي أوراق بين أيديهم، لأن الحقيقة الوحيدة تكمن على الأرض، والأرض الآن للمقاومة التي لا نتوقع منها أن تترك مصيرها للسماسرة كما حصل في السابق. رغم ذلك، يحاول الأميركيون ومن والاهُم من العرب تحقيق ما عجزوا عنه إلى حد الآن بالدبابة، ومحاولة بداية صياغة إدارة ما بعد الحرب.
يعزف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لحنه النشاز على الغيتار في حانة بالعاصمة الأوكرانية كييف، خلال زيارة الثلاثاء الماضي. ويقول بلينكن: "لا يمكننا ترك فراغ في غزة لأن الفوضى ستكون البديل، لا ندعم احتلالاً إسرائيلياً لغزة ولا حكم حماس". كأنهم، وكل الإدارات الأميركية والصهيونية منذ عقود، لم يجربوا كل شيء، اقتلاع، اجتثاث، تهجير، تدمير، حروب، ولكنهم يراوحون مكانهم ويعودون لمقاتلة الأبناء والأحفاد، في الأماكن نفسها وبالعزيمة نفسها، عزيمة المدافع عن أرضه.
رغم ذلك، جاء حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ليرد على فرضيات اليوم التالي للحرب على غزة بأن "إدارة القطاع بعد الحرب سوف تقرر فيها الحركة مع الكل الوطني". ولكن هنية لم يضع في الحسبان تلك الضربة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس للمقاومة في القمّة العربية، عندما اعتبر أن حركة حماس قامت بـ"توفير ذرائع لإسرائيل كي تهاجم قطاع غزة". ورغم أن أحداً لم يكن يتوقع منه أكثر من ذلك، فإن عدم دعم شعبه الأعزل في محنته، وتبرير الحرب الصهيونية، تركت الجميع في دهشة.
والحقيقة أن هنية كان يعرف أن حديثه عن "الكل الوطني الفلسطيني" مجرّد أوهام، كما الكل الوطني التونسي والكل العربي، تتنازعهم حسابات السلطة، فيحرقون بلدانهم لحسابات شخصية وسياسية. والمؤكد أن المقاومة تستشرف كل هذه الخناجر المسلولة، وتعرف أنها تقريباً وحدها، عدا بعض الأصوات والعزائم القليلة الصادقة التي لا تزال تدافع عن قضية عادلة، تجيء من شباب طلابي في عواصم غربية، أو من إسبانيا التي تمنع سفينة من الرسوّ في ميناء إسباني لأنها كانت تحمل أسلحة متجهة إلى إسرائيل. ولكن هذا الدعم في كل حال لن يأتي من بلينكن ودولته التي تدير الحرب، وتكذب بشأن إنسانيتها. مجلس النواب الأميركي يصادق على مشروع قانون يمنع وقف أو إلغاء مساعدات أمنية للاحتلال، ووزارة الدفاع الأميركية تؤكد مواصلة تزويد إسرائيل بالذخائر والدفاعات الجوية لكي تتمكن "من الدفاع عن نفسها". ثم يعلن الجيش الأميركي انتهاء بناء الرصيف البحري العائم على سواحل قطاع غزّة، من أجل المساعدات قالوا، ولكنهم يكذبون، فلا خير يأتي منهم مطلقاً.